بقلم: نبيل المقدس
قالت لي : طلبتني صديقتي بالتليفون لأمر هام تريد أن تشاركني فيه ... قلت لها أهلا في أي وقت أنا مستنياكي طالما الأمر خطير وهام . قلت لها مش ممكن تعطيني فكرة عن الموضوع حتي نتقابل ؟ ... قالت لي إبني يا "أختي" طلب مني ... أخطب له . قلت لها إذا ً الموضوع عايز له قعدة وحددنا ميعاد في منزلي بعد ما وضعت السماعة إفتكرت أن صديقتي هذه ليست لها أولاد في سن الزواج ... الكبير يا دوب هيكمل 19 سنة وهو في السنة الثانية علوم ... والثاني عمره يادوب 14 سنة وعلي ما أعتقد في أولي إعدادي ... أخذت أفكر عن مين يا تري كانت بتتكلم؟ ... جائتني فكرة أخوها والذي يصغر عنها بحوالي 4 سنوات ... يعني هو في حدود 32 سنة , والذي جعلني أن أفكر أنه هو المقصود , أنه أعتاد أن يدعوها يا ماما كنوع من الدعابة ولكونه كان محروما من كلمة يا ماما منذ كان صغيرا ً.
قالت لي أثناء شربنا القهوة ... تتصوري يا حبيبتي طلب مني أن اذهب إليهم وأخطب له أبنتهم ... قلت لها : بصراحة ده عين العقل ... هو بصراحة كبر وكفاياه كده , لكن إللي أنا أعرفه أنه بيذاكر لغات وإلتحق بالجامعة عشان يدرس كمبيوتر , لأنه ناوي يهاجر . إندهشت صديقتي مني وقالت لي بإنفعال : مين قالك أنه كبر ؟؟! قلت لها : ده حوالي 32 سنة يا دوب , وإنت الوحيدة اللي تقفي معاه في الظرف ده ... هو مالهوش حد غيرك ... كفاية قاعد لوحده في بين العيلة ومافيش حد بيهتم بيه ... !! وجدتها إنقلبت من حالتها العصبية إلي حالة هستيرية من الضحك ... ثم قالت : هو إنت تقصدي أخوي (فهيم) ... ياريت ... ده يوم المني ! . قاطعت ضحكتها المصحوبة بالألم , وسألتها : إذا ً عمن تتكلمين ؟؟!! أجابتني بعد ما ألقت نفسها علي ظهر الفوتيه وبتنهيدة طويلة ... جعلتني أتلهف علي من هو هذا الشخص الذي يريد أن تخطب له .... وفجأة قالت لي : إبني الكبير الفلعوص ... صرخت في وجهها ... وقلت الواد ( شادي ) إبنك عايز يتجوز ؟؟! ... أخذت أضحك ... وفجأة توقفت عن الضحك , وصمت فترة , وقلت لها : وليه لأ !! إبنك مؤدب وشاب مؤمن , وملتزم بدراسته , وحالة معيشتكم ميسرة , فهو تقريبا في محلات زوجك طيلة الأجازة بيعمل معاه ...
قالت لي : ما هي دي الكارثة يا حبيبتي ... قلت لها أي كارثة ؟؟ ... أجابتني : شادي طيب وبدون خبرة ... ده حتي مالهوش أصحاب أولاد زيه ... بعكس أخوه الصغير اللي عنده بدل الصديق عشرة والبنات علي قفي من يشيل ... إندهشت من هذا المنطق العجيب ... لكن في نفس الوقت كلامها نوعاً ما صحيح ... قلت لها : أحنا نساري إبنك ونعرف أصلها ... وعليكي تعرفي إزاي إتعرف عليها ... قالت لي : هي زميلته في الجامعة لكنها في كلية مختلفة ... ضحكت في سري وقلت : كل ده وبتقولي عليه لا لف ولا دار ... إلحقيه , وتجاوبي معاه ووافقيه بأنك أنت ووالده سوف تذهبان إلي عائلتها علي أساس تعارف فقط, ولو وجدتم أن العائلة فعلا ً من أصل طيب ... مافيش مانع أن تكون من نصيبه . وأضفت لها ... حاولي أن تقولي له أنك تريدين التحدث معها في التليفون ... لكن صرحت بأنها لا يمكن أن تتصل بمثل تلك الفتاة فهي تعتبرها فتاة لعوب لأنها رضيت أن تقبل وتحب طفل لم يصل بعد إلي مرحلة النضوج ... كذلك إنها أكيد من عائلة لم تـُحسن تربيتها روحيا ً ... قلت لها ربما كان كلامك صحيح ... عموما إشركي زوجك في الموضوع وتشاركا معه في الحديث عنها ... ثم إفترقنا علي هذا الأساس .
ذهبت إلي منزلي ونظرت إلي إبنتي ذات الـ 18عاماً وسألتها سؤالا ً كنت لا أتصور من قبل ,أنه سوف يأتي اليوم وألقيه عليها ... قلت لها : إبنتي حبيبتي ... بصراحة كده , هل أحببتي زميلا لكي في الكلية ؟؟ ... أحسست أن السؤال وقع عليها كالصاعقة لأنه كان بمثابة مفاجأة !! ... لكنها أجابتني بسرعة ... هو يعني يا ماما لو واحد أحبني وأنا تبادلت معه نفس الشعور , أكون في نظرك خاطئة . إعتبرت إجابتها نوع من هزار بنات اليوم .
بعد الإمتحانات وظهور النتائج ... إتصلت بي صاحبتي وقالت لي ... بصراحة انا جاية أزورك النهاردة ... قلت لها ... يا سلام ... إشمعني يعني المرة دي بتستأذني للحضور ... أنتِ طول عمرك بتزوروني من غير مواعيد ... قالت لي لأن زوجي سوف يكون معي .
في الميعاد وصلت صديقتي هي وزوجها , وبعد مراسيم الترحاب أنا وزوجي لهما ... إذ أفاجيء من صديقتي توجه لي الكلام وتقول ... أحنا جايين نطلب إيد بنتكم ... وبضحكة لم أفهمها قالت لي ... تتصوري إتضح إن الواد الفلعوص بتاعنا بيحب بنتكم وهي بتحبه ومتفقين علي الزواج (ها ها ها ..)... وقفت بعصبية وبصوت عال وقلت : لو إنطبقت السما علي الأرض إبنتي سوف لا تكون من نصيب إبنك .... الكل في إندهاش وتعجب ... وجدت إبنتي تجري إلي حجرتها وأقفلت الباب علي نفسها ....
أحبائي : هي تسأل ... هل تصرفها هذا صحيح أم خطأ بعد ما سمعت رأي صديقتها عن هذه الفتاة اللعوب (التي إتضح أنها إبنتها ) و التي إستطاعت أن تـُوقع طفلا قي شباكها لم يصل بعد إلي مرحلة النضوج علي حسب كلامها ... كما أنها أكدت أن عائلتها لم تـُحسن تربيتها وأنها غير منضبطة روحيا وأخلاقيا.
.... مـــــــــاذا تفعــــــــــل؟ هل تقبل الإهانة وترضخ بالقبول ,أم تحتفظ بكرامتها وكرامة إبنتها وترفض ..؟؟
|