حذر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الجمعة إيران من أن "العالم يراقب" سلوكها بعد ساعات من مطالبة المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران علي خامنئي في خطبة الجمعة بإنهاء مظاهرات الشوارع.
وقال أوباما في مقابلة مع قناة سي بي إس نيوز "بالنظر الى وتيرة ولهجة بعض التصريحات التي أدلي بها، أشعر بقلق بالغ من أن حكومة إيران ينبغي أن تدرك أن العالم يراقبها".
وأضاف "أعتقد أن الطريقة التي سيتعامل بها القادة الايرانيون مع اناس يحاولون إسماع صوتهم بوسائل سلمية، سيعطي للمجتمع الدولي فكرة جيدة عن ماهية ايران".
وكان الرئيس أوباما قال سابقا إنه لا يرغب في أن يُنظر إليه على أنه يتدخل في الشؤون الداخلية لإيران.
وقال الناطق الإعلامي باسم البيت الأبيض، روبرت جيبس، إن الاحتجاجات "اتسمت بالاستثنائية والشجاعة".
وأضاف أن الولايات المتحدة لا ترغب في الانحياز لأحد الأطراف المتصارعة على خلفية النقاش الجاري في إيران.
ومن جهة أخرى، أدان الكونجرس الأمريكي بمجلسيه ما وصفه بـ"قمع" السلطات الإيرانية للمتظاهرين المناوئين للحكومة.
وصوت مجلس النواب بأغلبية 405 مقابل صوت واحد لصالح قرار يدعم إجراء انتخابات ديمقراطية ونزيهة في إيران.
ويقول مراسل بي بي سي في واشنطن، جوناثان بيل، إن الرئيس أوباما "يواصل المشي على خيط رفيع فيما يخص التعليق على الأحداث في إيران" إذ إنه حريص على عدم النظر إليه على أنه يتدخل في الشؤون الداخلية لإيران أو تأجيج المشاعر المعادية لأمريكا.
ورغم أن تعليقات أوباما في قناة سي بي إس يُنظر إليها على أنها أقوى تحذير لإيران لحد الآن، فإن العديد من الجمهوريين يعتقدون أن أوباما كان حذرا جدا في موقفه.
ردود فعل
وفي الوقت نفسه، استدعت بريطانيا السفير الإيراني لديها، لاستيضاح ما ورد في خطاب خامنئي أمس من أن بريطانيا هي "أخبث أعداء بلاده".
وقد وصفت الخارجية البريطانية هذه التصريحات بغير المقبولة.
وأدان قادة دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع خلال قمتهم في بروكسل العنف ضد المتظاهرين المعارضين في إيران.
وأصدر الاتحاد بيانا دعا فيه ايران الى السماح للايرانيين بالتظاهر السلمي وضمان حرية التعبير والى "الابتعاد عن استخدام العنف ضد التظاهرات السلمية".
من جانبه دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ايران الى عدم دفع الامور والوصول الى ما اسماه "نقطة اللاعودة"، وقال خلال مشاركته في قمة الاتحاد الاوروبي: "نأمل ألا تصل القيادة الايرانية الى نقطة اللاعودة".
منظمات حقوقية
أما منظمة العفو الدولية، المعنية بحقوق الإنسان والتي تتخذ من لندن مقرا لها، فقد قالت إن خطاب خامنئي يبدو وأنه يعطي الضوء الأخضر لأجهزة الأمن الإيرانية لقمع أي احتجاجات مستقبلية.
وأعربت عن اعتقادها بأن عشرة أشخاص على الأقل قد قتلوا خلال احتجاجات الأيام الماضية.
ودعت نيكول شويري، المسؤولة بالمنظمة، قوات الأمن الإيرانية إلى التعامل بشكل سلمي مع تظاهرات المعارضة.
وانتقدت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاني العنف المفرط الذي لجأت اليه الحكومة الايرانية ضد المتظاهرين في ايران.
خطبة خامنئي
وكان خامنئي قال في خطبة الجمعة إن قادة المظاهرات يتحملون المسؤولية عن "إراقة الدماء" في حال استمرار المسيرات الاحتجاجية.
ودعم المرشد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية رئاسية ثانية.
وانتقد خامنئي الحكومات الغربية على رد فعلها على إعادة انتخاب أحمدي نجاد، وخص بالنقد القوى التي وصفها بأنها "استكبارية" والجهات الإعلامية في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وقال بانها "كشفت عن وجوهها الحقيقية".
وقال خامنئي إن الانتخابات كانت "زلزالا سياسيا" بالنسبة إلى أعداء إيران، ووصف بريطانيا بأنها "أخبث أعداء إيران"، متهما البريطانيين بمحاولة إثارة القلاقل في بلده.
وأضاف المرشد أن "بعض أعدائنا في مناطق مختلفة من العالم كانوا ينوون نعت هذا النصر المطلق، هذا النصر النهائي على أنه نصر مشكوك فيه".
تحذير شديد اللهجة
وفي تحذير شديد اللهجة، دعا خامنئي المحتجين إلى الكف عن المظاهرات، محملا قادة الاحتجاجات السياسيين مسؤولية اندلاع أي أعمال عنف.
وفيما يخص الادعاءات بحصول أعمال تزوير، قال خامنئي إن الجمهورية الإسلامية لا ترتكب التزوير.
ومضى خامنئي قائلا إن "الفرق بين المرشحين هو 11 مليون صوت انتخابي. كيف يمكن تزوير 11 مليون صوت؟".
ويقول المراسلون إن لهجة المرشد توحي بأن السلطات تنوي التعامل بحزم مع المسيرات الاحتجاجية.
ويُتوقع تنظيم مسيرات احتجاجية أخرى في حين قرر مجلس صيانة الدستور الالتقاء مع المرشحين الرئاسيين الذي نافسوا أحمدي نجاد في الانتخابات.
ودعا المجلس كلا من مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحسن رضائي لمناقشة أكثر من 600 اعتراض كان تقدم بها المرشحون.
ويقول موسوي إن الانتخابات زُورت ويطالب بالتالي بإجراء انتخابات جديدة.
وكانت نتائج الانتخابات الرئاسية كما أعلنتها وزارة الداخلية منحت أحمدي نجاد 63 في المئة من أصوات الناخبين في حين أعطت منافسه موسوي 34 في المئة. |