بقلم: ماجد سمير
عن موضوع الفول واللحمة.... صرّح مصدر غير مسئول: إن الطب أتقدم جدًا.... والدكتور محسن بيقول: الشطر السابق كان مطلع لأغنية كتب كلماتها الفاجومي المبدع "أحمد فؤاد نجم" ولحّنها الراحل الذي عاش ومات مظلومًا الشيخ "إمام عيسى" في منتصف القرن الماضي والأغنية ما هى إلا سرد أو تلحين لمشهد يتكرر وسيتكرر كثيرًا لمسئول يظهر في وسائل الإعلام يُملي على الشعب تعليمات وتصريحات ونصائح تغلفها بعض الحقائق أو ما تتصور الحكومة أنها حقائق ويصاحب المسئول مرة عالم ومرة أخرى رجل دين.
والشطر السابق لخص بقية الأغنية ونيّة الكاتب أذن المتلقي إلى الصراع الأزلي الأبدي بين الفقر والثراء، والحكومة كطرف أساسي تسعى جاهدة إلى إقناع الشعب عن طريق العلماء وأولي الأمر ورجال الدين بأن الفقر حشمة، وأن الشعب المصري عليه دائمًا أن يتعاطى الفول كونه رمز أساسي للقوة والعنفوان كما تحاول الحكومة دائمًا أن تقنع المصريين.
وبعد أن أوضح الشطر الأول أن علم الطب تقدم جدًا وأن الدكتور محسن العالم وبصفته مصدر غير مسئول، وغير مسئول هنا كانت إشارة إلى أن السلطة بمنتهى السهولة تتبرأ منه لأنه غير مسئول سيوضح في الشطر التالي مدى حاجة الشعب المصري في قرقشة الفول فقال: إن الشعب المصري خصوصًا من مصلحته يقرقش فول....... حيث الفول المصري عمومًا يجعل من البني غول، ولأن السلطة تهتم جدًا بنقل إحساس القوة للشعب فعليها كما أوضحت الأغنية أن الفول سيجعل من المصري قوي كالغول وأكملت الأغنية أهمية أكل الفول مضفية أن البروتين الكامن طيه..... مفيش زيه ...... في أيها فول...... تاكل فخدة في ربع زكيبة ....... والدكتور محسن مسئول ....... يديك طاقة وقوة غريبة ..... جدًا جدًا تبقى مهول.
بمنتهى البساطة شرحت الأغنية خطط تتواصل جيل بعد جيل، هو نقل شعور كاذب جدًا للمواطن أنه قوى ويتفوق على خصومه بالعضلات، وفي نفس الوقت لن يحاول كما تتصور السلطة المصري الاعتراض لأنها وفرت له نوع نادر من الغذاء غير موجود في أي مكان آخر من العالم وهو مصدر غير عادي للبروتين.
وأكملت الفقرة التالية الملحمة النباتية بأن الفول ما هو إلا: لحمة نباتي...... ولا في الحاتي ......تاكل قدرة تعيش مستور، والتركيز هنا على الستر كونه الحلم الأساسي لأي مصري.
ويشير نجم عبر كلماته التي أبرز مدي عمقها وإصابتها للحقيقة لحن وعزف على العود من الشيخ "إمام" يجعل من المتلقي كأنه جزء من الحدث هو بالفعل كذلك تحقيق الهدف الحكومي كاملاً الشبع والبروتين والقوة وأخيرًا الستر.
وحول أن إقناع الشعب بمزايا الفقر يلزمه دائمًا إبراز عيوب الثراء القاتلة وعلى قدر فائدة الفول توجد أضرار غير عادية للحمة كتب نجم ولحن وغنى إمام: ثم أضاف الدكتور محسن إن اللحمة دي سم أكيد ...... بتزود أوجاع المعدة ...... وتعود على طول بيزيد...... وتنيم البني آدم أكتر وتفرقع منه المواعيد...... واللي بياكلوا اللحمة عمومًا هايخشوا جهنم دة أكيد.
ولأن كل من الكاتب والملحن لهم رأي ورؤية تتفق مع الأحلام الحقيقية للشعب اختتموا الأغنية بما يقوله وسيقوله الشعب دائمًا فبدءوا الشطر الأخير للأغنية بوصفهم المصدر الحكومي بأنه مزقلط أي أنه مثل الحكومة مربب ويتمتع بصحة جيدة فقالوا: يا دكتور محسن يا مزقلط...... يا مصدر يا غير مسئول ...... أنتوا ربطونا بالعالم....... والعالم محتاج للغول...... إيه رأيك جنابك وجنابهم..... في واحد مجنون بيقول...... إحنا سيبونا نموت باللحمة...... وأنتوا تعيشوا وتاكلوا الفول....... ما رأيك يا كابتن محسن..... مش بالذمة كلام معقول. |