تقرير: سحر غريب – خاص الأقباط متحدون
استطاعت مصر أن تثبت للعالم بأنها قادرة على احتواء مرض كأنفلونزا الخنازير وملاحقة المرضى به وعلاجهم عنوةً وبالقوة، ومصر في سعيها هذا معذورة فهي تعلم يقينًا أن المرض لو تجاوز الرقابة العلاجية المفروضة عليه فسيصبح وباءًا خطيرًا يتعذر علاجه.
فالمرض يحتاج لكي لا ينتشر إلى مراعاة النظافة وهو ما نفتقره في مصر، ولذلك وضعت أجهزة الرقابة على مطار القاهرة الدولي ماسح حراري للكشف عن المصابين ولكن ما يحدث هو أن هؤلاء المصابون لم يتم اكتشاف مرضهم قبل خروجهم من المطارات المسافرين منها.
فعلى متن طائرة قادمة من كندا يوم الثلاثاء صباحًا تم اكتشاف حالات إصابة بالمرض وتقول أم الطفلة مريم المُصابة بأعراض مرض (إتش وان إن وان) والتي تبلغ من العمر خمس سنوات والتي تم الكشف عليها في المطار وحجزها ثم نقلها إلى مستشفى الحميات بالعباسية:
ليه ماكشفوش علينا قبل ما نركب الطيارة في كندا، ليه استنوا نوصل مصر ويعملوا المسح الحراري هنا؟
ليه يسيببونا ندخل البلد من الأول؟، ومفيش حد بلغنا إننا لازم نجيب معانا كمامات قبل ما نطلع الطيارة في كندا، اللي حصل دة تقصير من كندا.
وتُعاني "فاطمة الزهراء" والدة "مريم" والمحجوزة معها في المستشفى من اختلاف المُسلّمات الطبية بين مصر وكندا، ففي كندا يقوم الطبيب المُتابع للحالة بإقناع المريض أو أهله بكل دواء يعطيه إياه وهو ما لا يحدث في مصر، وفي كندا يتم منع الطفل المريض من أخذ دواء للكحة إلا عند وصوله إلى سن التاسعة من العمر، وهذا أيضًا لا يحدث في مصر.
وفي كندا فإن الدواء الذي لا تتقبله معدة الطفل يعني ببساطة أن الطفل مصاب بحساسية من هذا الدواء وابنتها قامت بترجيع الدواء فورًا وهو ما جعل الأم متخوفة منه ولكن المستشفى لم تبالي وقامت بإعطاء الطفلة المُصابة حقنة مضادة للترجيع، كذلك أرعبها عدم سؤال الطبيب عن كونها حامل أم لا قبل إدخالها المستشفى أو عن الأدوية التي تعاني ابنتها من حساسية ضدها، كما أن مستوى النظافة في المستشفى غير جيد من وجهة نظرها والتهوية غير جيدة بالمستشفى.
قد تكون أم مريم متخوفة بزيادة فهي أحد المُهاجرات المُقيمين في كندا وأصبحت تتعامل كامرأة كندية ونسيت أن أطباء مصر يعتبرون متفوقين طبيًا من كترة ما يمر عليهم خبراتهم العلاجية من أمراض، وما تعاملوا معه من أوبئة.
وما يحدث الآن يتوجب علينا وقفة عالمية وليست مصرية فقط فمصر بإمكانياتها المحدودة لن تستطيع وحدها علاج الوافدين من دول العالم المُختلفة، والذين لا يتم علاجهم في بلادهم وللعلم فإن الطائرات هي المكان الأكيد الذي يتم العدوى من خلاله.
أما أعراض الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير لمن لا يعلم فتتلخص بأعراض الإصابة بالأنفلونزا العادية، أي ارتفاع درجات الحرارة عند المصابين بالفيروس.
والإصابة بالنعاس والكسل وانعدام الشهية والكحة وسيلان الأنف واحتقان الحلق الغثيان والقيء والإسهال.
وينتشر الفيروس بنفس الطريقة التي ينتشر فيروس الأنفلونزا الموسمية، فعندما يكح شخص أو يعطس قرب آخرين فإن الفيروس ينتقل إليهم كذلك يمكن انتقال الفيروس عن طريق لمس أشياء تحتوي على الفيروس ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين، وقد ينقل الشخص المصاب بالفيروس المرض إلى الآخرين حتى قبل ظهور الأعراض.
ويشعر العلماء بالقلق دائمًا عند ظهور فيروس جديد يكون بمقدوره الانتقال من الحيوان إلى الإنسان، ومن ثم من الإنسان إلى آخر ففي هذه الحالة قد تتطور طفرة لدى الفيروس، ما يجعل من الصعوبة بمكان معالجته.
ولا يوجد أيّ لقاح يحتوي على فيروس أنفلونزا الخنازير الراهن الذي يصيب البشر، ولذلك للوقاية من الفيروسات والجراثيم، يمكن إتباع بعض الخطوات اليومية الاعتيادية مثل غسل اليدين مرارًا وتكرارًا، وتجنب الاتصال مع المرضى أو الاقتراب منهم، وتجنب لمس أشياء ملوثة. |