CET 00:00:00 - 11/03/2009

بيانات وحملات

العلمانيون وعملهم بالكنيسة
فى خطوة مبشرة وإيجابية نشرت مجلة الكرازة ـ الجمعة 1 مارس2009ـ والتى يرأس تحريرها قداسة البابا شنودة الثالث، مقالاً إفتتاحياً على صفحتها الأولى بعنوان [ العلمانيون وعملهم بالكنيسة ] أكدت فيه ما إستقر فى أدبيات التجمع العلمانى ، وفى بياناته ومؤتمراته ، ومع ما أكده المنسق العام للتجمع العلمانى فى كتابه "العلمانيون والكنيسة" فى تعريف العلمانيين وفى تأكيد دورهم الحيوى فى عمل الكنيسة .

وقد طرح كاتب المقال بعض التساؤلات ـ فى نهاية مقاله ـ يفهم منها أنها موجهة للتجمع العلمانى، والمقال يمثل بادرة تؤكد ترسيخ مفهوم الأبوة نأمل أن تصب فى مساعى المستنيرين نحو بعث ثقافة التكامل بين الإكليروس والعلمانيين باعتبارهما معاً جسد واحد ، وتأكيداً لهذا نبادر بالإجابة على تساؤلات الكاتب.

يقول الكاتب :
ـ إذا قال بعض أفراد أنهم العلمانيون، فماذا يكون وضعهم ونسبتهم بين الملايين من العلمانيين ؟ وماذا يكون وضعهم وسط القادة ؟ ولماذا لم يخدموا من داخل الكنيسة كغيرهم ؟ .
ـ وإن قالت قلة ما : نحن العلمانيون، فماذا يكون وضعهم الشرعى فى النظام الكنسى ؟ أو بالنسبة إلى قوانين الكنيسة ؟ .

وباعتبار قداسة البابا رئيساً لتحرير المجلة فإن هذا يعنى موافقته على ما جاء بالمقال ، الأمر الذى يكشف قصوراً فادحاً فى عمل المساعدين لقداسته إذ أخفوا عنه تأكيدنا المتواتر بأننا لا نمثل " كل " العلمانيين ، وقلنا تحديداً أننا فصيل من العلمانيين نقرأ الإشكاليات الكنسية ونعكف على دراسة اسبابها وظروف نشأتها وخطورتها ثم نطرح رؤية محددة فى شأن معالجتها ، استناداً إلى القواعد الكنسية المستقرة، مستلهمين غيرتنا على الكنيسة من أطروحات قداسة البابا الموثقة عبر تاريخه المديد . خاصة على صفحات مجلة مدارس الأحد منذ انطلاقها وحتى دخول قداسته سلك الرهبنة ، ثم على صفحات مجلة الكرازة فى اصدارها الأول حين تولى قداسته مهام اسقفية التعليم .

ولعله من البديهيات أن المشاركة فى تناول الشأن الكنسى لا يرتبط بنسبة من يطرحون الرؤى عددياً إلى مجموع العلمانيين ، إسوة بدور المجموعة الفاعلة من شباب مدارس الأحد (1947ـ 1954) والتى لم تتجاوز بحسب مجلتهم وقتها عشرة أفراد ، ولم نكن يوماً ـ نحن مجموعة العلمانيين ـ فى كل طرحنا بمثل حدة طرحهم كما لم نتبنى نهجهم الهجومى والعنيف .

ولم نقل يوماً ـ ولم نسع ـ لنكون من القادة، بل لعل الكاتب يذكر أننا طرحنا رؤيتنا بداية عبر صفحات مجلة مدارس الأحد (1992ـ اغسطس1994) كواحدة من المجلات الكنسية، حتى صدر القرار البابوى 22 لسنة 23 بمنع كتابها ومحرريها من الخدمة الكنسية، لأن البعض لم يحتمل طرحها رغم موضوعيته والتزامه بضوابط الحوار الكنسى ، فكيف يعود الكاتب ليسأل عن الإلتزام بالطرح والخدمة داخل الكنيسة ؟.

ولا نجد محلاً للسؤال عن الشرعية فنحن أعضاء فى جسد المسيح ( الكنيسة ) لم يصدر بحقنا قرارات بالقطع أو الحرمان فضلاً عن كوننا شمامسة ـ برتب متعددة ـ ونمارس الحياة الكنسية حتى اللحظة، بل ونخدم فى صفوف الشباب والمعوزين، ونحسب أن عملنا الفكرى من خلال التجمع العلمانى هو أحد صور الخدمة الموضوعية والفاعلة باتجاه التنوير، ولعل الكاتب الذى طرح السؤال يدرك أن العضوية الكنسية ليست منحة من احد بل هى عطية الروح القدس عبر النسق الكنسى السرائرى، والعزل منها له ضوابطه وقنواته وأسبابه التى لا تنطبق علينا وفقاً للقوانين الكنسية التى يشير إليها الكاتب.

ولعل الملاحظة الجديرة بالتوقف والتدبر هى تغافل مناقشة ما طرحناه عبر ثلاثة مؤتمرات وورشة عمل، ولا نظنها لم تصل إلى مسامع الكاتب، ولعله يدرك أن تجاهله للطرح لا يعنى إنتفاء وجود الإشكاليات التى تناولناها وطرحنا رؤيتنا فى حلولها .

ويبدو أن الكاتب لم يطالع كتاب (العلمانيون والكنيسة) الذى صدرت طبعته الأولى فى يناير 2009 وبصدد صدور طبعته الثانية، والذى ضم ضمن فصوله كل التوصيات والبيانات التى صدرت عن العلمانيين فضلاً عن تناوله الإشكاليات القبطية العامة وواقعهم فى مجتمع مخترق ومحتقن طائفياً، عساه أن يطلبه ويطالعه، إذا نجح فى الخروج من أسر الثقافة السماعية.

نعود فنؤكد أننا تجمع فكرى يسعى لقراءة واقع الكنيسة وقياسه على التقليد الآبائى ، ومحاولة وضع الدراسات ومن ثم الحلول التى نجتهد قدر المستطاع ان تجئ متسقة مع الكتاب المقدس وفكر الآباء وروح العصر ، ونحرص على اتاحتها للجميع مكتوبة ومنشورة عبر وسائل نشر عديدة ونؤكد فى كل مرة أنها إجتهاد فكرى يتطلب التفعيل والمراكمة ، فى محاولة لتوفير قاعدة بيانات تعين متخذى القرار فى ضبط إيقاع الكنيسة على تقليدها الصحيح.

ونحتكم إلى إبوة قداسة البابا الذى نخضع له روحياً، ونثق فى حكمته وقدرته على الإنحياز للحق والعدل كما عهدناه دائماً ، وفى سياق تأكيد ثقافة الحوار ننتظر نشر هذا البيان فى مجلة الكرازة وفتح باب الحوار حوله فى موضوعية وشفافية .

التجمع العلمانى القبطى
اللجنة الدائمة : إسـحق حنا ـ أكـرم حبيب ـ جرجس كامل ـ كـمال بولس ـ كـمال زاخر
ماجد الراهب ـ مدحت بشاى ـ ناجى فـوزى ـ نشأت عدلى  ـ يوسف رامز
ــــ
صدر فى الثلاثاء 10 مارس 2009

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢٦ صوت عدد التعليقات: ٣٤ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع