بقلم: مجدي ملاك وفي الحقيقة لا أعرف من هو كورنيلس هولسمان، ولم أقرأ له أبحاث قيمه في هذا المجال، ولا أعرف كيف يحصل على معلوماته ومن هو مصدرها، ولكن المؤكد أن كل من يحاول أن يدرس القضية القبطية يتعرض لنوع من أنواع التضليل بشكل أو بآخر، لأنه لا يمكن لباحث منصف أن يدرس القضية القبطية بإنصاف حتى يستطيع أن يضع يديه على جوانب الظلم التي يتعرض لها الأقباط، وأنا هنا لا أكتب دفاعًا عن أقباط المهجر ولكن فقط أحاول أن أضع أمام هذا الباحث بعض من النقاط التي ربما ساعد الآخرون في تضليله ومن ثم الخروج بنتائج بحثية لا تمت للواقع بصلة. فالباحث هنا تحدث عن الدور السلبي لأقباط المهجر واعتبرهم السبب في زيادة التوتر بين المسلمين والمسيحيين، وهنا لا بد أن أوضح له أن هجرة الأقباط من مصر في الأساس جاءت بسبب عوامل اضطهاد وتمييز شعر فيها الأقباط أنهم لن يستطيعوا أن يحققوا شيئًا في هذا المناخ وبدأت هذه الهجرة بقوة أيام الرئيس الراحل أنور السادات الذي شهدت أيامه اضطهاد منظم للأقباط، وتشجيع للجماعات الإسلامية التي كانت تعتبر الأقباط في حكم الكافرين الذي يجب التخلص منهم باعتبارهم أعداء الله، ومن ثم لجأ هؤلاء إلى الهجرة في المجتمعات المفتوحة والتي تسمح لكل من لديه قدرة على العمل والإبداع بالعمل وتحقيق أعلى المراكز، والدليل على ذلك أن الكثير من الأقباط يتمتعون بمناصب كبيرة في الخارج والكثير منهم ربما حقق نجاح يفوق ما يحققه أهل تلك البلاد أنفسهم، وطوال تلك الفترة لم يكن لأقباط المهجر نشاط سياسي كبير، بل يمكن القول كانت هناك حركات بسيطة أو يمكن أن نطلق عليها تأسيسية مثل التي قام بها الدكتور شوقي كراس وهو واحد من أهم نشطاء أقباط المهجر، وأول من أسس جمعية في الولايات المتحدة للدفاع عن أقباط مصر في الداخل وكان معه في هذا الوقت مجموعة أخرى من أمثال الدكتور العظيم والمستشار سليم نجيب وغيرهم، ومن ثم يمكن القول أن نشاط أقباط المهجر وثورة الإتصالات التي لم تكن متوافرة في ذلك الوقت كان له أثر في عدم وصول صوت أقباط المهجر إلى الداخل بالشكل الذي يسمح بأن يساعد ما يقوم به أقباط المهجر على توتر العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وعلى الرغم من ذلك حدثت أحداث داخل مصرية دموية ودون أن يكون لأقباط المهجر أي دور فيها، كتلك التي حدثت في الزاوية الحمراء أو في أبو قرقاص وغيرها من الأحداث التي يمكن لأي باحث منصف أن يصل لها ويدرسها ليخلص بنتيجة مفاداها أن أقباط المهجر لم يكن لهم أي دور في توتر العلاقة بين المسلمين والمسيحين، بل كان أقباط المهجر يكتفون برد الفعل أي التعبير عن غضبهم حين تحدث تلك الأحداث. ومن ثم تمثل دور أقباط المهجر في تلك اللحظة في النقل الأمين لكل ما يحدث ومحاول التعبير عن ما يحدث بالكتابة، وفي الكتابة لا يمكن أن ننكر أن هناك بعض من الأفراد الذين يسيئون التعبير عن تلك المشكلات من خلال بعض الطروحات التي لا تناسب الواقع القبطي، ولكن في المقابل هناك الكثير منهم أيضًا يتحدث بموضوعية وبوثائق وبأسلوب موضوعي في طرح المشكلات وتقديم حلول لها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال منع هذا أو تلك من التعبير، والعبرة يجب أن تكون للحكمة ومن يكتب بها في هذا التوقيت. تعليق مشكلات التوتر بين المسلمين والمسيحيين على شماعة أقباط المهجر هو تحليل غير علمي وغير موضوعي ومتحيز بدرجة كبيرة، والمعروف أن الباحث يجب أن يكون في أقل درجات التحيز في بحثه حتى يستطيع الخروج بنتائج تقترب من الواقع حتى لو لم تعبر عنه بشكل كامل، لذلك فما يطرحه هولسمان في الندورة التي عُقدت بكلية سياسة واقتصاد تفتقر إلى الدقة البحثية وتتمتع بتحيز كبير كافي للخروج بنتائج بحثية مغلوطة ومشوهة، نتيجة تعرضه لأبحاث أو استخلاص نتائج دون معايشة للواقع الحقيقي الذى يعيشه أقباط المهجر، ثم أن تركيزه فقط على قضية اختطاف البنات وأنها قضية يتم المغالاة فيها أمر غير صحيح من الناحية البحثية، لأن من يريد أن يدرس قضية لا يجب أن يركز على جانب واحد فقط منها بل عليه أن يدرس كل الجوانب ثم يحاول الربط بينها في إطار منهجي سليم، فأقباط المهجر هم جزء من الحل وليس جزء من المشكلة ومن يريد الترويج لغير ذلك فهو يريد فقط أن يضع شماعة من أجل المماطلة في إيجاد حلول واقعية لمشاكل الأقباط، والبحث عن شماعة للفشل على مستوى الدولة وعلى المستوى البحثي. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٤ تعليق |