بقلم: جرجس بشرى
لقد أصاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما قام بتعيين السيدة "داليا مجاهد" مُستشارة له في الشئون الإسلامية، وذلك لأنها مصرية أولاً ولأنها تتمتع بمعرفة كبيرة بالشأن العربي والإسلامي بحُكم موقعها القيادي بمركز "جالوب للدراسات الإسلامية"، الذي يقوم بعمل كثير من الدراسات والاستطلاعات التي تتعلق بالمسلمين ليس على مستوى العالم العربي والإسلامي فحسب بل وعلى مستوى العالم كله!
كما أنه معروف عن "داليا" أنها تقوم بأنشطة متعددة ترمي إلى تحسن صورة الإسلام في الغرب، كما أن اختيار أوباما وهي مسلمة ومُحجبة لتكون مُستشارة خاصة له فيما يتعلق بالشئون الإسلامية يعتبر بمثابة رسالة إلى العالم العربي والإسلامي تحمل معاني ودلالات كثيرة أهمها أن أمريكا كدولة لا تُعادي الإسلام المُعتدل ولكنها تقف بالمرصاد للمتطرفين والإرهابيين المُسلمين في أي مكان في العالم، كما أن اختيار أوباما للسيدة داليا لتتبوأ هذا المنصب الرفيع في البيت الأبيض فأنه يبرهن على أن أمريكا تحترم حقوق الأقليات الدينية بها ولا تحرمهم من حقوق المشروعة لدوافع دينية!!
وهي تعتبر رسالة بليغة للدول العربية والإسلامية التي تنتهك بلا هوادة حقوق الأقليات الدينية غير المسلمة بها لكي تسلك ما سلكه أوباما! وفي ظل الانتهاكات الحكومية التي تحدث في مصر للأقلية الدينية المسيحية والتي تسعى الحكومة المصرية إلى التعتيم عليها إعلاميًا بات الحديث عن مُطالبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتعيين مُستشارًا خاصًا له في الشئون القبطية مطلبًا شرعيًا وعادلاً بل ومُلِحًا.
وهذا المطلب له مُبرراته الموضوعية والمنطقية، ومن أهمها أن الأقباط (المصريون المسيحيون) يُشكلون أكبر أقلية عددية في مصر، كما أنهم يُشكلون أكبر نسبة مسيحية في منطقة الشرق الأوسط بلا مُنازع، حيث يصل تعداد الأقباط الأرثوذكس بحسب تصريحات قداسة البابا شنودة الثالث إلى 12 مليون نسمة ، بخلاف البروتستانت والكاثوليك! وورقة التعداد هذه تحاول الحكومة المصرية طمسها والتعتيم عليها بكل الطرق المُمكنة وغير المُمكنة لعدم استخدامها من قبل الأقباط في الضغط على الحكومة المصرية لتمثيلهم بالطريقة التي تتناسب مع كتلتهم العددية في السلطة وصناعة القرار بالدولة، كما أن تعيين الرئيس أوباما مُستشارًا له في الشئون القبطية فسيكون ترجمة حقيقية لاهتمامه بشأن الأقليات في منطقة الشرق الأوسط.
ومن المعروف عن أوباما نضاله واهتمامه بمُعاناة الأقليات وسعيه الإنساني والقانوني لرفع الظلم والاضطهاد عنهم، وقد جرب هو بنفسه مرارة العُنصرية والتمييز والإقصاء بسبب الجنس أو العِرق أو الدين، ولكن إيمانه بهذه الحقوق هو الذي أوصله إلى هذه المكانة الرفيعة.
وأنني من على هذا المنِبر الحقوقي أطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتعيين مُستشارًا خاصًا له في الشئون القبطية ليتعرف لمعرفة حقيقة مُعاناة الأقلية القبطية في مصر بلا تهويل أو تهوين وإطلاعه على قضايا الأقلية المسيحية المصرية، وماذا تريد هذه الأقلية وكيف يمكن للأقباط أحفاد الفراعنة أن يُساهموا في حل مشاكل العالم بابتكاراتهم الخلاقة.
كما أن مستشار الرئيس الأمريكي للشئون القبطية سيكون نائبًا عن الأقليات المصرية الأخرى في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وينقل همومهم وقضاياهم ومعاناتهم ومساهماتهم في خدمة الإنسانية جمعاء بلا مانع ولا عائق وبكل شفافية للرئيس الأمريكي من منطلق حقوقي بحت.
فهل سيستجيب الرئيس أوباما لهذا المطلب؟؟ الذي أرى أن مردوداته ستكون في صالح الأقليات الدينية في مصر والشرق الأوسط بل وصالح أمريكا نفسها كدولة راعية للديمقراطية وداعمة لحقوق الأقليات. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|