CET 00:00:00 - 10/03/2009

مساحة رأي

بقلم: د. فوزي هرمينا
يوجد نقص خطير في مناهج التعليم المصري يتمثل في غياب الحقبة التاريخية القبطية بالكامل الموجودة في القرون الستة الأولى من التقويم الميلادي.....!!؟

وفي حقيقة الأمر لا يدل هذا إلا على خلل خطير في فهم مسار التاريخ المصري الحقيقي ومراحله المختلفة حيث تمثل الحقبة القبطية حلقة الوصل القوية بين المراحل التاريخية التي إستوعبت ما سبقها وأثرت فيما جاء من بعدها فضلاًَ عن الإنجازات الحضارية التي حققها المصريون خلال هذة الحقبة.

إن إسقاط هذه المرحلة من برامج التعليم يجعل التلميذ المصري لا يعرف عنها شيئاً.. فهل هذا مقصود ومخطط...!!؟؟

وبإسقاط هذه الحقبة القبطية التاريخية المهمة يجعل التلميذ المصري صانع المستقبل ينغرس في منهج نفي الآخر وخاصة الديني دون أن يدري او  يعرف، وينعكس هذا على تعامله في المجتمع بالسلب وليس بالإيجاب...؟

كما تخلو مناهج النصوص والقراءة ومقررات اللغة العربية في جميع مراحل التعليم المختلفة من التراث القبطي الذي يعبر عن ثقافة الوحدة الوطنية.. بل إمتلأت مواد القراءة والنصوص والنقد والبلاغة بمقررات إسلامية وقرآنية مشبعة بالفكر البدوي الوهابي العنيف الرافض للآخر وخاصة الآخر المختلف دينياً.

وأصبح مقرر اللغة العربية في جميع المراحل التعليمية المختلفة عبارة عن دروس في الدين الإسلامي فقط وبالإجبار على الطلاب المسيحيين.

وكذلك مطلوب من الطالب المسيحي أن يمتحن في هذه النصوص القرآنية ويحفظها عن ظهر قلب رغماً عن أنفه....!؟

كذلك في الجامعات المصرية التي للأسف تحولت إلى (جماعات وليست جامعات) تخلو من وجود قسم في أي منها ليدرس الحقبة القبطية.....!!

فنجد مثلاً كليات الآثار تقوم بتدريس الحقبة الفرعونية بإستحياء شديد وبالمختصر المخل للمضمون والمعنى ثم تعرج سريعاً للحقبة الإسلامية بالشرح الوافي والممل متجاهلة تماماً الحقبة القبطية التي تمثل ما يربو على ستة قرون من الزمان.....!!؟

هل يعقل لا يوجد قسم لتدريس القبطيات في جميع الجامعات المصرية بالرغم أن إسم مصر مستمد من قبطيتها....!!؟؟

هذا في الوقت الذي يوجد به داخل معظم جامعات العالم قسم خاص للقبطيات ما عدا الجامعات المصرية.. لماذا؟؟

لأنها كما قلنا هي جماعات متطرفة وليست جامعات علمية للبحث العلمي والتعليم الراقي.... فعلى الرغم من انه قد تم تأسيس قسم للقبطيات في الجامعة الأمريكية داخل مصر بالقاهرة إلا أنه من الأولى أن يكون هذا القسم متواجداً أيضاً في جامعاتنا المصرية على مختلف مشاربها...!!؟ولماذا؟؟

ولم يستجب وزير التعليم العالي المصري لرسالة المؤتمر العالمي   للقبطيات الذي عقد في ألمانيا العام الماضي ومفادها أن مصر هي المكان الطبيعي لوجود هذا القسم (قسم القبطيات).....؟

فهل آن الأوان لوزارتي التربية والتعليم العالي لتصحيح هذه الأخطاء الجسيمة في حق وطننا الحبيب مصر وأجيالنا الصاعدة...؟؟!! نرجو ونأمل ذلك..

لأن العلم والبحث العلمي لا دين ولا وطن له.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٢٠ تعليق