بقلم: د. فوزي هرمينا
أخيرًا قررت لجنة السياسات بالحزب الوطني وهي أعلى جهة سياسية في الحزب الوطني برئاسة جمال مبارك بتخصيص عدد مقاعد للمرأة يساوي ستة وخمسون مقعدًا بما يعادل 11 % من عدد مقاعد مجلس الشعب، فستكون تركيبة أعضاء المجلس 440 عضو من الرجال + 56 عضوة من النساء + 10 أعضاء يعينهم رئيس الجمهورية وبالتالي سيكون مجموع أعضاء مجلس الشعب 510 عضو على أن يكون نصفهم على الأقل من العمال والفلاحين!
لا شك أن زيادة عدد مقاعد المرأة في المجالس النيابية والتشريعية خطوة حضارية غير مسبوقة، فالمرأة هي نصف المجتمع فهي الأم والزوجة والبنت والأخت.
وأصحاب نظرية زيادة عدد مقاعد المرأة في مجلس الشعب يبررون موقفهم بالردة الحضارية التي اجتاحت المجتمع المصري مؤخرًا بسبب هبوب رياح البداوة والوهابية القادمة من الجزيرة العربية مما أدى إلى تخلف نظرة المجتمع للمرأة فمطلوب (التمييز الإيجابي) للمرأة حتى تنهض وتتبوأ مكانتها المناسبة والمرموقة في المجتمع المصري.
فتم تخصيص لها هذه (الكوتة) وهذا شيء جميل وحسن أيضًا، والجميل في كلمة كوتة أنك كلما سمعتها تبادر إلى ذهنك كلمة أخرى شبيهة وقد تكون مرادفة لها وهي (الكوسة)!
والكوسة في بلدنا بالإضافة إلى أنها بتتحشي وتتطبخ أضفنا لها معنى جديد وهو التعبير عن (الواسطة والمحسوبية)، فعندما يحصل أي شخص على مكاسب أو أي فرص لا يستحقها على حساب أقرانه الأكفأ منه يعلو الهتاف الشهير كوسة... كوسة...!
وفي الفترة الأخيرة بدأ هتاف آخر يعلو من نساء مصر وهو كوتة.... كوتة...!
فماذا عن أقباط مصر؟
يعتبر أقباط مصر أكثر أقلية دينية في الشرق الأوسط فهم أكثر عددًا من موارنة لبنان وكذلك أكثر من عدد كل يهود العالم! ويتراوح عددهم من 17 إلى 20 مليون نسمة موزعين بين الداخل وخارج مصر في بلاد المهجر، والأقباط ليسوا بوافدين أو فاتحين أو غازين وإنما هم جزء أصيل من مصر الفرعونية القبطية والتاريخ والعلم والحضارة يشهد بذلك على مدار التاريخ سواء القديم أو الوسيط أو الحديث لم نرى خائن قبطي لبلاده ولم نرى إرهابي قبطي واحد! إنما تاريخ ناصع البياض في الوطنية والإخلاص والمحبة لوطنهم الحبيب مصر.
وبالرغم من ذلك فهم مهمشون تماما سواء في العمل السياسي وأنظر إلى مجلس الشعب لكي تعرف عدد الأقباط وكذلك الأحزاب بما فيهم الحزب الوطني الحاكم فهي جافة تمامًا من القيادات والرموز القبطية
كذلك في السلطة التنفيذية والمناصب القيادية يوجد هذا الجفاف القبطي من هذه المواقع بالرغم من الكفاءات القبطية المشهود لها وما أكثرها.
ولا نريد أن نتكلم عن التعليم العالي والقضاة والنيابات والشرطة والجيش والإعلام.... فحدّث ولا حرج
والسؤال هو أين حقوق الأقباط السياسية؟ وأين التمييز الايجابي للأقباط مساواة لهم بالمرأة؟؟
وهتافنا هو: عايزين كوتا يا ريس.... نحن طفحنا الكوتة....! |