بقلم: عبد صموئيل فارس
الزيارة الرائعة التي قام بها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" إلى القاهرة بهدف توجيه خطاب حواري إلى كل الشعوب الإسلامية في العالم كانت بمثابة احتفالية سياسية في حضن أم الحضارات ومهد الديانات "مصر".
الاستنتاج الأقوى من هذه الزيارة وتوجيه هذا الخطاب هو شخصية الرئيس الأمريكي ودرجة الذكاء الخارقة التي يتمتع بها هذا الشخص والكاريزما الفطرية التي يتمتع بها أوباما، فهو قادر على اختراق القلوب بدون استئذان أو حتى سابق ميعاد.
أوباما له رؤية وحافظ عن ظهر قلب طبيعة العرب والمسلمين وقادر على ترويض أي مخالف للسياسة الأمريكية التي لن تتغير على أرض الواقع.
أما عن الكارثة التي أرعبت النظام المصري في خطاب الرئيس الأمريكي فهو التلميح السريع للأقباط ووضعهم كأقلية تحت الحصار من الأغلبية التي تحتكر نظام الحكم، وهذا ما وضح في تعليقات التليفزيون الحكومي المصري وبخاصة برنامج "البيت بيتك" الذي لم يجد أي سلبية تذكر في كل برنامج الزيارة سوى هذه النقطة،، كيف يتم التلميح لهذا الأمر وهو شأن داخلي مصري؟ ولا أدري هل هذا غباء فطري أم أنه غباء متعمد من مقدمي البرنامج أم ممن قام بتوجيههم للتركيز على هذا الأمر؟؟!
خطاب حواري موجّه من أجل السلام الاجتماعي في العالم ويخاطب أغلبية في منطقة الشرق الأوسط وهي المسلمين ومن البديهي أن يقوم بالتنويه عن وضع الأقليات داخل هذه المجتمعات، واعتقد أن ملف مثل الأقباط في منطقة الشرق الأوسط له تواجده في الساحة الدولية لما تمثله هذه الأقلية من أهمية في هذه المنطقة فهم الأقلية الأكثر تعدادًا في المنطقة، ثم أن الاعتداءات الموجهة ضدهم والتضييق عليهم في كل مناحي الحياة واضح وضوح الشمس.
وإن كان النظام المصري يحاول وضع ستارًا من التعتيم الخيبان -الذي يحسب ضده وليس له- على هذه القضية بكل ما تحمله من ظلم وقهر واضطهاد فمن أجل مصر الحبيبة يجب على النظام أن يعيش الواقع ويناقش الأمر بطريقة عملية بعيدًا عن الطرق البدائية التي اعتدنا عليها وزادت من المشكلة تعقيدًا.
مشاكل الأقباط واضطهادهم ظاهر ولا يحتاج إلى دعاية لماذا إذًا تلوموا أوباما؟ |