بقلم: عماد توماس كان أوباما يتحدث عن موضوع الحرية الدينية وأكد على أن التسامح تقليد عريق يفخر به الإسلام، مستشهدًا بتاريخ الأندلس وقرطبة خلال فترة محاكم التفتيش، بالإضافة إلى خبرته الشخصية عندما كان طفلاً يعيش في إندونيسيا الدولة ذات الأغلبية المسلمة وكيف كان المسيحيون يمارسون طقوسهم الدينية بحرية، واستطرد أوباما قائلاً "إن روح التسامح التي شاهدتها هناك هي ما نحتاجه اليوم، إذ يجب أن تتمتع الشعوب في جميع البلدان بحرية اختيار العقيدة وأسلوب الحياة القائم على ما تمليه عليهم عقولهم وقلوبهم وأرواحهم بغض النظر عن العقيدة التي يختارونها لأنفسهم...". أنها رسالة واضحة ومحددة وموجهه لجميع الدول أن تعمل على ترسيخ مبدأ حرية العقيدة، فالتعددية الدينية هي ثروة يجب الحفاظ عليها والحرية الدينية هي الحرية الأساسية التي تمكن الشعوب من التعايش المشترك. ونسوا أو تناسوا إننا نعيش في عصر القنوات الفضائية والإنترنت والسموات المفتوحة، فلا يوجد ما يسمى بالشأن الداخلي والخارجي وهذه المصطلحات التي عفا عليها الزمن، فالحرية الدينية وحرية المعتقد لم تصبح شأنًا داخليًا لكنها ضمن مواثيق حقوق الإنسان التي صدقت عليها مصر وأصبحت ملزمة بكل بنودها، لقد اعترفت الأمم المتحدة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمد عام 1948 بأهمية حرية الديانة أو المعتقد في المادة 18 التي تنص على أن (لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما، وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره). وما نراه الآن من تعنت واضح من وضع العراقيل للمتحوّل للمسيحية السيد "ماهر الجوهري" وقبله السيد "محمد حجازي" يؤكد كلام أوباما في خطابه التاريخي أن "ثمة توجّه مزعج في أوساط بعض المسلمين ينزع إلى تحديد قوة عقيدة الشخص وفقًا لموقفه الرافض لعقيدة الآخر". |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع:
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |