بقلم: إسحق إبراهيم هذا التنافس يحاول المسئولون في البلدين خاصة في مصر نفيه والتأكد على العلاقات المتميزة بين البلدين والتقارب والخصوصية والتميز والتنسيق المتواصل على مستوى القيادة السياسية في البلدين بل وتصدر أوامر واجبة النفاذ إلى وسائل الإعلام بعدم التعرض للسعودية والأسرة المالكة بأي نقد، فمن السهل اختراق تابوهات الممنوعات في مصر وانتقاد النظام والرئيس وأسرته لكن من الصعب جدًا انتقاد العائلة المالكة في السعودية ونظام حكمها. وبطبيعة الحال يحلو للبعض أن يصف العلاقات المصرية السعودية في الوقت الحالي بالنموذجية وأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، حيث التنسيق والتشاور المستمرين اللذين تجريهما قيادتا الدولتين في مختلف القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها قضايا العراق وفلسطين والملف السوري اللبناني، وكوّنا معًا ما يعرف بمحور الاعتدال لكن مظاهر التنافس المكتوم موجودة وواضحة ووضوح الشمس ولعل ما حدث خلال الأيام الماضية خير دليل، فقد اختار الرئيس باراك أوباما القاهرة ليُلقي خطابه إلى العالم الإسلامي بعد مناقشات ومداولات عدة حول مكان الخطاب هل في السعودية أم إندونيسيا أم تركيا أم مصر ووقع الاختيار على الأخيرة مما لم يعجب القيادة السعودية التي خططت لخطف جزء من الكعكة خاصة أن العلاقات السعودية الأمريكية إستراتيجية ومتميزة. دعت السعودية أوباما لزيارتها أولاً والحصول على مباركتها للخطاب وهو ما حدث بالفعل بل أكد أوباما أنه "من المهم جدًا أن يأتي إلى مهد الإسلام وأن يطلب مشورة جلالته" يقصد العاهل السعودي. هذه المواقف جعلت الرئيس المصري حسني مبارك يرفض إقامة جسر بين مصر والسعودية ويصرح في جريدة "المساء" في مايو 2007 إنه يهدد أمن مصر، ورأىَ مراقبون مصريون وعرب وقتها أن تصريحات مبارك مؤشر على "أزمة صامتة" بين مصر والسعودية على خلفية التدخل السعودي في منطقة النفوذ المصري عبر مبادرات العاهل السعودي المتواصلة، كما انتقد د. يوسف بطرس غالي عام 2008 في تصريحات لقناة "السي إن إن" مشاركة السعودية في قمة العشرين وقال: "إن المملكة غير مؤهلة للتحدث باسم المنطقة وأن التمثيل ينبغي أن يكون من خلال دولة تفهم القضايا المتعددة التي تواجهها مجموعة محددة من الدول" ودفعت تصريح غالي السعودية إلى الرد على لسان وزير ماليتها "إبراهيم العساف" إن السعودية لا تشارك لتمثيل أي دولة وإنما تمثل نفسها. هذا إضافة إلى أن السعودية تمثل أهمية كبيرة عند التيار الشعبي باعتبارها تضم الأماكن المقدسة الإسلامية ولا سيما في ظل تنامي مشاعر التدين الظاهري وسيادة الفكر الوهابي السعودي وتغلغله داخل كافة الطبقات. كما توجد أسباب أخرى ترتبط بحجم التجارة وعدم رغبة مصر في فتح جبهات خلاف أخرى عربية تضاف إلى سوريا وقطر وفي ظل طموح إيران في السيطرة على المنطقة. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ٤ تعليق |