بقلم: نادر فوزى
طالعتنا الاخبار المحليه بتعديل خطير فى قانون مجلس الشعب .. وبمقتضى هذا التعديل سيتم تخصيص حوالى 11% من مقاعد مجلس الشعب للنساء .. وقالت بعض التصريحات بأن تلك النسبه ستضاف الى المقاعد الحاليه التى تبلغ 444 ليصبح اجمالى مقاعد مجلس الشعب 500 مقعد .. وذهبت التحليلات بأن هذا التعديل يهدف الى تقليص وتحجيم عدد مقاعد الاخوان المسلمين نظرا لرفضهم دور المرأه والاقباط السياسى مما سيؤدى اما لتعديل استراتيجيه الاخوان والبدء فى اعداد كوادر سياسيه نسائيه فى حركه الاخوان او خساره التنافس على حوالى 56 مقعد ستشغله النساء فى الدوره القادمه ..وأن صحت تلك الاخبار فهى خطوه مهمه وجديره بالاحترام حيث ان النساء غير ممثلين التمثيل الصحيح فى مجلس يشغل اغلب مقاعده الرجال ..
ولكن ما اثار اندهاشى بأن لم يشمل هذا التعديل كوته مماثله للاقباط ولو حتى بنسبه شغلها للمجتمع المصرى .. فلو افترضنا ان نسبه تعداد الاقباط كما تقول الحكومه تبلغ 8% فقط فهى نسبه تتيح للاقباط ان يشغلوا حوالى 40 مقعد فى مجلس الشعب وتلك المقاعد ستريح الحكومه ايضا من صداع الاخوان المسلمين حيث ستضمن الحكومه على الاقل نسبه تتراوح بين 18-20% لايتنافس عليها الاخوان كما ان الحكومه تعلم جيدا ان فى ظل الاحتقان الطائفى والاغلبيه العدديه للمسلمين ليس هناك امل فى ان يفوز قبطى على مقعد ينافسه فيه مسلم .. ولقد رأينا اللافتات التى ترفع فى وجه اى قبطى يحاول ان يرشح نفسه لمجلس الشعب وهى تتراوح بأن لا ولايه لغير مسلم على مسلم والى لا تنتخبوا الكفار عباد الصليب ... اذا فأى مرشح قبطى فى اى دائره سيكون كمن اقدم على الانتحار السياسى كما ان تلك الدائره ستعانى من مخلفات تلك المعركه الانتخابيه من احتقان طائفى لمده طويله مما يجعل المرشحون الاقباط يحجمون عن هذا الامر خصوصا وان الحزب الحاكم لا يرشح الاقباط على قوائمه كما حدث فى الانتخابات الاخيره الذى رشح فيها الحزب الوطنى قبطى واحد فقط لأنه وزير فى الحكومه .
ان الحكومه المصريه تنتقد دور الكنيسه السياسى كما ان الحكومه تهاجم مايفعله اقباط المهجر للدفاع عن حقوق اهلهم فى مصر ولو تفحصت الحكومه الاسباب ستجد ان السبب الوحيد فى التجاء الاقباط للكنيسه هى عدم شعورهم بأن هناك من يمثلهم او يشعر بهم سواء فى الحكومه او مجلس الشعب فالكنيسه هى الحضن الدافئ الوحيد لهم كما انه السبب الرئيسى الذى جعل اقباط المهجر يدافعون عن اهلهم فى مصر حيث انهم يشعورون بأن اهلهم فى مصر يقفون مكتوفى الايدى عذل ليس لهم نصير او ملاذ فى وجهه البطش والتطرف الدينى الذى استشرى فى المجتمع المصرى .. مما ادى الى حاله الاحتقان وعدم الثقه بين اقباط المهجر والحكومه خصوصا وانهم يشعرون ان الحكومه تمارس ضغوطا رهيبه على الكنيسه لتقليص دورها فى الدفاع عن الاقباط مما ادى بأقباط كثيرون بالمطالبه بأن لاتتدخل الكنيسه على الاطلاق فى تلك المشاكل لتجنيبها ضغط الحكومه عليها وايضا لأطلاق يد اقباط المهجر فى الدفاع عن اهلهم بكل الوسائل التى يرونها مناسبه .
لو كانت الحكومه جاده فى الاصلاح وفى تدارك الامر والوضع الحالى المحتقن لخصصت كوته للاقباط فى مجلس الشعب مما سيؤدى بالتبعيه لاشتراك الاقباط فى العمل السياسى والاشتراك فى النشاط الحزبى وستقبل الاحزاب على تدريب كوادر قبطيه للاشتراك فى العمل السياسى وسيجد الاقباط من يمثلهم فى مجلس الشعب ويدافع عنهم وسيقل التجاء الاقباط للكنيسه فى المواضيع السياسيه كما انه سيتيح للحكومه ان تستمع الى وجهه نظر الاقباط الذين يمثلون شريحه كبيره فى المجتمع كما انه سيخف الضغط على اقباط المهجر فى التصدى لكل مشكلات الاقباط داخل مصر حيث سيكون هناك من يدافع عن حقوقهم ويثير مشكلاتهم امام الحكومه .
اتمنى ان تفكر الحكومه للصالح العام ولو لمره واحده واتمنى ان ارى مصريين مسلمين يثيرون تلك المسأله وهى ليست لصالح الاقباط مثلما هى لصالح مصر اولا واخيرا .
نادر فوزى |