بقلم: د. وجيه رؤوف
حقيقةً اندهشت كثيرًا عند مشاهدتي لحلقة برنامج "القاهرة اليوم" التي قادها الأستاذ "عمرو أديب" والنجم اللامع الدكتور "عزت أبو عوف"
وحقيقةً سبب اندهاشي هو كم الضوضاء الكثيفة التي افتعلها الأستاذ "عمرو أديب" وأخيه الإعلامي اللامع الأستاذ "عماد أديب" بإثارتهم موضوع الرسالة التي أرسلها المستشار الدكتور "نجيب جبرائيل" رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان إلى الرئيس أوباما رئيس أمريكا الحالي والمرتقب حضوره إلى مصر خلال هذه الأيام، وسبب دهشتي إنهم اعتبروا رسالة نجيب إلى أوباما ومطالبته لأوباما بمناقشه أوضاع المواطنة وحقوق الأقليات وإدراجها في الحوار نوع من الاستقواء بالخارج!! يا سلام!!
ليه هو العالم يا أستاذ "عمرو" ميعرفش حاجة عن مصر ومشاكل التمييز في مصر وحقوق المواطنة المهدرة في مصر؟!
وللا سيادتكم زي ما بتجمّلوا وتنضفوا في جامعة القاهرة للاستقبال المرتقب عايزين تكفوا على الخبر ماجور وإحنا ميه ميه مفيش مشاكل!!
وبعدين استقواء إيه اللي حضرتك بتقوله؟ ما مصطفى كامل بعت رسالة إلى فرنسا أثناء مذبحة دنشواي مخاطبًا إياها بالعالم الحر يستجير بها من الظلم الذي وقع على أبناء دنشواي بالرغم أن من ضمن القضاة الذين حكموا هذه المحاكمة كان يوجد مصريون منهم أخو الزعيم سعد زغلول!
ليه بقى ساعتها مصر ما اتهمتش مصطفى كامل زعيمها بالأستقواء بالخارج؟ وللا هو محلل عليك محرم على غيرك؟! وده كان أمتى... دة كان زمان أيام البعد ودلوقتي إحنا في عصر العولمة وأصبح العالم كقرية صغيرة –يعني هو حضرتك فاكر إن سي أوباما ميعرفش حاجة عن مصر وسي نجيب هو اللي بيفطنه تبقى حضرتك واهم!!
كل حاجة بتحصل في مصر بتعرفها دول الخارج قبل حضرتك ما تصحى من النوموبعدين حضرتك بتقوله خاطب مجلس الشعب ومجلس الشورى هما يحلوا؟؟
لا معلهش مجلس الشعب بيهتم بشئون الخنازير والصراصير وما بيهتمش بقضايا المواطنة، وعندنا دلائل على كدة كتير قوي، منها قانون دور العبادة الموحد اللي مركون في أدراج فتحي بك سرور من أكتر من دورة ولا توجد النية لمناقشته في سيد قراره خليه في الخنازير أحسن.
وبعدين على رأي كلمتك المشهورة في برنامجك المشهور أيضًا والذي نحرص على الاستماع إليهمش حضرتك برضه أكتر من مرة أثناء مناقشه قضايا الأقباط ومحاوله الوصول لحل ليها كانت جملتك المشهورة (الناس لسانها دلدل للمطالبة بحقوقهاشوفوا مشاكلهم وحلوها)،، نحن لا ننكر دورك في هذه المسيرة ونشكرك عليه أما ثورتك على الأستاذ نجيب فليس لها مبرر.
وهل حضرتك تعتقد إن مصر بتعمل حساب قوي لأوباما؟ بالتأكيد لا. وأنا أقول لك فاكر كوندليزا رايس لما حاولت تناقش وزير الخارجية المصري عن أحوال حقوق الإنسان في مصر رد عليها الوزير الهمام قائلاً: عندنا أمور أهم نهتم بها!!
شفت الخلاصة لا أرتبك ولا حاجةلعلمك الوزراء ما يهمهمش أي حاجة من أمريكا غير المعونة وسلم لي على حقوق المواطنة.
وبعدين لو حضراتكو خايفين من أوباما لا يكون مش عارف أمور انتهاك المواطنة وبعدين هيعرفها من نجيب؟ يا سلام هتخافوا من البشر وماتخافوش من الله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم كما قال القول الكريموبعدين يا سيدي مزعلتش ليه من أيمن بك نور لما بعت رسالة إلى أوباما قبل الانتخابات وكان بيستجير بيه بادعائه أنه قد وقع عليه ظلم!!
وبعدين سعادتك مزعلتش ليه من وفد حقوق الإنسان اللي راح قابل هيلاري كلينتون وكانوا أغلبيتهم مسلمين ومنهم محجبات ولا دول أنتو اللي بعتوهم؟
ياريت نفكر بنضج شوية ونحاول نحل يعني زي ما بننضف في جامعة القاهرة ننضف شوية في أفكارنا ونصدر قوانين لضمان المواطنة والمساواة في المجتمع، مش نقعد نلطم على خدودنا لما حتة جواب يتبعت ويهزنا الهزة دي كلها، لازم نكون تقال شوية وما نفقسش نفسنا بسهولة.
ولعلمك الخاص أوباما لا يهمه الأقباط ولا غيرهأوباما له سياسة محددة وجدول في دماغه للتنفيذ والجواب اللي حضرتك بتتكلم عنه لا هيقدم ولا هيأخرولو فيه خير هيجي من عند ربنا مش من عند الإنسان وتعجبني كلمة قداسه البابا شنوده الثالث أطال الله عمره (أنا أصمت لكي يسمع الله صوت صمتي).
دمتم في سلامه الله. |