بقلم: محمود الزهيري الغالبية من القوي السياسية والتيارات الدينية, تنتظر أن يبيض الديك بيضاً من ذهب . والملاحظات الأولي علي خطاب أوباما أنه فكر في بداية الأمر حسب خبرائه ومستشاريه الذين اختاروا القاهرة لتكون القبلة التي يؤذن فيها بخطابه , ليس للعرب بمسلميهم ومسيحييهم , وبمافيهم من أقليات دينية كالشيعة والقرآنيين , والبهائيين وغيرهم , من الأقليات العرقية والدينية , ولكن جاء الخطاب ليكون موجهاً للمسلمين فقط وكأنه يمثل حالة من حالات التمييز والعنصرية المبنية علي الدين .علي فرضية أن أوباما لو اختار ان يوجه خطابه للعالم المسيحي فهل كان سيختار الفاتيكان لتكون قبلته في إلقاء خطابه للمسيحيين , وهل كان ذلك سيرضي كافة الطوائف المسيحية في الشرق والغرب , ومعها الأقليات الدينية الإسلامية والبوذية والهندوسية وغيرهم من الأقليات الدينية الأخري ؟!! الأزمة أن أوباما وكأنه قد وقع في حالة من حالات التمثل الغير طوعي في الإستبداد والطغيان القائم علي نفي الآخر في الدين في صورة من صور الخلط الذي كانت نتائجه علي الدوام سبب المآسي التي عاشتها الشعوب وأنتجت الفساد والطغيان والإستبداد . ثمت أسئلة من الممكن أن لاتغيب عن عقلية الرئيس الأمريكي أوباما وإدارته , وهذه الأسئلة مفادها في الإجابات عن أسئلة الإرهاب والعنصرية والتمييز والقتل في الدول العربية , تلك الدول التي تعتبر من أهم مصانع إنتاج الإرهاب وتوريده للعالم حتي لأمريكا ذاتها التي توجه خطابها للعالم الإسلامي , فالطغيان والإستبداد هما الرافدين الأساسيين لصناعة وإنتاج الإرهاب , وأمريكا هي من تعين زعماء الطغيان والإستبداد علي ذلك !! أم أن الخوف يرمي بظلاله الكئيبة علي الساحة مخافة صعود التيارات الدينية أو التيارات القومية العروبية علي مصاف الحكم والسلطة في دولة من الدول والتي كل شعوبها في الغالب تناصب أمريكا وإسرائيل العداء وتتمني من القلب زوال أمريكا وإبادة إسرائيل ؟!! وعلي هذا المنول تنسج الخيبات المتوالية للشعوب والجماهير ليسعد الحكام العرب وتهنأ أمريكا وإسرائيل بتلك الخيبات المتكررة للشعوب والجماهير التي تستخدمها الأنظمة بالتلويح بها في وجه أمريكا وإسرائيل ودول العالم الحر بإعتبار أن الشعوب والجماهير العربية تمثل بجدارة حسب مفهوم أنظمة الحكم العربية , الغوغاء والدهماء والسوقة , والذين يحملون العداء لأمريكا وإسرائيل ودول العالم الحر, بإعتبارهم البديل اللاحضاري في وجه تلك الدول . والغريب أن هذه الكاريزمات الآن تطالب أوباما بعدم مساعدة أنظمة الطغيان , وتفعيل الديمقراطية والحريات , وهي ذاتها المؤمنة بشعار الإستبداد والدولة المركزية الشمولية , في معادلة مختلة من الأساس , ولا أدري كيف يتحقق لها ذلك , مع أن هذه النخب غير قادرة علي تفعيل أي أسلوب أو السير في الطريق الذي يحرز التغيير , أو يجبر الأنظمة الإستبدادية علي الإصلاح أو الرحيل , وهذا علي المستوي الداخلي , أما علي المستوي الخارجي فإلعجز يتبدي عن إدارة صراع يتم إحراز النصر من خلاله , أو إدارة صراع يتم تحقيق التوافق من خلاله , ومابين العجزين تكمن الأزمة المستمرة , حيث لاخيار ثالث إلا خيار الصراخ والعويل من فسادات الداخل , وإهمالات الخارج ؟!! الغريب في الأمر أن معظم الأحزاب السياسية المصرية وغالبية القوي السياسية الشعبية والتي تلعن أمريكا ليل نهار , والتي كانت تطالب بسقوط أمريكا وتطالب الموت لها , والتي رفضت قرار البرلمان الأوروبي بإدانة مصر في الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان بالرغم من كونه قراراً صادراً من مؤسسة شعوب , وليست مؤسسة حكم وسلطة . الشعوب والجماهير العربية هي الوقود المحترق من أجل إستمرار الفساد والإستبداد ومنظومات الطغيان العربية , وأي حديث يبتعد عن تحويل الشعوب والجماهير إلي مجتمعات منظمة , هو حديث هراء وإستهلاك للمجهود العقلي والذهني , وإضاعة للوقت وتبديد للطاقات , حال كون الطريق الوحيد للخلاص من الإستبداد والطغيان والقتل والإرهاب هو الحريات وحقوق الإنسان , واللذين لنا يتحققا إلا بالديمقراطية وتداول الحكم والسلطة , وغير ذلك فلن يكون مجدياً , لأن الشعوب والجماهير العربية تنتظر من باراك أوباما أن يتحدث اللغة العربية و يعتنق الإسلام , وحتي لو فعل ذلك فسيتم تكفيره إذ سينظر إليه من الشيعة أو السنة علي أنه كافر إذا إنتمي لأياً من الفريقين ؟!! |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٨ تعليق |