CET 00:00:00 - 01/06/2009

مساحة رأي

بقلم: عساسي عبد الحميد
زارتني مريم قبل أن تضع بكرها يسوع وكنت أنا حاملاً أيضًا في شهري السادس، كان في عينيها نور الرب وكان كلامها كهمس الساقية المترنمة بين الجبال المخضرة، وحين حدّثتني ذلك الصباح أيقنت أن السماء وضعت كلماتها النورانية على شفتيها الملتهبتين.
كانت مريم تتكلم وهي تلامس ثمرة بطنها المباركة بيديها الاثنتين برفق متناهِ كمن تلامس كنزًا نفيسًا، وطيلة حملها كان النور يزداد ضياء في نظراتها وهي تردد بهدوء صلوات وأدعية سماوية فريدة تنم عن إيمان عجيب، وكانت ثمرة بطني تتحرك برفق في أحشائي أنا كذلك عندما مجدت مريم السيد الرب بأناشيد تسيل رقة وعذوبة. 

عندما وضعت مريم بكرها يسوع كان لا يكاد يفارقها، فكنّا نراها تحضنه إليها وهو يضع رأسه على كتفها وكان الصبي يلامس وجهها وصدرها بأنامله الرقيقة حتى حسبناهما جسدين في ذات واحدة، كان الطفل يسوع يكبر وتكبر معه قداسته ونوره وكان طفلي يوحنا هو الآخر يكبر ويكبر معه تمرده وصراخه.
نعم صراخه الذي سيملأ به البرية ليهيئ الطريق قدام الرب لجيل فاسق شرير لا يعلم الخير لنفسه وأتى له أن يعلم ولم يراعي حرمة لدم الأبرار، فمن ذا الذي سيستطيع تأنيب الطغاة غير الشاهد السابق؟؟ فتوبيخه سيكون كالسوط الناري في وجه المستبدين، ومَن ذا الذي يستطيع تكبيل الشياطين وسحق الأفاعي بنعليه غير يسوع ابن المطوّبة مريم المباركة ثمرة بطنها، فقد فعل الإله الحنان بها وبي أمورًا عظيمة فليتقدس إله إسرائيل أبد الدهر؟؟
Assassi_64@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق