بقلم: جاك عطالله
تعليقًا على زيارة الرئيس الأمريكي أوباما للقاهرة
لم نسمع بأي رئيس أمريكي منذ نشأة أمريكا زار بلدًا خصيصًا ليوجه رسالة لأتباع دين معين وما أكثرها على الأرض التي تحفل بأكثر من ثلاثة آلاف دين وملة ومذهب، وهذا ليس لأن الرؤساء الأمريكيين متعصبين ضد أي دين أو ملة ولكن لأن أمريكا دولة علمانية تفصل بين الدين والسياسة، ولأن الدروس المستفادة من التاريخ الجيوديوكريستيان الأوروبي والأمريكي أسفرت عن اتخاذ العلمانية منهجًا وطريقة حياة متقدمة ومتحضرة بعد آلام ومعاناة قرون طويلة من مزج الدين بالسياسة مما أدى لإفساد كليهما معًا.
إن كان توجه الرئيس الأمريكي إلى القاهرة لمجرد إلقاء خطبة للعالم الإسلامي كما تقول القاهرة وواشنطن سيكون ذلك بدعة شريرة وسابقة خطيرة ضد العلمانية وفصل الدين عن الدولة وضد الدستور الأمريكي نفسه، إن ذهب الرئيس الأمريكي إلى القاهرة وخاطب المسلمين فقط من جامعة القاهرة كما أعلن فهو مُطالب بعدها بأن يوجه خطابًا مماثلاً لكل أصحاب الملل والمذاهب بالعالم تحقيقًا للعدالة ومنعًا من اتهامه باستخدام خلفيته الإسلامية بدولة علمانية وهي تُهم نفاها شخصيًا.
أعتقد من كثرة عدد المذاهب والنحل المطلوب أن يراضيها بالعالم سيقفل البيت الأبيض بالضبة والمفتاح وسيقضي باقي الأربع سنوات إلا أربعة شهور من حكمه متنقلاً بين مناطق أتباع الأديان ليرضيهم كما أرضى المسلمين، وهي مهمة مع أنها مستحيلة إلا أنها قد تصبح محببة لنفسه ومخرج من المأزق الذي وضع نفسه وإدارته فيه بعدما فشل في خلال الأربعة شهور الأولى من رئاسته في حلحلة أي مشكلة من مشاكل أمريكا العويصة، وعلى العكس زاد من العجز الأمريكي وارتفعت أسعار البترول مرة أخرى -أي ضعف ما كانت علي ايام بوش-.
وهذه رسالة صريحة
إلى السيد الرئيس أوباما،،
- قد انتخبك الأمريكيين لحل مشاكلهم وأولها العجز المالي الخرافي والإرهاب العالمي والأزمة الإقتصادية الأمريكية التي انعكست على العالم كله.
ولهذا نرجو منك التركيز على هذه المشاكل أو إعلان عجزك عن حلها رحمة بنا لأنك تحصل على مرتبك ومخصصاتك منا.
نحذرك إن هناك أصوات مصرية علت تطلب وضعك بالحجر الصحي أنت والوفد المرافق لك لأنك ستحمل وباء أنفلونزا الخنازير عامدًا للرئيس المؤمن وحاشيته أنت ومرافقيك، والخبر منشور كفتوى من رجل مصري متخصص ولم تنفها أو تعترض عليها الحكومة المصرية بأي صورة.
وعمومًا لنا كلمتين نقولهم لتخليص ذمتنا أمام الجميع..
- إن ذهبت للقاهرة يا سيادة الرئيس أوباما لتقنع الحكومة المصرية بوقف تشجيعها للإرهاب وغلق مفارخه المتمثلة بالتعليم الأزهري الإخوانجي، واستيلاء الإخوان المسلمين على الجامعات والتعليم الإبتدائي والإعدادي والثانوي وعلى المساجد وعلى دار الإفتاء ومشيخة الأزهر وعلى القضاء والصحافة والجيش والشرطة والأمن العام ورئاسة الجمهورية والحكومة، ووقف دورهم الخياني بالعمل كوكلاء وعملاء لدولة إيران المعادية والمتآمرة على بلدنا الحبيب مصر ومعها ذيولها حزب الله وحماس والقاعدة.. فأهلاً بك وسهلاً بالقاهرة.
- إن كنت ستنصح رئيس مصر بحل مجلس الشعب المصري المعيب دستوريًا وبه تجار مخدرات ونواب رقص ونقوط وقتلة ونواب جماعة دينية منحلة وإرهابية، وهو المتآمر على اقتصاد مصر ودوره في تمرير سريع لقرار استئصال الخنازير النجسة حسب الشريعة الإسلامية بقتلها بالدفن حية بالجير الحي بوحشية متناهية أغضبت العالم، وهو قرار رئاسي إخوانجي موجه لضرب القاعدة القبطية الفقيرة جدًا تمهيدًا لأسلمتها عنوة.. فأهلاً بك وسهلاً بالقاهرة.
ونذكرك بأن أمير الكويت فعلها منذ أيام بعدما استنفذ الإخوان الكويتيين الأغراض المسموح لهم بها من أمير الكويت وبدأوا اللعب لحسابهم ضده، فحل مجلس الأمة وأبعد هؤلاء النواب الخونة عن المجلس التشريعي ولم يحدث شيء بالكويت، وهي دويلة ليس بها جيش ولا شرطة ولا أمن مركزي مثل مصر.
- إن جئت لتشجيع قيام حكومة مدنية وإعادة العسكر سواء جيش أو شرطة لثكناتهم مع محاسبة خربي الذمة منهم لأنهم خربوا مصر فأصبحت خرابة جرداء تشرب مياه المجاري وتأكل العيش المسرطن المخصص علف للحيوانات وتشرب بول البعير كعلاج وتدمر فيها القوانين المدنية لصالح الجلسات العرفية البدوية.. فأهلاً بك بالقاهرة ضيفًا معززًا مكرمًا.
- إن جئت لتساعد على فك الحصار المباركي عن رقاب الشعب المصري الغلبان شبه الميت، أو فك حصار الأمن العام عن رقاب الكنيسة والشعب القبطي ووقف مؤامرة الاغتصاب للقصّر والأسلمة الإجبارية.. فأهلاً بك بالقاهرة.
لقد انفض مولد عزاء الرئيس بفقد حفيده والذي انفضحت فيه سياسات النفاق والمداهنة الفارغة والفساد والدكتاتورية والتكتم التي أغرقت فيها مصر عن عمد بالعهود المظلمة منذ 1952 وللآن، وبدأ الرئيس نشاطه المعتاد في تدمير مستقبل الشعب المصري كما دمر حاضره، ويستعد مع أركان حكمه باجتماعات متواصلة لنشر أكاذيب ضبابية وتجميل سنوات حكمه وإقناع أوباما بتعيين ابنه جمال من بعده ليحميه من فتح ملفات الفساد سرقات مصر وبيع مصر للوهابية، كما يريد إغراء أوباما بمشاركة الإخوان في حكم مصر من بعده والتي ستؤدي حتمًا إلى خلافة شرق أوسطية برأسين (إيران الملالي ومصر الإخوان) والتي ستغزو العالم وقد تحكم أمريكا وأوروبا إن طالتها يدها وإرهابييها.
السؤال للرئيس أوباما عن هدف زيارته وخطابه للعالم الإسلامي فقط من القاهرة..
- إن جئت لتملق العالم الإسلامي وعدم مواجهته بخطورة ما يتبناه من أفكار وممارسات جلبت الفوضى والفقر والإرهاب على البلاد العربية والإسلامية بلا استثناء، وهي على سبيل التعديد التعليم المتدني الممنهج لخلق إمّعات وتابعين وإرهابيين واللعب بالدين وخلطه بالسياسة ومعاداة التحديث والتقدم ومحاربة الديموقراطية والعلمانية ومحاربة المجتمع المدني والآليات التي تجزر للديموقراطية مثل التمييز الإيجابي والإنتخابات بالقائمة النسبية المشروطة.. فلا أهلاً ولا سهلاً بك بالقاهرة، وليتك كنت ذهبت إلى مكة أو المدينة لتكون صادقًا مع نفسك وابق بمكانك أفضل لك وللشعب الأمريكي
يا سيادة الرئيس
لا تقبل بأي عذر من الرئيس مبارك لخنقه الديموقراطية والحقوق المدنية ومنعه التطور الطبيعي للشعب المصري بإطلاق وحوش الإخوان لافتراس عقله ووعيه، حتى رأينا دكتورًا مصريًا يطلب بوضعك بالحجر الصحي حتى لا تعدي الرئيس بوباء أنفلونزا الخنازير، يجب أن تواجه مبارك بحكمه الدكتاتوري 28 عامًا بقوانين طوارئ.
الحكومة يجب أن تقود لا تُقاد، والرئيس يتحجج ولا يقول لك الصراحة أنه هو من تحالف مع الإخوان لتزنيخ عقول الشعب المصري وليحكماه سويًا بالكرباج، لأن وظيفة الحكومة هي خلق الوعي واختيار الصالحين للمناصب الرئيسية وتحديث التعليم ورفع درجة الوعي وتقبل التمدن والتحديث، لا إكراه الشعب المصري على العداء للعالم المتقدم.
وعمومًا نرحب بك بالقاهرة ونتعشم خيرًا أنك سوف تحاول تغيير مصر للأفضل الذي نرجوه لبلدنا جميعًا..
وتقبل تحياتي. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|