لاحظت أن دارسي العلوم المادية كالطب والهندسة وكلية العلوم والزراعة أقل مرونة من دارسي العلوم الإنسانية (الاجتماع وعلم النفس والخدمة الاجتماعية).
وذات يوم مرض والدي المسن وذهبوا به لقسم رعاية المسنين في مستشفى الدمرداش وأخطروني تليفونيًا فذهبت للاطمئنان عليه ومتابعة حالته فوجدت دكتورة منقبة في النوبتجية ومعها ممرضة محجبة ولم ترد الدكتورة على سؤالي عن والدي وتطوعت الممرضة بالإجابة عن بعض الأسئلة حسب إمكانياتها، ثم توجهت إلى والدي للتخفيف عنه والاستفسار عن احتياجاته من أدوية وطعام وغير ذلك ثم رأيت الممرضة هي التي تقوم بقياس الضغط ودرجة الحرارة وتسجل بنفسها في الملف الطبي وتقدم الدواء وتتابع الحالة والطبيبة المنقبة تجلس في الخارج حتى لا تحتك بالرجال سواء المرضى أو الزائرين فقلت أليس من الأفضل لهذه الطبيبة أن تعمل بقول القرآن (وقرن في بيوتكن) وتريح الناس وتستريح وتنفذ وصية دينها!
ثم توجهت لشراء بعض احتياجات والدي فوجدت أن معظم الأطباء من ذوي اللحىَ الكثيفة وهيئة التمريض بمستشفى الدمرداش، فقلت في نفسي لماذا تسللت هذه الأفكار المتزمتة إلى رؤوس أطباء على درجة من الذكاء العقلي وتذكرت واقعة حدثت لزوجتي حيث أهداها مهندس في مكان عملها كتاب يحرم الاحتفال بشم النسيم ويحرم الاحتفال بعيد الأم وعيد الحب ويمنع علاقات المسلم بغير المسلم.
وسألت نفسي لماذا أصحاب هذه التخصصات الرفيعة من السهل أن تسيطر عليهم هذه الأفكار الجافة الجامدة المتخلفة أكثر من دارسي العلوم الإنسانية الذين يتميزون بالمرونة والتكيف الاجتماعي والتوازن في الشخصية تتفوق على أصحاب العلوم المادية والشرعية بالطبع.
ووجدت أن الدراسات الاجتماعية والنفسية تمعن النظر في تاريخ الظواهر الاجتماعية وتتناول مكونات الشخصية وتأثير العوامل البيئية للوصول إلى التشخيص السليم الذي يتسم بالمرونة مع مستجدات الدراسة وخطوات العلاج أكسبت دارسي العلوم الاجتماعية والنفسية بُعد آخر في تكوين الشخصية تساعدهم في تناول القضايا بصورة تختلف عن أصحاب العلوم المادية الذين يعتمدون على نظريات جافة جامدة.
ولهذا تدارك الغرب هذه البديهية وأضافوا بعض مواد العلوم الإنسانية في كليات الطب والهندسة والعلوم ولم نتدارك نحن هذه الفلسفة لهذا لا نتعجب من وجود أساتذة في الطب والهندسة ضمن كوادر الإخوان المسلمين وينتمي بعضهم للعمليات الإرهابية المسماة بالجهادية. ونجد مثل هذا الطالب موضوع المقال طبيب ومشروع متخلف حضاريًا.
على موضوع: حوار مع طالب طب من الإخوان |