CET 00:00:00 - 29/05/2009

تعليقات الزوار

الراسل: EHAB
إن قداسة البابا شنودة عندما قال أن مصر ليست وطنًا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا كان يقصد ذلك الوطن الذي كانوا أبنائه يحبونه جميعًا وكانوا يضحون بالغالي والرخيص في سبيل رفعته وتقدمه، فأصبحوا الآن يحاولون بشتى الطرق أن يهربوا منه إلى الخارج حتى لو كان مجهولاً.
بالنسبة لهم مصر كانت مضرب المثل في منظومة القيم والأخلاق الرفيعة التي كان يتحلى بها أهلها، أصبحت الآن تعيش فى إنهيار أخلاقي غير مسبوق، فالمعاكسات والتحرشات بالفتيات والسيدات أصبحت على عينك يا تاجر بعد أن أختفت النخوة والرجولة والشهامة بل والكرامة أيضًا من الرجال، وأصبحت الفتيات والسيدات لا يستطيعون السير في الطرق وحدهن وهن بمأمن على أنفسهن.
والمعاملات العادية بين الناس التي كانت تتسم بالمودة والتسامح والحب، أصبحنا الآن لا يتحمل أحدنا الآخر فور سماعه أي كلمة تثير أعصابه فتحدث المشاجرات العنيفة، وعندما نفتش عن السبب نجده سببًا بسيطًا جدًا وكان من الممكن حل المشكلة في مهدها لولا عدم الصبر وعدم التسامح.
فما الذى غيّر طبيعة المجتمع المصري حتى وصل به الحال إلى هذه الصورة؟
حدث ذلك بعد أن تسبب القائمين على إدارة شئون هذه البلاد فى إنهياره إقتصاديًا وإجتماعيًا بسبب الفساد والغش والخداع والكذب والسرقة التي أصبحت منهجهم الذي يسيرون عليه، فشعب مصر الذي كان مضرب المثل في التسامح وحب الآخر وقبوله أصبح بفضل شيوخ التطرف والتعصب والكراهية لا يقبل الآخر ويرفضه لمجرد إختلافه عنه في الديانة، مصر التي كانت شوارعها تنضح بالنظافة والجمال أصبحت الآن أصدق مثل على عدم النظافة، فهل نصدق أن محافظة القاهرة أختيرت كأنظف مدينة في العالم عام ١٩٢٥؟ فماذا نرى الآن؟ أين ذهب هذا الجمال؟
مصر التى كانت مهدًا للحضارات ومنارة للثقافة والفنون وهي التي حملت مشعل النور للعالم أجمع بحضارة الفراعنة العظام، أصبحنا الآن نطلق عليهم كفارًا، بل ونطلق على أثارهم أوثانًا، بل وننكر نسبنا إليهم مستبدلين بها نسب غريب عنا قادم من الصحراء البعيدة، بل أنكرنا الفنون والثقافة ووضعناها في نفق التحريم المظلم، ومن مسرح يوسف وهبي ونجيب الريحاني وجورج أبيض إلى مسرحيات أقل ما يقال عنها أن لا تستحق الحبر الذي كتبت ونسخت به، وبعد زمن العندليب الأسمر والست وفريد الأطرش وموسيقار الأجيال و صاحب الأنامل الذهبية أنتقلنا إلى زمن سعد الصغير وعماد بعرور وأسماء عجيبة لأصوات أغرب فهذا كان يعمل سباكًا والآخر بائعًا للسمك فما علاقتهم بالفن، وبعد أن سمعنا وطربت أذانا "سيرة الحب" و"حبيبتى من تكون" و"من غير ليه" و"قارئة الفنجان" تلوثت آذاننا بالعنب العنب وبحبك ياحمار وغيرها من أشياء غريبة وعجيبة، فبعد أن كنا نغني للحب وللصباح المشرق وللوطن وللمرأة الجميلة أصبحنا نغني للفاكهة ولذوي الأربع من الكائنات الأخرى التي تشاركنا الحياة على هذه الأرض.
فما هذا التردي الثقافي الذي نعيشه؟
وإذا نظرنا للسينما.. فبعد أن قدمت سينماتنا أعظم الأفلام حتى أن هناك عددًا من الأفلام المصرية التي حجزت مركزًا في قائمة أعظم ١٠٠ فيلم في العالم، نجد الآن أفلامًا تحمل قدرًا من الإسفاف والسطحية لا مثيل له إلا قلة قليلة جدًا تُعد على أصابع اليد الواحدة، التي يحاول صانعيها أن يقدموا بعض الفن الحقيقي.
لذا فأنا أرجو الجميع وأناشد القليلين ممن لا يزالوا يحبون هذا الوطن أن يعملوا على إعادة مصر الجميلة إلى جمالها السابق التي كانت عليه، فبلدنا عظيم ولا يستحق هذا الذي يحدث فيه..
سؤال أخير.. هل مصر فعلاً ما زالت وطنًا يعيش فينا أم طردناها من قلوبنا؟ فرحلت عنا لتبحث عن قلبًا آخر وشعبًا آخر بل وربما أرضًا أخرى كى تعيش عليها؟
مجرد سؤال ينتظر الإجابة ممن ما زالوا يحبون هذه الجميلة.
على موضوع: أنا المصري

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع