CET 20:27:14 - 27/05/2009

مساحة رأي

بقلم: مدحت قلادة
عيوني أصبحت غير بسيطة تفحص هنا وهناك وتتطلع كل الأشياء من بشر وسيارات خاصة ووسائل نقل عامة وبيوت وعمارات وشوارع وحواري وطرقات لا أعرف ما سبب التغيير الذي طرأ على حاسة النظر لديِّ ربما لاستكشاف أو لفحص أوجه التغيير فى مصر منذ خمس سنوات و اليوم وأخذت افحص لأستكشف ما بداخل البشر أفحص عيونهم وأشكالهم وملابسهم كل ما تقع عليه عيناي
واكتشفت عدة أشياء في مجمل أننا نعيش الدولة البوليسية ما من شخص جلست معه إلا وأخذ يجزم بأن التليفون والموبايل مراقب والطريقة الوحيدة هي إخراج البطارية من الموبيل  بهذا الحل لن تستطيع الأجهزة الأمنية التصنت على محادثاتك وأصيب الشعب المصري بفوبيا الأمن وأصبحت مصر تعيش عصر الجستابو الإلماني تماماً.
اللي (مالوش ظهر) تعبير دارج يمثل صورة صارخة من انعدام العدالة بين البشر في مصر فالمخطئ يبرئ بواسطة الظهر والمجني عليه يتحول لجاني والقاتل لضحية وضاعت العدالة في أرض المحروسة هذه السمة ليست في الاعتداءات الطائفية فقط بل في جميع مناحي المحروسة .
التدين الشكلي واقع خاطئ يعيشه المصريون فمع زيادة عدد المحجبات المنقبات وأصحاب اللحى  تزايد عدد الأطفال اللقطاء إلى اكثر من  مليون طفل لقيط وكان عصر النهضة الدينية الحالي  ليس له اثر على ارض الواقع ؟! ومازال الشارع المصري يئن من الفوضى وعدم النظام ففي مصر الجديدة رأيت عدم الانتماء للوطن وإلقاء المهملات من السيارات  والوقوف في نصف الطريق بالطبع يقوم الكل بذلك، ولكن أليس من الأجدر على كل متدين ألا يقوم بتلك الأعمال فما الفرق بين سلوك المؤمن والغير مؤمن؟!! وهل الإيمان لا ينعكس على الأعمال ؟! آم انه إيمان الشكل الخارجي فقط ؟!.
القبلة المصرية تجدها مطبوعة على كل سيارة.. جديدة، قديمة، نظيفة، رثة ." قبلة سيارة على سيارة أخرى " أصبحت القبلة المصرية علامة مسجلة للشارع المصري تجدها ليست مطبوعة بل موثقة على كل سيارة تجدها على "الاكصدام"، أو على الرفارف، أو على الأبواب ، وكأن القبلة المرورية علامة مسجلة للشارع المصري! فلن تجد سيارة تسير في شوارع المحروسة بدون قبلة " خبطة " سيارة أخرى عليها

أطفال ضحايا:
 رأيت بعيني أطفال يبيعون ويشترون محرومين من حق الطفولة البريئة والعيش الكريم، رأيت ما لم أتوقعه، رأيت أم تبيع مناديل حاملة طفلها الرضيع على كوبري أكتوبر من جهة الدقي وسط كم هائل من السيارات انتظاراً للصعود أعلى الكوبري، وهذه السيارات رغم بخل أصحابها الشديد في الاهتمام الخارجي بها إلا أنهم كرماء في بث السموم للأطفال الأبرياء ورأيت الطفل ذات بشرة قاتمة بفعل التلوث من السيارات؟ تأملت ماذا ينتظر الطفل البريء؟ أي مستقبل هذا وبعد تلك الحالة الصحية وكم وكم... من الأسئلة التي لا تعرف الإجابة سوى الله يرحم عبيده.
 
شعب يريد أن يشابه القرود:
ذهبت لشارع رمسيس أردت عبور الشارع فإذ بي اكتشف أنه يجب لعبور الشارع والذهاب للمحطة الرئيسية تسلق عدد من الحواجز الأمنية ذات السلاسل الخضراء لأكتشف بعد ذهابي وعودتي أن القائمين على تخطيط الميدان لم يراعوا أن هناك ما يسمى مشاه يسعون لعبور الشارع فإذ بي يجب ان أقفز من مكان لآخر وتمرست بعد ذهاب وإياب على التسلق .

مصطلح غير معروف:
شاهدت رجل عجوز يسير على عكاز يسعى لعبور شارع الدقي فإذ السيارات تسير بسرعة وحركة الرجل لا تسعفه فإذ به يتسمر مكانة أكثر من ربع ساعة لعبور الشارع وهنا أدركت ان الرحمة غير متواجدة إلا إعلامياً فقط، وهي وتستخدم للاستهلاك الإعلامي أما الواقع فالعكس تماماً.

اكتئاب شعب:
ركبت المترو ذهاباً إلى الدقي وأخذت أتفحص البشر أين الضحكة على وجوه المصريين؟.. أين النكتة بين الشباب؟.. أين مرح الشباب؟.. أين خفة الظل بين الأصدقاء بعضهم البعض؟.. رأيت الجميع ذوي وجوه عابسة كئيبة حزينة تشع روح اليأس والحزن فالجميع في معارك طاحنة للقمة العيش والمرتب يضيع على الدروس الخصوصية علاوة على أمراض فتاكة بالبشر من كبد وبائي وفشل كلوي وأنيميا حادة... إلخ، ومشاكل في العمل وخارج العمل، كل ذلك أكد أن الشعب المصري يعاني من حالة  اكتئاب عام "اكتئاب شعب".
من المسؤول عن اكتئاب الشعب بالطبع هم أقباط المهجر مش كده ولا إيه؟.

مدحت قلادة
Medhat00_klada@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق