بقلم: نشأت عدلي
لا شك أن ثورة الإتصالات إتسعت بصورة كبيرة خاصة هذه الشبكة العنكبوتية المسماة بالإنترنت، وبقدر إتساع هذه الشبكة بهذا القدر عينه زادت المواقع، وكل صاحب رأي أو صاحب قضية لم يجد أقوى ولا أسرع من هذه الشبكة ومعه مجموعة من الكُتّاب للدفاع عن قضيتهم، وفتحت هذه المواقع المجال لكل صاحب فكر تستضيفه في موقعها ليكون ضمن محرريها أو كُتّابها، ومع زيادة عدد المواقع زادت معها الأفكار وتنوعت الآراء وأصبح لكل موقع منهجه الذي يتبعه لجذب أكبر عدد من الزائرين فأصبحت المواقع كجريدة يومية ترى فيها كل الأخبار.. سياسية.. فنية.. ثقافية.. إجتماعية ودينية، ترى في كل موقع ما يميزه عن المواقع الأخرى.. ولكن مع الأسف الشديد..
- إعتقد البعض أن الموقع حينما ينشر كل الأخبار المعنية للقرّاء أنه حاد عن السياسة التى أنُشِئ من أجلها هذا الموقع (وهذا خطأ جسيم)، فمن غير المعقول أن تجد كل مقالات الموقع عن المشكلة القبطية مثلاً أو سياسية فقط أو شيء بذاته يتخصص فيه ويكتب عنه ولا يقبل أي مقالة تحيد عن هذا الخط المرسوم له، وأن اتبع مثل هذه السياسة ستجد أن زواره قد تقلصوا إلى أن يبقى موقع بغير زائرين.
- التنوع في شتى مجالات الفكر هو أهم منطقة من مناطق الجذب الإعلامي، فالقارئ لا يستطيع أن يقرأ مقالات متشابهة الهدف وعلى نفس الموضوع، فتنوع الكُـتّاب في إتجاهاتهم وتنوعت كتاباتهم ومن المهم أن يجد المتلقي كل ما هو مُفضل لديه.
- هناك بعض من الكُـّتاب ممن لم يجد له مجال في أحد المواقع تجده يغازل هذا الموقع بإتهامات هزيلة، ويشكك بأن هذا الموقع أو ذاك قد خرج عن الخط المرسوم له، وهو لا يعلم أنه حتى الصحف المتخصصة أصبحت الآن تحتوي على كل الموضوعات.
- البعض قد خُيل له أنه الوصّي على مثل هذه المواقع أو الرقيب عليها وعلى موضوعاتها، وكلما رأى موضوع لا يتوافق مع ميوله الشخصية يبدأ في هجوم ليس له أي معنى ويشكك في قدرة الموقع والقائمين عليه، فالبيانات والإحصائيات تقرر زيادة عدد زوار الموقع وهو يشكك حتى في الأمور المُسجلة (سيرفر الزوار) بيانيًا ويبدأ فى هجوم أجوف وإدعاء بأن الموقع بدأ ينهار، بدأ يحلل ويستنبط معلومات في خياله متوهمًا أنه الفارس الذي يستطيع أن يغوص في المعاني وأدلة وبراهين واهية، ولو طفل صغير إطلع عليها لاكتشف مدى تفاهة الكلام.
- لا بد وأن يكون معلومًا أن هذه المواقع لا تستطيع أن تجامل كاتبًا على حساب نجاحها وانتشارها بل الكل ملتزمًا بسياسة معينة، وإن حاد عنها يمتنع الموقع من نشر مقالته، وقد حدث هذا كثيرًا، ولكن الأوصياء يريدون سياستهم هم فقط بغض النظر عن مصلحة وسياسة الموقع.
- يجب التعفف في الألفاظ.. لكننى أقول أن لكلٍ ثقافتة والمناخ الذي نشأ فيه.. ننقد.. نعم.. هذا من حقك أن تنقد وتقول رأيك، ولكن نتجاوز.. لأ.. فالبعض قد وصف موقع بذاته بمستنقع، والبعض قد حدد من يكتب ضد الكنيسة، فطالما لا نسمح بإهانة الكنيسة التي هي مجموعة المؤمنين وأعضاء الجسد الواحد، فلماذا نهين ونتطاول على بعضنا البعض؟ وهكذا تتطاول الأقلام وتُخرج من رزازها طيشًا وحقدًا وغيظًا، ليس هناك أجمل من النقد الذي يتسم بالهدوء والكياسة وأداب الحوار. |