بقلم: د. فوزي صبري جوهرة ربما لاحظ المتتبعين ازدياد التوتر أخيرًا في دائرة المسيطرين على الحكم في مصر بل أن بعض الصحف غير المصرية تحدثت فعلاً عن احتمال حدوث انقلاب عسكري جديد تحت ظروف ما يبدو من ضعف وتدهور قبضة الرئيس حسني مبارك على الحكم، مما حدى به رغم ظروفه الصعبة -وربما من أجلها- ليترأس اجتماعًا وزاريًا في مقر الرئاسة أعلن عنه بما فيه الكفاية لإثبات أن الرئيس ما زال ممتطيًا ظهر نمر السلطة بالرغم من كل ما قد يُشاع. سبقت بعدة أسابيع الأحداث الأخيرة زيارات متعددة لموظفي وزارة الخارجية لبلاد المهجر في محاولة لتخفيف وقع غضب أقباط الخارج وما قد يترتب عليه من تعبير قوي واضح عن السخط على ما يحدث لذويهم في البلاد، ولما كانت هذه المناورات غير صادقة في أغراضها وفيما جلبت معها من وعود, ولما كان الأقباط خارج مصر "مش هُبل" فقد عادت جميع هذه البعثات العبثية "بزنوبة" حنين، و تستمر محاولات استرضاء المصريين بالخارج بدعوة من الإدارة المركزية (المصرية) لشئون الهجرة لزيارة مصر في أواخر شهر يوليو والإجتماع بالسيد رئيس الجمهورية. من "المهوبصات" الأخرى التي جاء بها رئيس الولايات المتحدة الهُمام هو تعيين "مستشارين" لشئون التعامل مع المسلمين، وجاء بالسيدة داليا مجاهد ربيبة السيد جون اسبوزيتو من جامعة جورجتاون الكاثوليكية بواشنطن, والذي هو أشد إسلامًا من بعض شيوخ الأزهر وإن كان لم ينطق بالشهادتين بعد حسبما أعلم بالرغم من نغنغة أمراء السعودية لفضيلته. ولم تقتصر جهود السيد أوباما على السيدة داليا مجاهد المفترض أن تكون متخصصة في معرفة شئون المسلمين بل تعدتها إلى أعداد أخرى من المسلمين والمسلمات غير المتخصصين منهم جارة باكستانية سابقة لي ليس لها من التمييز ما يؤهلها لأن تكون في موضع "نصح" الرئيس الأمريكي في كارثة مثل التي تعاني منها بلاده في باكستان وأفغانستان، حقيقة الأمر أنني أعتقد أن أوباما "غشيم" وسارقاه السكينة وأكثر ما أخشى هو أنه سيزيد الطينه بلة وربنا يستر على أمريكا التي جئنا إليها منذ عقود متنسمين حياة أفضل ويبدو أنها بدأت في الطريق إلى الإنحدار. بالرغم من عدم ثقتي بقدرة أوباما على التوصل إلى حلول حقيقية لمشاكل الشرق الأوسط المتعددة, إلا أنني أحث الأقباط على أن "يعملوا إللي عليهم" ويبصّروه بحقيقة الأوضاع في مصر وخارجها, هذا بالرغم من ثقتي التامة بأن الأمريكان "عارفين كل خرم في البلد" كما تقول إحدى النكات القديمة، علينا أن نضع رؤيانا لما يحدث لنا وللوطن أمام الرئيس الأمريكي حتى لا نُلام عما قد يصيب بلادنا وذوينا من تدهور من جراء استمرار الأحوال على ما هي عليه. وإن كانت الظروف قد شاءت ألا يرى الرئيس مبارك بعينيه مدى غضبنا لما آلت إليه أحوال وطننا الأم وذوينا بعدما أُلغيت زيارته لواشنطن, إلا أن سخط الأقباط لم ينطفئ سعيره، لذا أرجو ألا نتراجع أو نتهاون في قرارنا بالتعبير السلمي المهذب بالتظاهر أمام البيت الأبيض أثناء زيارة الوفد الحكومي المصري الذي أصبح بديلاً لزيارة مبارك لواشنطن وقبل زيارة الرئيس الأمريكى لمصر, تلك الزيارة (إللي مالهاش لازمة) التى سيتخذها البعض كاعتراف شبه رسمي من الولايات المتحدة بأن مصر دولة دينية إسلامية، وكما أن هناك داليات تجاهد في أمريكا في سبيل الإسلام يجب أن نعمل نحن أقباط الولايات المتحدة على أن يكون لنا مكتب اتصال مستديم ومباشر بالبيت الأبيض نعرض فيه وجه الحقائق، وقد أعربت عن هذا الرجاء مسبقًا في اجتماع فرجينيا في نهاية شهر مارس من هذا العام, وأرجو أن يُستجاب لندائي هذا بصرف النظر عن اعتقادي بأن رئيس أمريكا الجديد قد يعميها أثناء محاولاته الساذجة ليكحلها. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ٤ تعليق |