بقلم: بولس رمزي
هكذا لقّب نفسه أو لقّبه المقربين منه "سيدًا للمقاومة" ولا أعرف ما هو المقصود بهذه التسمية؟ هل هو سيدًا على أتباعه؟ أم سيدًا على اللبنانيين؟ أم هو سيدًا للعرب؟؟ أم أنه سيدًا للمسلمين؟؟ أم هو سيدًا لكل البشرية؟ أتمنى على سماجة الشيخ أركان حرب أن يتفضل شاكرًا ويشرح لنا سماجته نصب نفسه سيدًا على من بالضبط سؤال بسيط يحتاج منه التفسير والتوضيح؟
لقد طل علينا سيد المقاومة بطلعته البهية التي تسعد المغيبين من أتباعه وتثلج صدورهم وتصيب كل مَن يستمع إلى مثل خُطبه المستخفة بعقول البشر بالاشمئزاز وبالرغم من أن جميع خُطب هذا "السيد" لا تستحق الدراسة أو التحليل السياسي لأنها لم تأتي من رجل سياسة بل على العكس تمامًا فأن جميع خُطبه لا يمكن أن توصف سوى أنها كلمات صادرة من زعيم عصابة يستبيح لنفسه كل شيء، وأنا قصدت الخوض في هذا الموضوع لا لشيء سوى كشف هذا الرجل أمام الذين مازالوا يتوسمون فيه البطولة والنخوة وسوف أخوض في هذا الموضوع من خلال ثلاثة خُطب خلال هذا العام وسوف اكتفي بسطر واحد من كل خُطبة لإلقاء الضوء عليها:
أولاً: في خُطبته في يناير الماضي بمناسبة عاشوراء عندما قام بتحريض القوات المسلحة المصرية بالتمرد والشعب المصري بالعصيان.
ثانيًا: في خُطبته الماضية التي اعتبر فيها يوم السادس من أيار العام الماضي عندما استباح دماء اللبنانيين وممتلكاتهم ومؤسساتهم "يومًا مجيدًا"!!
ثالثًا: خُطبته الأخيرة التي طالب فيها القضاء اللبناني بمعاقبة الجواسيس والعملاء بالإعدام.
وعلينا هنا إلقاء الضوء حول تلك الإشارات التي يوزعها حسن نصر الله هنا وهناك من خلال ما يلي:
أولاً: تحريض نصر الله للقوات المسلحة المصرية بالتمرد على قياداتها:
عندما يقوم رجلاً بمثل هذا الفعل الغبي ويحرض على انتشار الفوضى في دولة مثل مصر بنفس الطريقة التي يقوم بها في لبنان في كلمة متلفزة على شاشات جميع الفضائيات فكيف لنا نلقب هذا الشخص بـ "السيد" سيد مَن؟؟ وسيد على مَن؟؟ مثل هذا الرجل الفوضوي الضالع في الإجرام كيف لفئة تعتبر مثل هذا الشخص "سيدًا"؟؟ لا يوجد في جميع الأديان سوى سيد واحد هو العلي القدير ولا يوجد سيدًا تحته أو فوقه كيف لإنسان اعتاد الإجرام يكون سيدًا؟؟ لا أعلم.
ألم يكن هذا تدخلاً سافرًا في الشئون المصرية؟ إذا كان له قدرته التي تمكنه من اختطاف لبنان الضعيف أصلاً فكيف له أن يتجرأ بالهجوم على مصر وتحريض الجيش المصري بالتمرد وتحريض الشعب المصري بالعصيان ونشر الفوضى في البلاد؟ هناك مجموعة من العوامل شجّعت مثل هذا الشخص الموتور في التجرأ على مصر وقادتها أوجزها فيما يلي:
1- ضعف الماكينة الإعلامية المصرية في مواجهة الإعلام المتطرف الموجّه ضد مصر وقادتها إبان الحرب الإسرائيلية على غزة وحتى يومنا هذا.
2- اعتقاد نصر الله ومَن ورائه أن الحكومة المصرية في ورطة حقيقية يمكنهم من خلالها تهديد الجبهة الداخلية المصرية وإحداث ثغرة عميقة بين الشعب المصري والقيادة السياسية يمكن من خلالها لحلفاء حزب الله وإيران النفاذ من خلالها إلى كرسي الحكم.
3- إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006 ضخّمت وسائل الإعلام المصرية المرئية والمسموعة والمقروءة من الانتصار الزائف الذي حققه حسن نصر الله على الآلة العسكرية الإسرائيلية، الأمر الذي أدى معه بالتبعية إلى خداع البسطاء من المصريين الذين تصوروا من "حسن نصر لله" قدرة عربية إسلامية قتالية لا يستهان بها قامت بما لا تستطيع الجيوش النظامية القيام به الأمر الذي جعل من حسن نصر الله في عقول البسطاء بأنه شخصية تاريخية عظيمة قلما يأتي التاريخ بمثله، هذا الأمر أعطى انطباعًا لحسن نصر الله بأنه ليس مجرد قائد ميليشيا مسلحة فحسب بل هو زعيمًا تاريخيًا للمنطقة بأثرها الأمر الذي معه أعطى لنفسه الحق في تحريض القوات المسلحة المصرية على التمرد بل ازداد تبجحًا حين أرسل عملائه بالعبث على الحدود المصرية والأكثر تبجحًا حين أعلن في كلمة متلفزة اعترافه بقيامه بهذا التصرف الغير مسئول، كأن لسان حاله يقول نعم فعلت ذلك واشربوا من البحر.
ثانيًا: إعلانه يوم السابع من مايو "آيار" 2008 يومًا مجيدًا!
في ذلك اليوم الذي يدعي السيد بأنه يومًا مجيدًا أعطى أوامره إلى عصابته بالانتشار في بيروت والجبل مدججة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، قتلت المئات من اللبنانيين وروّعت الملايين من الشعب اللبناني وأحرقت المؤسسات اللبنانية وأغلقت الطرقات واحتلت مطار بيروت وعزلتها عن العالم.
لاحظ عزيزي القارئ أنها بيروت عاصمة الدولة التي يحمل جنسيتها هذا "السيد" وليست تل أبيب وبعد عام من جريمته هذه يعلن علينا هذا "السيد" بأن جريمته هذه يومًا مجيدًا!!! يا للعجب وبعد ذلك نجد مَن يطبل ويزمر لهذا السيد، والله عيب مثل هذا الرجل لا ينشأ وينمو سوى في الكيانات الضعيفة لو مثل هذا الرجل وحزبه في دولة قوية لعلقت له ولعصابته المشانق.
ثالثًا: مطالبة "السيد" للقضاء بإعدام المتهمين بالعمالة!
وهنا تجاوز "السيد" سُلطة القضاء والأحكام القانونية والعقوبات التي حددها القانون اللبناني في هذه الاتهامات وأصدر تشريعًا خاصًا به وأوصى بفرضه على القضاء والقانون اللبناني وأصدر أوامره للقضاء اللبناني بضرورة أن يستلهم أحكامه من خلال الأوامر الصادرة من "السيد" والغريب في الأمر أن رئيس الجمهورية اللبنانية أو رئيس أو ملك أي دولة لا يمكنه التدخل في القضاء بمثل هذا التدخل السافر من "السيد" لكن ماذا نقول؟ أنه السيد وللسيد الحق في كل شيء وهنا لنا مجموعة من التساؤلات نوجزها فيما يلي:
1- ماذا لو حزب "السيد" والأحزاب المتحالفة معه فازوا بالانتخابات النيابية اللبنانية ووصولهم إلى سدة الحكم في لبنان؟ هل سيتهم السيد كل معارضيه بتهمة العمالة ويحكم بإعدامهم؟ هل سيكون في الأساس للقانون اللبناني قيمة في ظل قوانين السيد الإلهية؟
2- إذا كان عملاء إسرائيل من وجهة نظر السيد يستوجب إعدامهم لأنهم يعرضون الشعب اللبناني للخطر فما رأي السيد فيمن تسبب في مقتل أكثر من ألف وخمسمائة لبناني وخلف أكثر من خمسة آلاف معوقًا من الشعب اللبناني إضافة إلى تهجير أكثر من مليون مواطن لبناني وتسبب في تدمير البنية التحتية اللبنانية، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية بفقد الاقتصاد اللبناني بضياع مورد السياحة على مدى ثلاث سنوات متتالية ويمثل قطاع السياحة أهم الموارد الاقتصادية للدولة اللبنانية لصالح أجندة دولة إقليمية، هل هذا الشخص الذي يعرض أمن بلاده لكل هذه المخاطر تنفيذًا لمخططات دولة إقليمية يعتبر عميلاً يستوجب حكم الإعدام؟
3- عندما يقوم شخص بإطلاق عصابته لقتل المئات من أبناء شعبه وحرق مؤسسات الدولة والمؤسسات الإعلامية ألم يكن مثل هذا الشخص يعرض أمن البلاد للخطر؟ الم يستوجب الحكم عليه بالإعدام كما يرى "السيد"؟!
4- ألم يدفع هذا السيد بعملائه إلى مصر بجوازات سفر مزوّره للقيام بانتهاك السيادة المصرية؟ ألم يكن هؤلاء العملاء يعرضون الأمن المصري للخطر ويستوجب إعدامهم كما يرى السيد؟ هل يقبل السيد أن يصدر حكمًا قضائيًا مصريًا يقضي بإعدام رجاله المقبوض عليهم في مصر؟ هل يقبل السيد أن يصدر حكمًا قضائيًا بإعدامه هو شخصيًا لأنه باعترافه يعتبر المتهم الرئيسي في قضية خلية حزب الله في مصر؟
أخيرًا:
الأيام القليلة القادمة حبلى بالكثير من فظائع وجرائم "السيد" في لبنان والمنطقة وأحذر من أنه سوف يقوم بعمل ما كبيرًا ومدمرًا في لبنان، وأطالب الجميع بالوقوف مع لبنان الدولة أمام ما يخطط له هذا السيد من أفعالاً غير مسئولة سوف تهدد حياة الملايين من اللبنانيين وقد اعذر مَن أنذر. |