بقلم: أماني موسى
جلس المواطن المقهور في بلاد (أجري غور) والتي تعمل على تطفيش شعبها لمغادرة أرضها حتى ترتاح من همه هو واللي خلفوا أمه، وفضل يبكي حاله واللي جرى له على أيد حكامه من فقر وبهدلة وجوع وضرب بالجزم في كل القرى والنجوع، ومسموح لك بالحرية والكلام لكن لحدود وطبعًا صوتك مش مسموع، أينعم هو مواطن مقهور وبيعيش في بلاد (أجري غور) لكن حاكمها طيب ومش ديكتاتور وكل اللي عايزه حاجة بسيطة خالص وهي أن الشعب يغور.
تتكلم عن الانجازات هتحصد الخير والبركات، تتكلم في اللي فات وتفتح أي ملفات يقفلوا بقك بالكمامات وعلى جسمك هيسيبوا آثار الجروحات وفي نفسك هيسيبوا اللي مش ممكن تمحيه حتى المعجزات.
فكر المواطن المقهور اللي عايش في بلاد (أجري غور) في أحوال اللي حواليه كمان من بقية شعبه الغلبان فلقىَ الشباب مترصص على القهاوي كالبنيان المتين أما المكتبات ودور العلم فدومًا خاويين، والطالب من دول يدرس سنين كتيرة وعسيرة ومكلفة تكلفة كبيرة بعد ما يخلي والديه طبعًا على الحديدة، ويا حسرة بعد 16 سنة دراسة بيخرج أقل ذكاء من الجاموسة وطبعًا الشغل في المشمش لأنه في الغالب بيحتاج للكوووووسة.
وسكت المواطن المقهور شوية وقال لنفسه (ما العالم كله بيعاني من أزمة اقتصادية ومفيش فلوس ولا شغل يعني الأزمة مش فردية على بلادي بس)، لكنه افتكر تصريحات السيد "بهلول المسئول" في وسائل إعلام بلاده (أجري غور) واللي أكد فيها أن بلاده لم تتأثر خالص مالص بالأزمة الاقتصادية العالمية والفلوس عندنا كتيرة زي الرزية مش لاقية اللي يصرفها، وحتى من كترها.... العيال الصغيرين بيعملوا بيها طياراتهم الورقية عشان يلعبوا على سطوح الست "أم حمدية".
ولكنه رجع وقال: عادي جدًا في بلادي أننا نسمع التصريحات دي، جت عليهم يعني؟ إذا كان حتى الرقاصة "سوسو" الفنانة العظيمة صاحبة المبادئ والهزة الذهبية والفضية والبرونزية (لمدة تلات سنين على التوالي) تطلع لنا في كل حدث وللا قضية وتقول تصريحاتها بشأن القضية الفلسطينية والعراقية والأمريكية وهي حتى لا عارفة الرئيس من وزيرة الخارجية!!
بس اللي تاعبني أوي هو تصريح المسئول عن وزارة (الترحيلات الفورية للرحلات السماوية) واللي محضر لينا مقابر جماعية كاستعداد قوي جدًا لمواجهة الأمراض والأوبئة، يا سلام هو دة الإيمان وللا بلاش وهي دي القرارات الحكيمة اللي أد المسئولية.
فعلاً إحنا شعب غالي ومقامه عالي وبيقوده مسئولين ميه ميه.... دول حقيقي جواهر بشرية.. بس يا خسارة معندهمش أهم حاجة وهي الإنسانية والرحمة والمسئولية.
وحاجات ومآسي كتير في بلاد (أجري غور) واللي متسعهاش السطور، وعشان كدة قرر هذا المواطن المقهور أنه بالفعل يغور ويسيب البلد دي اللي خلته مواطن مقهور وقرر يهاجر لبلاد بعيدة عن بلده تفصله عنها بحار ومحيطات لكنه هيعيش حر مش مقهور وأخيرًا هيشوف النور. |