بقلم: سهيل أحمد بهجت ورغم فشل تجارب السنوات العجاف الماضي يدافع البعض عن إعادة تأهيل "الائتلاف العراقي الموحد" بحجج مختلفة هذا الائتلاف القائم أصلاً -حاله حال التوافق وقائمة عرقية عنصرية أخرى- على أُسس طائفية ومذهبية وهذا الائتلاف يتحمل وزر تحول العراق إلى نظام المحاصصة والمحاصصة باعتبار أنه الكتلة الأكبر، وهو الذي أدى بالآخرين إلى تبني قوائم وتحالفات على أساس عنصري وطائفي. زعم أحد هؤلاء السياسيين أن الائتلاف العراقي (الذي انفرط عقده) لم يكن طائفيًا وأنه قام بكل ما يلزم لمساعدة الشعب -وهو ما يكذبه الواقع المرّ والمؤلم الذي يعيشه العراقيون عمومًا وأهل الجنوب خصوصًا- متغافلاً ومتجاهلاً قضايا الفساد التي تعلقت بالوزراء والنواب المنتمين لهذه الكتلة وأعضاء الكتل البرلمانية الأخرى سكتوا عن مقابل تجاوز فساد وإجرام نوابهم، وأشهر القضايا كانت قضية وزير العمل والشئون الاجتماعية مع "دار الحنان لتعذيب ذوي الاحتياجات الخاصة" حيث هب الائتلاف لحماية الوزير من أي تبعة قانونية لتلك الفضيحة وهو الأمر الذي كان ليكون مختلفا لو أن الائتلاف كان "عراقيًا وطنيًا". هذا البرلمان العراقي (مجلس النواب) المهزوز هو نتيجة طبيعية لكتل طائفية وعنصرية تعتبر العراقيين مكونات "قطعان" يسهل تقاسمها بعد قليل من "التنازع" حيث يأخذ كل راعي حصة من "الأغنام" وغاية ما يعرفه هؤلاء هو رفع النداءات والصراخ والعويل بكل "غيرة وتقوى"!! لمنع الخمور والكحول "العرق" وكل مظاهر الفساد الأخلاقي -حسب زعم برلمان قوم لوط- التي تفشت في الشعب العراقي. كيف يمكن لعقلية متخلفة كهذه أن تبني عراقًا حرًا؟ ربما يبنون عراقًا حرًا بالاسم فقط ولكن على أرض الواقع يريد هؤلاء "المتاجرون بآيات الله" أن يستمروا في الحكم محاطين بهالات العصمة والقداسة بينما المواطن يحيق به العذاب وهو من يتحمل وزر كل الخطايا والآثام المزعومة لابد هنا من أن يلتفت المواطن كفرد والمجتمع كجماعات ومنظمات مجتمع مدني إلى أن السياسة والحكم وبناء الدولة لا يتم عبر مظاهر التقوى النفاقية وقيام الليل والتراويح أو مجالس العزاء أو بحجة "أن جدي كان مناضلاً"!! وإنما عبر احترام الحرية الفردية وحرية الرأي و حقوق الإنسان بغضّ النظر عن انتماءه ورأيه، وهذا ما لا يتوفر في "الإئتلاف الشيعي المنحل" والذي أساء كما أساءت التوافق وكتلة عنصرية أخرى إلى الديمقراطية العراقية وبيضت وجه البعث الملعون حيث أظهروا للعراقيين وللإعلام الإقليمي والدولي وكأن العراق الجديد ليس أفضل حالاً من "عراق صدام و البعث". النقطة المهمة التي استوقفتني في لقاء "السياسي الفاشل" والذي أعلن سعيه لإعادة تشكيل (الائتلاف القديم) هو نفيه إثارة مخاوف الطائفة الشيعية في العراق واستغلال هذه المخاوف للفوز بالانتخابات، وهو ما يعني بالضرورة إدراكه أن لا خوف على العراقيين "الشيعة" إذا انخرطوا في ديمقراطية حديثة وبالتالي لم يعد هناك أي دافع أو سبب لبقاء "الائتلاف الشيعي" وإنما إعادة صياغة هذا الائتلاف بشروط جديدة وتكوين كتلة أكبر من الحجم الطائفي الذي لا يمتلك أسباب النجاح مهما كان حجمه وأشعر أن "ائتلاف دولـــــة القانون" مدرك لهذه الحقيقة و مدرك أن الناخب العراقي في 2010 لن يكون كالناخب في السنوات الماضية حينما كان العراق غائبًا عن الجميع. Website: www.sohel-writer.i8.com |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |