أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد امس، ان بلاده اختبرت صاروخاً متطوراً يمكنه ضرب أهداف في إسرائيل وقواعد أميركية في الخليج، متوعداً «المعتدين» بـ «جحيم مستعر».
تزامن إعلان إطلاق الصاروخ مع موافقة «مجلس صيانة الدستور» الإيراني على ترشيح أحمدي نجاد والمحافظ محسن رضائي والإصلاحيين مهدي كروبي ومير حسين موسوي، للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 حزيران (يونيو) المقبل. (راجع صفحة 9)
وأطلق الصاروخ من مدينة سمنان شمال البلاد، وتسبب في إلغاء وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني زيارته لطهران أمس، لرفضه طلبها الاجتماع بنجاد في سمنان حيث مركز البرنامج الصاروخي الإيراني.
وقال احمدي نجاد: «ابلغني وزير الدفاع (مصطفى محمد نجار) ان صاروخ سجيل 2 ذا التكنولوجيا المتطورة جداً والذي يتألف من قسمين، أُطلق من سمنان وسقط على هدفه المحدد». اما نجار فأكد «القدرة التدميرية الهائلة» للصاروخ، مشيراً الى بدء إنتاجه، كما أوضح انه يستهدف «ردع المعتدين».
وأوردت قناة «العالم» الإيرانية على موقعها الإلكتروني، ان مدى «سجيل 2» يبلغ ألفي كيلومتر، موضحة انه يتميز عن صاروخ «شهاب 3» في انه يعمل بمحركين وعلى مرحلتين، إضافة الى انه يعمل بالوقود الصلب. واعتبر محللون الإطلاق مهماً، لأن الوقود الصلب يمنح الصواريخ دقة اكبر من الوقود السائل الذي يعمل به «شهاب 3»، كما ان مداه مماثل لمدى «شهاب 3»، ويُمكّن إيران من ضرب إسرائيل وقواعد أميركية في الخليج. ورأى محللون في إطلاق الصاروخ «استهلاكاً محلياً» قبل الانتخابات الرئاسية، فيما اعتبره آخرون رداً على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لواشنطن هذا الأسبوع، وتهديداته لطهران.
في واشنطن، قال مسؤول دفاعي أميركي ان إيران أطلقت بنجاح صاروخاً يراوح مداه بين ألفي وثلاثة آلاف كيلومتر، مرجحاً أن يكون تصميمه مماثلاً لطراز صاروخ «عاشوراء». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية براين وايتمان ان «إيران على مفترق طرق»، معتبراً ان على مسؤوليها اتخاذ قرار «إما باتباع هذا المسار ومواصلة زعزعة استقرار المنطقة، وإما السعي الى علاقات اكثر طبيعية مع دول المنطقة والولايات المتحدة».
في غضون ذلك، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أن امتلاك إيران سلاحاً نووياً، سيشعل سباق تسلح في الشرق الأوسط. وقالت في شهادة أمام لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ، إن إدارة الرئيس باراك أوباما تعارض حصول إيران على قدرات تسلح نووي، وتعتمد الآن الوسائل الديبلوماسية لوقف مساعيها.
وأكد الرئيس الإيراني ان بلاده ستواصل برنامجها النووي، ولو فُرضت عليها عقوبات دولية جديدة. وقال: «حفنة من القتلة في الكيان الصهيوني، يطلقون تصريحات أكبر من حجمهم ويتوعدون إيران عسكرياً بتهديدات كاذبة. الشعب الإيراني يملك القدرة على أن يحوّل أي موقع تنطلق منه قذيفة في اتجاه الأراضي الإيرانية، الى جحيم مستعر قبل ان تصل تلك القذيفة الى هدفها».
في القدس المحتلة، رأى داني ايالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي ان الصاروخ الجديد الذي أطلقته إيران لا يعتبر تحولاً «على المستوى الاستراتيجي، لأن الإيرانيين سبق ان اختبروا صاروخاً مداه 1500 كيلومتر، ولكن يُفترض ان يثير هذا الأمر قلق الأوروبيين. إذا كان لدى أحد أي شك، فقد أصبح واضحاً ان إيران تلعب بالنار». وأضاف: «يحاول الإيرانيون ايضاً تطوير صاروخ باليستي مداه 10 آلاف كيلومتر، يمكن ان يصل الى الساحل الشرقي للولايات المتحدة».
وأشارت دراسة خُصصت للبرنامج النووي الإيراني وأعدها 12 خبيراً اميركياً وروسياً في معهد «ايست ويست انستتيوت» (يتخذ من نيويورك مقراً)، الى ان بإمكان إيران إنتاج سلاح نووي خلال سنة الى ثلاث سنوات، وتطوير رأس نووي يمكن تركيبه على صاروخ باليستي يبلغ مداه ألفي كيلومتر، في غضون 6 - 8 سنوات. واعتبرت الدراسة ان الدرع الصاروخية التي تعتزم واشنطن نشرها في شرق أوروبا، «لن توفر حماية موثوقة» من أي هجوم إيراني. |