حرب الفيروسات

لن أتناول بجدية موضوع الكشف علي الرئيس الأمريكي ومن يصحبهم معه إلي مصر للتأكد من خلوهم من فيروس أنفلونزا الخنازير واعتبرتها نكتة أو فذلكة.
هل يقف "أوباما" في الطابور ومن ورائه المئات من المساعدين والموظفين ورجال الأمن والصحفيين أمام كاميرات مطار القاهرة "الحرارية" التي استوردت علي عجل ورأيناها علي شاشة التليفزيون فلا يدخل مصر إلا من تثبت درجة حرارته أنه سليم تماما.

يقول الذين وصلوا المطار ان إجراءات الحماية من الخنازير تبدو غريبة حتي للقادمين من مناطق تحيط بها الشبهات وليست نظيفة تماما ووفقاً لتصريحات المسئولين المصريين المتعاقبة عندنا حتي ان نحافظ علي أنفسنا. ولو أننا نبالغ في التظاهر بعض الشيء.. وطلب الكشف علي الرئيس الأمريكي من هذا النوع الاستعراضي وإلا هل طبقنا ذلك علي الرؤساء والمسئولين والسياسيين الذين زارونا من وقت قريب وعلي وجه الخصوص هل خضع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ومن معه لكشف انفلونزا الخنازير عند قدومه إلي شرم الشيخ قبل أيام؟!

في المقابل طلب البيت الأبيض من الصحفيين المرافقين لأوباما في زيارته التاريخية المقبلة للقاهرة في الرابع من يونيو القادم لتوجيه خطابه إلي العالم الإسلامي من مصر. ان يتلقوا تطعيما ضد عدد من الأمراض التي يخشي انتقالها إليهم خلال رحلتهم وحددوا أمراض الكبد الوبائي والتيفود والحمي الصفراء.
تقول التفاصيل ان تطعيمات الكبد الوبائي والتيفود يوصي بها للمسافرين إلي أي مكان. ولكن يتم التأكيد عليها عند زيارة دول معروف عن الطعام والمياه فيها انها غير آمنة!
أما الحمي الصفراء فحماية لمصر ممن يزورونها مع الرئيس وكانوا من قبل في "منطقة عدوي" بتلك الحمي مثل "ترينداد" وهي ضمن خمسة وأربعين بلدا علي قائمة منظمة الصحة العالمية التي تحذر من يزورونها.. ويبدو ان بعض صحفيي البيت الأبيض كانوا في زيارة قريبة لتلك الجزيرة الواقعة في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية.

أثارت تلك الأخبار شهية الصحفيين للسؤال عن الطريقة التي يتعامل بها الرؤساء عند زيارتهم لبلد آخر: هل يقدمون جوازات سفرهم وعليها تأشيرات معتمدة وهل يكتبون قرارات جمركية وهل يظهرون شهادات صحية؟
أغلب الظن ان كل الإجراءات تتبع بدليل رفض سفر رئيس وزراء دولة افريقية من مطار القاهرة مؤخرا لأنه لا يحمل تأشيرة دخول إلي سويسرا وهو في طريقه إلي ألمانيا وكان يظن أن مرور ترانزيت بمطار زيوريخ لا يحتاج إلي تأشيرة!
والمؤكد ان كل الإجراءات تتم بلباقة ودبلوماسية ودون أن يحس بها الضيف الكبير.. لذلك بدا غريبا اثارة الكشف عن الرئيس "أوباما" لضمان خلوه من فيروس أنفلونزا الخنازير عند دخوله مصر بسلام آمنين!!

نقلا عن صحيفة "الجمهورية" المصرية