CET 00:00:00 - 19/05/2009

مساحة رأي

بقلم: نشأت المصري
في الحقيقة عندما شرعت في كتابة هذه المقالة انتابتني حيرة كبيرة كيف أبدأ؟ ومن أي منطلق أبدأ؟ لأن القهر وصل بي إلى أشده والحيرة وازدواجية المعايير أفقدتني الوعي والتفكير حتى النطق بيني وبين أصدقائي.
عندما ينهزم الأقباط في موقعة أو أكثر من غزوات الإسلام السياسي المتشدد ودهاء وخبث الإخوان المسلمين في إدارة الدفة كاملة تجاه قهر الأقباط في مصر، وكأن الأقباط في مصر رهائن يساومون عليهم العالم المتحضر -أي ورقة رابحة في يد الإسلام السياسي-.
يسمع صدى المقولات والشعارات الجوفاء والتي تحكي الإخوة!! والوطن!! والمواطنة!! وكلنا تحت قهر الظروف القاسية ومصر مستهدفة! وكلنا أقباط مسلمين ومسيحيين!
الجميع يتناوب هذه الشعارات والتصفيق المتكرر لحكمة النظام والحكومة المصرية وحكمة وحنكة مجلسي الشعب والشورى, وحكيم زمانه "جمال أسعد" و"بباوي" ينشدون ويهللون للوحدة الوطنية الغير موجودة وأيضًا لمصرية وقبطية المسلمين الغير واقعية..

أيها العازفون على أوتار أناشيد المواطنة أرجوكم أخذ أصوات المسلمين في مصر، فمن يختار بين مصريته وعروبته بحيث أن يكون تفضيله لواحدة فقط من الاثنين إما مصريته أو عروبته.
ففي لقاء قداسة البابا والذي مازال متمسك بوطنية نادرة تجاه المسلمين في مصر بالرغم عن خروج كافة المسلمين المتشددين عن هذه الوطنية تجاه إخوتهم الأقباط المسيحيين تجده يبغي زيارة القدس ولكن مع أخوته المسلمين يدًا بيد, وأيضًا يعمل جاهدًا لكي لا يجرح شعور مضطهديه ومضطهدي شعب كنيسة المسيح الذي هو رئيس عليها باعتراف ولو ضمني أو تصريح بأن الكنيسة تعاني الاضطهاد والتمييز الديني.
تجد حتى البابا يجامل مسلمي مصر ويرضى أن يطلق عليهم أقباط ولكنه أوضح أن المسلمين يرفضون هذه التسمية حتى أن الأستاذ "محمود سعد" أصر أن تطلق كلمة قبطي على المسلم والمسيحي لأن معناها مصر.
الجميع صحفيون وكتاب وحكوميون ونقاد وفنانين ورجال دين مسيحيين ومسلمين ونشطاء في حقوق الإنسان ينشدون أغاني المواطنة, وهذا فقط عندما يعلو صوت الأقباط في مصر والمهجر بأنين الاضطهاد والقهر والظلم.

أيها السادة مَن يقول أن عملية إعدام الكم الهائل من الاقتصاد القبطي والذي بالتبعية هو اقتصاد مصري في صورة القضاء على الخنازير والتضحية بهذه الصناعة أنها عملية غير طائفية وتبغي مصلحة مصر إما مسلم متشدد أو منافق!
ومَن يقول أن لا وجود لخطف وترويع وتهديد الفتيات والفتيان الأقباط وبالأخص في الإسكندرية فهو أيضًا كذلك.
ومَن يقول أن الأقباط متساوون مع المسلمين في الحقوق المدنية فهو منافق وكاذب.
ومَن يقول بعدم وجود تشدد في بناء وترميم دور العبادة المسيحية, وأن هناك سطو إسلامي على بيوت الصلاة وبيوت الخدمات المسيحية فهو منافق.
ومَن يتغنى بالوحدة الوطنية والنسيج الواحد والمواطنة فهو كاذب وليس الحق فيه.
ومَن يتهم أقباط مصر بالإساءة إلى الإسلام فهو أيضًا كاذب.
ومَن يقول أن رد فعل أقباط المهجر ضد الاضطهاد الإسلامي بكافة صور ردود الأفعال عملية تخريب في مصر هو منافق وخائف أو صاحب مصلحة.

أيها العازفون أوتار الوطنية والمواطنة والنسيج الواحد سواء أنتم قيادات حكومية أو صحفية أو أحزاب أو رجالات دين منافقون مسلمين ومسيحيين, دعونا نقوم باختبار بسيط ومقبول.
أن يصدر رئيس الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه قرار جمهوري فوري أمام كافة الشعب والشعوب في كل العالم يعلن فيه: أن مصر للمصريين المسلمين والمسيحيين, ولا يوجد في بطاقات الهوية الشخصية أي بيان لخانة الدين, وأن يضع عقوبات صارمة لمن يفصل أو يحاول أن يفصل بين عنصريّ الأمة المسيحيين والمسلمين وسوف نجابه بكل قوة أي دولة عربية تموّل الإسلام السياسي والإخوان المسلمين على حساب باقي المصريين, وأيضاً كل دولة أجنبية تريد زعزعة السلام الاجتماعي في مصر، وأن الدين لله والوطن للجميع, ويختم هذا بتغيير الاسم من جمهورية مصر العربية إلى جمهورية مصر القبطية.
حينئذ سوف يجتمع أقباط مصر المسلمين والمسيحيين وأقباط المهجر مسلمين ومسيحيين لتحية علم مصر... تحيا جمهورية مصر القبطية.
ويعُزف نشيد السلام والمواطنة الحقيقية، وغير هذا من الكلام فهو نفاق وخداع لجميع مواطني مصر مسلمين ومسيحيين حتى يتحقق الحلم لنا لقاء!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٢ تعليق