CET 00:00:00 - 17/05/2009

مساحة رأي

بقلم: ماريان جرجس
فجّرت القنبلة الموقوتة أمام كنيسة السيدة العذراء بالزيتون مؤخراً تساؤلاتنا، كما فجّرت غموضاً وبلبلة ولدت على مهد من الحزن والألم لما للمشهد من أثر على أي نفس بشرية أدمية...

وفي وسط تفاصيل الحادث المؤلم الذي أنقذتنا منه العناية الإلهية.. جاءتنا رواية قد تبدو غريبة بعض الشيء من مراسل وشاهد عيان.. فيحكي أنه كان هناك في وسط الحشد قبيل وقوع الحادث شاباً كان متواجداً في ذلك الوقت داخل أروقة الكنيسة العظيمة... وعندما سمع بأن هناك قنبلة في الخارج وربما واحدة مثلها في الداخل أو حتى على باب الكنيسة... أخذ ينظر إلى عيون مَن حوله وأخذ يحملق في واحدة تلو الأخرى وبالطبع لحظ الخوف الذي ملأ عيونهم حتى أنها لم تكفيه ولم تتسع له!

كما لاحظ صوت الصلاة الذي توقف بعد أن كان يعلو ليصل إلى السماء مكتنفاً عواميد الكنيسة وأروقتها وأيقوناتها في وحدة ولحن في هرمونية جميلة...

وكأنه أحس إنه قد سُرقت منه لحظاته الجميلة التي كان يتمتع بها وهو يصلي في حضن كنيسته فجن جنونه وأخذته خطواته السريعة نحو الباب يسأل عن مكان تلك القنبلة؟!!

بالطبع أثار الهلع أكثر مما كان ولكنه لم يتردد في فعلته!! ظل يبحث عنها وساعده الهدوء الخائف الذي سيطر على الموقف فبدأ يسمع دقاتها التي تعد لحظات الحياة الأخيرة لتلك المكان واختلطت دقاتها مع دقات قلبه.. وأمسك بها، ترى ما كان إحساس الشعب وعويل نساء يعلو وصراخ أطفال!!

واختبأ كل منهم متخذاً ستراً لعله ينجو بحياته فاختفت الرؤوس اليانعة من على الكنيسة بعد أن حنا كل منهم جبهته.. أما عن الشاب الشجاع فرفع صوته قائلاً:

ماذا بكم يا شعبي القبطي؟؟ أتخشو تلك؟ أهي قادرة أن تحني رؤوسكم؟ هل سيطر الخوف على قلوبكم وتربع على أعراشها؟ أنسيتم من أنتم؟ أنسيتم؟ أنتم أحفاد ملوك وأمراء صنعتهم عصور الاضطهاد.. أنتم أحفاد تاريخ حافل عظيم زُين بقوة إيمان أجدادكم وصلابتهم وثباتهم على إيمان كنيستكم؟

أنتم أعضاء في كنيسة أسطورية لا تؤثر فيها تلك المسامير المنغوصة في قلب تلك القنبلة الضعيفة!!

وإذ هو يتكلم أخذت المسامير التي في قلب القنبلة تسقط على الأرض هزيلة وكأنها هُزمت!!
من كلامه وقعت وتوقف دق القنبلة ووقف التعداد وأخذ الناس يتعجبون من رهبة الموقف وارتفعت مرة أخرى الرؤوس وذهب الخوف بلا رجعة وحلّت النصرة في عيونهم مكانه.. وأخذوا يصرخون كيرياليسون كيريالسون... وخرجوا بسلام ولكن لم يجدوا ذلك الشاب أبداً ولا اليوم الذي يليه ولا أي يوم بعد ذلك!!

فطوباك أيها البطل العظيم-أثناسيوس العصر- إيمانك بيسوع المسيح خلص الكثيرين.. ليتنا نتعلم من إيمانك القوي الذي ظهر في لحظات حرجة.

أنت علمتنا إن الإيمان يمسح الدموع والعبرات ويعطي عبرة لكل رعديد جبان يتخيل أن بقنبلة قد يزرع الخوف أو الأذى في قلوبنا –فنحن لا نخشى ممن يقتلون الجسد- فنحن نرسل برسالة إلى كل مَن يتخذ الهجوم الوحشي والدموي درباً له.. ونقول: إننا نحن لا نحمل ضغينة بل حب لك- لا كره بل سماح- لا حقد ولا لعنة بل بركة- فأنت تروي إيماننا وتعطينا فرصة اقتباس الأكاليل، فطوباك ولكن كل ما نحمله لك هو شفقة على روحك التي هلكت، فهلاك الروح أصعب بكثير من هلاك الجسد لأنه ليس حياة بعد ذلك. فنفسك قد ذهبت إلى مكان لا رجعة فيه لأنها كالنحاس الذي صدأ بأمراض الكُره الغير المسبب والتعصب الغاشم والأذى الذي لا يُنسب للآدمية ولا الإنسانية.. ولكن نعدك أن نذكرك أمام عرش الرب له المجد الدائم أمين.

ملحوظة هامة: ربما لا تكون تفاصيل تلك الواقعة حقيقية ولم تحدث بالفعل ولكن أيقن أن هناك مثل ذلك الشاب الكثيرين ممن جعلوا بإيمانهم عقد ماسي تزين به تاريخ الأقباط في مصر الجميلة.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ١٢ تعليق

الكاتب

ماريان جرجس

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

حوار جرئ !

عِبرة أم عَبرة؟

رجاء خاص جداً...!

دقيقة في مهب الريح..!

عفوا أيها القانون..!

جديد الموقع