كتب: أبوالعز توفيق
وسط إجراءات أمنية مشدَّدة، احتفل دير الشهيد العظيم الأمير "تأوضروس المشرقي" بقرية "الصوامعة" شرق "سوهاج"- أمس الأول الأربعاء- بعيد قديس دير، بحضور عدد كيبر من أحباب الشهيد. حيث اصطف الشمامسة، وقاموا بعمل دورة أيقونة الشهيد بالكنيسة الأثرية، وخُتم الاحتفال بالقداس الإلهي الذي رأسه الراهب القمص "أرسانيوس الأخميمي".
وصف الدير
هذا ويقع الدير أعلى الطريق الجبلي إلى المحاجر شرق الصوامعة بـ"سوهاج"، ويبعد عنها 1 كم جنوبًا. وقد بُني في القرن السابع عشر تقريبًا، وتشبه الكنيسة الأثرية به أديرة "أخميم" التي بُنيت على النظام الباخومي- أي نظام الشركة- من حيث طرازه في شكل الهياكل الثلاثة، والقبة ذات الحنيات الركنية أمام الهيكل الرئيسي، وباقي القباب المنخفضة، والممر الشرقي خلف الهياكل الذي يفتح على الحجرة الجانبية القبلية. وقد قام بتجديد الكنيسة البابا "كيرلس الرابع"- أبو الإصلاح- الذي كان من بلدة "الصوامعة" شرق، وتوجد خارج الكنيسة من الجهة البحرية بقايا هياكل قديمة غير مستعملة.
سيرة وحياة القديس الأمير "تأوضروس"
جدير بالذكر، أن كلمة "تأوضروس" تعني "قربان الله". وقد كانت والدته من مدينة "أناضول"- بـ"تركيا" حاليًا- وهني تعني "المشرق"، ولذلك سُمي "تأوضروس" المشرقي".
وُلد الأمير "تأوضروس" عام 272م من أبوين مسيحيين تقيين. كان والده "سدرايخوس" وزيرًا أيام الملك "أبطلماوس"- والد الشهيد "إقلديوس" وعم الأمير "تأوضروس المشرقي" وأخو "سدرياخوس" الوزير- وقد عاصر الملك "دقلديانوس" منذ أن كان راعيًا للغنم بقرية "الصلعا"- مركز "المنشأة" محافظة "سوهاج"- وأخذ لقب "الأستهفهلار" أي وزير دولة حاليًا.
وعندما كفر الملك "دقلديانوس" وأمر بهدم الكنائس وإقامة المعابد للآلهة "أبولو وأرطاميس"، وسمع الأمير بذلك، ذهب إليه الأمير "تأوضروس"؛ فهرب "دقلديانوس" عند سماعه بقدومه لشجاعته.
وفي النهاية، بعد أن أصبح "دقلديانوس" ملكًا، أمر بصلبه على شجرة "لبخ"- موجودة بـ"فلسطين"- حيث سمّر جسده بـ(153) مسمارًا، واستشهد في 12 طوبة سنة 306 ميلادية. |