على المحارة

بقلم: ماجد سمير
المسألة مش محتاجة أكتر من إن الناس تفهم، بعدها كل حاجة ها تتحل لوحدها، لخص علي سعداوي ولقبه "أول وش" حصل عليه بعد لأنه من المقاولين المميزين جداً في عملهم لدرجة أن شغله بيظهر جداً قبل انتهائه التام منه، واعتدل "علي" في جلسته على المقهى الشهير الذي يتجمع فيه يومياً كل عمال المعمار للالتقاء بالمقاولين لتوزيع العمل عليهم وقال: طول ما الشعب على المحارة بيبقى مفيش فايدة والعمارة عمرها ما هتعلى دور واحد حتى وهنفضل البلد والشعب كله بما فيه سكان المناطق الراقية لا مؤاخذة شعب عايش في البدروم.

وأضاف "أول وش" بعد أن طلب كوب من الشاي الصعيدي من صبي المقهى أن مصر هاتفضل تعاني لأن طريحة الشغل الوحيدة اللي شاغلة الشعب معركة الأهلي والزمالك والإسماعيلي، ومين هاياخد الدوري ومين هايأخد الكاس، والحل يبدأ بسنفرة عقول الناس عن طريق سنفرة حدادي وتسوية المحارة كويس جداً وضبطها وبعد كدة نعبي "المشحاف" بمعجون.
سألته يعني إيه "مشحاف" قال إنو آلة صغيرة يتم وضع المعجون السابق للدهان عليها، وقال لي لازم تكون "مشحاف" يعني فيها غموس ماعدش فيه حد بياكل حاف يقدر يغير الوضع لازم يكون شبعان ومن بيت شبعان، وكمل كلامه وقال إذا اللي هايتحط فيه المعجون اسمه "مشحاف" يبقى اللي هايشتغل لازم يكون شبعان.

رد واحد قاعد على الترابيزة اللي جنبه كل اللي بتقولوه دة كويس جداً، لكن أزاي يتعمل وإذا إتعمل أزاي هايصمد ويستحمل ويعيش من غير أساس؟؟ العمارة هاتقع من أصغر وأول زلزال أو هزة وسط نواعم  حتى لو كانت هزة وسط البلد، لازم نرمي الأساس صح ولو مرة واحدة ولا إحنا خايفين أحسن العالم يشاوروا علينا ويقولوا الناس اللي ماشين صح أهم؟!
 فجأة وقفت سيارة نصف نقل أمام المقهى ونزل السواق نادىَ على عدد من الجالسين على المقهى وقال الشغل النهارة دة في منطقة نائية من القاهرة فرد واحد من اللي أتجمعوا عند السيارة بس هناك مابيبقاش في أكل أو شرب وحتة مقطوعة، فرد الشخص الجالس بجوار السائق بسخرية من مكانه داخل السيارة -وواضح إنه المعلم صاحب الشغل- متخافش هانجيب لك أكل من الشيراتون، فرد الثاني بعصبية: أنت بتتريق عليا ليه ما الأسبوع اللي فات قعدنا على لحم بطننا لحد ما رجعنا هنا.

وبدأت مشادة بين الطريفين انتهت بطرد العامل من الشغل وانطلقت السيارة بدونه إلى موقع العمل، فعاد الرجل وجلس معنا وقال للمعمل الجالس بجواري أدينا راجعين البيت قفانا يقمر عيش، ومفيش فايدة المصري لو "مش يخاف" مش ها يلقى العيش الحاف وأنت كمان لازم تخاف لأنك ممكن مع الوقت ماتقدرش تعبئ "المشحاف".
ونظر للرجل الجالس أمامي وقال له طريحة الأهلي والدوري والكاس مش هي السبب في اللي إحنا فيه، لكن الحقيقة إنو مفيش فايدة وهنفضل وطن على المحارة.