CET 00:00:00 - 28/12/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

* لماذا لا يساعد رجال الأعمال والسياسيون في دعم الطبقة الفقيرة والعشوائيات؟!
* هناك أشخاص يعيشون بيننا لا يعرفون اسم رئيس الوزراء، ولا يفكِّرون إلا في قوت يومهم حتى تستمر رحلة الحياة!

كتب: محمد بربر
بعيدًا عن الانتخابات وفصولها المختلفة, وبعدما أُسدل الستار عن نتائج الدوائر الانتخابية, وفاز الأعضاء بمقاعد البرلمان في دورته الجديدة, وأنفق المرشحون ملايين الجنيهات على حملاتهم الإعلانية والدعائية- كان هناك من يرصد أحوال هؤلاء البسطاء الذين ينظرون إلى الملايين التي ينفقها مرشحو المجلس، والذين تساءلوا: ماذا لو أن أحد هؤلاء قد أحس بنا، واقترب من عالمنا, ليس لشراء أصواتنا وإنما دعما لنا؟ إنهم أُناس لا يهتمون بأمور الأحزاب أو المعارضة, ولا يعنيهم في انتخابات مجلس الشعب سوى أنهم ينتظرون هذا "الموسم" ليحصلوا على ما يسد الرمق, ويستر الجسد..
 
"أم أيمن", واحدة من هؤلاء المساكين, تخرج من منزلها ذي السقف الخشبي؛ لتذهب إلى محل صغير, تستغله في دهان الأحذية.. امرأة في سن الستين ترفض الراحة، وتقول جملتها المفضَّلة "لو ارتحت هموت برضه من الجوع"!
 
قالت السيدة العجوز: "الناس غلابة... كلنا عايشين بنغطي على بعض هم الدنيا, وكلنا محتاج للتاني, الناس الأغنيا اللي نزلوا ووزعوا لحمة وفلوس وهدايا في أيام الانتخابات بتاعتهم, محدش شافهم من يومها. والناس اللي صرفت الملايين على اليفط والإعلانات عشان تنجح, مفتكروش الناس الغلابة. أنا واحدة مش عايزة فلوسهم, بس احنا كنا زمان بنخاف على بعض مش زي النهاردة, كله بيدوس على اللي أقل منه".
 
وفي ضحكة ساخرة، قالت "أم أيمن": هوا المجلس ده بيجيب لهم دهب ولا إيه؟ هتصدقني لو قلتلك إن احنا بنستنى موسم الانتخابات عشان ناكل لحمة؟ ده لو نابنا من الحب جانب.. وربنا بيرزقنا! وساعات بناخد يفط الإعلانات ونخيطها, ونعمل منها ملابس للبيت، وساعات للخروج، وملابس داخلية! زمان كان أحسن من النهاردة، والعيشة بقت نار مولعة!!!"
 
وردًا على سؤالنا حول السياسة في "مصر"، أوضحت "أم أيمن" أنها لا يهتمون بالسياسة، حيث أن الجميع لديها يتساوى. مشيرةً إلى إنهم في زمن لا يستطيع فيه أن يعيش من لا يحصل على قوت يومه. وقالت: "معرفش غير الريس مبارك, ربنا يدِّيه الصحة ويقويه على البلد ".
 
"أم أيمن" لا تعرف اسم رئيس الوزراء, ولا شيئ عن أحزاب المعارضة, ولم تشارك مرة واحدة في الانتخابات البرلمانية.. ربما لأن حياتها أكثر تعقيدًا, لكنها- وعن قصد- تطرح أسئلة ينبغى علينا أن نضعها تحت المجهر, ربما يحمل المستقبل لهذه السيدة البسيطة أملا يساعدها على الحياة
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق