CET 00:00:00 - 25/12/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتبت: تريزة سمير
احتفلت جريدة "وطني" الأربعاء الماضي بتخريج الدفعة رقم 16،17،18 من التجربة البرلمانية الفريدة التي بدأت عام 2000، واستمرت عشرة أعوام من النجاح، فأصبحت "وطني" تقدِّم نماذج من الشباب القادر علي التعايش مع الواقع، والمشاركة السياسية، والقيادة الاجتماعية. ووجد الشباب أنفسهم من خلال البرلمان الخاص بجريدة وطني. ولعل من أهم ما يميِّز هذا البرلمان، أنه يفتح أبوابه لجميع عناصر المجتمع وطبقاته وانتمائاته الدينية والفكرية والسياسية. فهو بالفعل نموذج يُحتذى به في المجتمع. هذا البرلمان هو من أهم الأنشطة التي تقدِّمها جريدة "وطني" للشباب، بجانب تجربة "مركز التكوين الصحفي وتنمية الموارد البشرية". فهاتان التجربتان تقودان الشباب إلى العمل الاجتماعي والسياسي.

لقد عشت عامًا كاملاً مع مجموعة من الزملاء، لم تجمعنا الحياة من قبل إلا من خلال البرلمان. تناقشنا في الكثير من القضايا السياسية والاجتماعية والقضايا التي هزت الرأي العام. تعلَّمنا من بعضنا الكثير والكثير، وأهم ما يميِّز تجربتي، إنني لأول مرة أتعامل مع المسلم والبهائي، أو من لا يعترف بوجود الله. تبادلنا الآراء والخبرات في شتى أمور الحياة.. كنت في البداية أخشى من التعامل مع الآخر، سواء المختلف عني في الدين أو الجنس أو الرأي، ولكن بعد هذه التجربة الفريدة، أصبحت أقبل الآخر بكل اختلافه، ولا يقتصر الأمر على قبوله، بل الأجدى احترامه.

في بداية الحفل، قدَّم الأب "وليم سيدهم اليسوعي"- جزويت القاهرة- الشكر لصاحب هذه التجربة الفريدة، وهو المهندس "يوسف سيدهم"- رئيس تحرير جريدة وطني- مشيرًا إلى أنه ورغم أن عمرها عشرة أعوام- وهي أعوام قليلة من عمر الوطن- إلا أنها تُعد في عمر التجربة والديموقراطية بقرون كثيرة. موضحًا أنها تجربة رائدة قامت بها الصحيفة، وأنتجت شبابًا في العمل الصحفي والميداني، قادرين علي المواجهه وتحدي أي صعوبات. كما أنتجت تيارًا وطنيًا جميلًا لا يوجد به نشاذ. واعتبر "يوسف سيدهم" رمزًا عظيمًا في الليبرالية باسم الصحافة المصرية.

ومن جانبه، أوضح "يوسف سيدهم"- رئيس تحرير جريدة وطني- أن بداية هذه التجربة كانت عبارة عن تمثيلية صغيرة عام 2000، كانوا يأملون أن تفرز أولادًا وبناتًا قادرين بعد التخرج علي عطاء المجتمع من خبراتهم. مشيرًا إلى دور الواقع الطارد الذي ساعد علي نجاح التجربة، حيث كان الشباب يوجّه له دائمًا الإتهام بأنه لا يريد إلا المرح بلا أي فائدة. موضحًا أنه إيمانًا منهم بالظلم الواقع على الشباب؛ كان لابد من بث الثقة فيهم بأنفسهم، وإنهم قادرون ويمتلكون خبرات ومهارات مختلفة ومهمة، ومن ثم استعادوا الثقة في أنفسهم، وبدأوا في المشاركة.

وأكّد "سيدهم" على صعوبة إقناع الشباب بالمشاركة في الأحزاب السياسية، ولكنهم عن طريق البرلمان يعرفون فائدة هذه المشاركة السياسية وتأثيرها علي المجتمع؛ فلا يخجل أن يعبِّر عن رأيه- حتي ولو كان ضد التيار- ولا يكره من يخالفه في الرأي. وأضاف: هذه القيم كلها لابد أن تترسَّخ في نفوس الشباب؛ حتى تتشكَّل لديه مساحة عريضة من المصدقية وقبول الآخر. وقال: أودعكم من تمثيلية برلمان وطني، وفخور أن أقدِّمكم إلى حقيقة "مصر" وبرلمان "مصر"، وأرجو أن لا تكتفوا بتعليق هذه الشهادة علي الحائط، بل تكون تتويجًا لمرحلة تم الاعتزاز بها.

وتمنَّى "سيدهم" التواصل مع خريجي البرلمان من خلال جمعية تضم خريجي برلمان وطني. موضحًا أن بلدنا تحتاج "البنت كالولد"، وأن البرلمان كان نموذجًا لتفوق البنت علي الولد. مشيرًا إلى أن أعداد البنات الذين انضموا إلى البرلمان، يفوق أعداد الأولاد بكثير. وأن للمرأة حق مثل حق الرجل؛ لأنهم يمثِّلون نصف المجتمع. مؤكدًا أن نصيبهم الطبيعي 50 %، ومن خلال المجهود يمكن أن يحصلوا علي أعلى من هذه النسبة، وإنهم في البرلمان قد تخلصوا من عقدة الولد والبنت، والمسلم والمسيحي، وقال موجهًا كلامه للخرّيِجين: "أنتم الآن جاهزين أن تدخلوا المجتمع بدون عقد".

هذا وقد تعدَّدت فقرات الحفل، من عرض مسرحي لمسرحية "تكرار"، قام بتقديمها أسرة القديس "أبانوب". وفقرة أخرى غنائية قدَّمها الفنان "ريمون سليمان"، ومجموعة من الشعر. واُختتم الحفل بتوزيع شهادات التقدير للخريجين. 

نماذج شبابية من خريجي البرلمان
من جانبها، التقت "الأقباط متحدون" مجموعة من خريجي البرلمان، حيث اعتبرت "مريم ماهر" و"يوستينا نصر" البرلمان تجربة جديدة أعطتهن جرأة أكثر، وتعرفتا من خلاله علي أشخاص جدد، كما تم تبادل للخبرات والآراء حول مواضيع كثيرة جدًا، لم يتطرقن إليها إلا من خلال البرلمان. 
وأوضح "بيتر مجدي"- خريج الدفعة رقم 10- أن البرلمان كان بالنسبة له فرصة كبيرة جدًا للحوار والتواصل وللبحث والإطلاع في الموضوعات المختلفة- السياسية والاقتصادية- بالإضافة إلى أنه رسَّخ بداخله قيم التسامح وقبول الآخر، وتعلم منه فن القيادة من خلال المنصة البرلمانية التي كانت بالتناوب بين الاشخاص، وكانت تسيطر عليها الديموقراطية الحقيقية.

وقال "حازم عجمي": إن البرلمان كان علامة فارقة في حياته، مشيرًا إلى أنه ورغم كونه لم يُكمل إلى نهاية الدورة البرلمانية بسبب عمله، إلا أنه تعلّم من خلاله الكثير، ورأى شبابًا يحملون أفكارًا مختلفة ومتنوعة، شباب يبحث ويناقش. مضيفًا أنه جاء ليقدّم التهاني للخريجين ويرى فرحتهم في الحفل الخاص بهم، ويقدِّم الشكر لجريدة وطني صاحبة هذه التجربة الرائعة.
وأكَّدت "رانيا" على دور البرلمان في حياتها. موضحةً أنها أصبحت أكثر جرأة وأكثر احترامًا للآخر باختلافه، وأنها تعلمت احترام مشاعر الأخرين، وأصبحت أكثر تحرُّرًا في أفكارها ومعتقداتها. متمنيةً أن تغيِّر شيئًا في مجتمعها. 

وأشارت "إيمان إسماعيل" إلى أن البرلمان قد ساهم في كسر الحواجز في التطرُّق إلى مواضيع مختلفة وجريئة، مثل الإلحاد، والجنس، والسياسة. وأنها أصبحت تبحث وتناقش بصدر رحب، بعدما كان يصعب عليها التحدُّث في هذه الموضوعات أو في غيرها.

وفي النهاية، قالت "شيماء سعيد": إنها كانت تخشى التحدُّث مع الجنس الآخر، ولكن من خلال البرلمان أصبحت أكثر تواصلًا مع الآخر. مضيفةً أن البرلمان جعلها أكثر بحثًا في الموضوعات المختلفة، وقد أثّر كثيرًا في حياتها، أكثر من أربعة أعوام الدارسة بالجامعة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق