CET 00:00:00 - 23/12/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتبت: ميرفت عياد
أقامت لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ندوة تقع تحت عنوان "مدرسة باويط في فن التصوير القبطي"، حاضر فيه الباحث الأثري "جمال هيرمينا"، وترأسها د. "جاب الله علي جاب الله"- مقرِّر لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة- والذي أكَّد على قيمة الآثار المصرية في جميع العصور والحقب التاريخية المختلفة، سواء كانت هذه الآثار لـ"توت عنخ آمون"، أو لكنيسة، أو لجامع، أو لمعبد يهودي. مشيرًا إلى أن هذه الآثار على اختلافها، ملك للشعب المصري، وأن أهمية هذه الندوة يرجع إلى كونها قد جاءت لتعريف جمهور المثقَّفين بتاريخ الآثار عامة، وآثار وتاريخ الحقبة القبطية خاصة، باعتبارها حقبة حضارية هامة في تاريخ "مصر". آملاً أن يعقب هذه الندوة العديد من الندوات والأنشطة الثقافية المختلفة التي تهدف إلى إلقاء الضوء على الجوانب المختلفة للحضارة القبطية.

ومن جانبه، أشار "هيرمينا" إلى دير الأنبا "أبوللو" بمنطقة "باويط" بـ"ديروط" محافظة "أسيوط". موضحًا أن كلمة "باويط" مأخوذة من كلمة قبطية تعني "تجمُّع" أو "دير". معتبرًا إياه من أوائل الأديرة التي بُنيت في "مصر الوسطى"، حيث يعود تأسيسه إلى أواخر القرن الرابع وبداية القرن الخامس على يد القديس "أبوللو"، وهو يقع على مساحة تبلغ 3 كم ويحتوى على كنيستين. وقال: إن كتاب تاريخ الرهبنة يوضح أن تاريخ الدير يعود إلى حوالى عام 390 م، وأن مؤلف الكتاب يؤكّد أنه كان صديقًا للقديس "أبوللو".

اكتشافات "باويط" منذ قرن من الزمان
وحول اكتشاف الدير من قبل ضابط بالجيش الإنجليزي يُدعى "كليندا" عام 1902م، أوضح  "هيرمينا" أن الصدفة البحتة هي التي أدَّت إلى هذا الاكتشاف، وأنه منذ ذلك الحين أبدى "كليدا" اهتمامه بالمنطقة، وتوالت الاكتشافات الأثرية حتى عام 1913، إلى أن توقَّفت قبل الحرب العالمية الأولى. مشيرًا إلى أن "كليدا" قام بتقديم نشرة علمية في مجلة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، والذي قام بدوره بنشر مذكرات "كليدا" عن هذه الاكتشافات سنة 1999. مؤكّدًا أن بعثة متحف اللوفر قد عادت- بالتعاون مع المعهد الفرنسى للآثار الشرقية بـ"مصر" تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار- باستئناف أعمال الحفر والتنقيب في منطقة الدير بعد انقطاع دام قرابة قرن من الزمان على اكتشاف "كليدا" للمنطقة التي لم تتغيِّر كثيرًا. إلا أن التقارير الأولية لأعمال الحفائر، قد أشارت إلى أن الرمال غطَّت معظم الآثار التي تم الكشف عنها فيما مضى، وتجري محاولات لإزالتها. وبالفعل بدأ ظهور الأجزاء العالية من هذه المنطقة الغنية بالآثار. مضيفًا أن طبيعة المناخ في هذه المنطقة بالإضافة إلى مواد البناء، كان لها دور كبير في الحفاظ على المباني القابعة تحت الرمال، وأنه من هذا المنطلق، يقوم المعهد الفرنسي بعمل خرائط مسح استكشافية جيوفيزيائية للمكان.

قاعة "باويط" بمتحف اللوفر
وقال "هيرمينا": إن متحف اللوفر قد استطاع أن يحصل على الكثير من آثار منطقة "باويط"؛ لأن هذه الاكتشافات تمَّت في ظل القوانين القديمة المنظِّمة للبعثات الأجنبية التي كانت تقوم بالحفائر في "مصر" بحثًا عن الاكتشافات الأثرية الجديدة. موضحًا أن نصوص تلك القوانين قد تضمّنت تقسيم نتائج الحفائر من الاكتشافات الأثرية بين الجانب المصري والأجنبي، فيما عدا القطع النادرة، والقطع الذهبية والفضية. الأمر الذي أدَّى إلى حصول بعثات "كليدا" على حوالي (400) قطعة أثرية وتماثيل من منطقي "باويط"، اُقيمت لها صالة خاصة في متحف اللوفر تُعرف بصالة "باويط"؛ نظرًا لما تمثِّله هذه الآثار القبطية من قيمة أثرية كبيرة. كما شرع متحف اللوفر أيضًا في تشييد نموذج لكنيستين من هذه الآثار داخل قاعات العرض. ومن أهم هذه القطع، قطعتين فنيتين تزينان مدخل الدير عبارة عن أيقونة للسيد المسيح، وصورة للأب "مينا"- المسئول عن الدير في نهاية القرن السابع الميلادي- بالإضافة إلى بعض الأواني الفخارية، وبعض من المخطوطات التي تحكي الكثير عن الحياة اليومية للرهبان.

أمر إلهي بتأسيس الدير

وفي نهاية محاضرته، أكّد "هيرمينا" أن القديس "جيروم" قد التقى بالقديس "أبوللو" وجهًا لوجه. مشيرًا إلى أنه رآه بمنطقة "طيبة" و"الأشمونين"، حيث كان هذا القديس يسكن البرية كأب لخمسمائة راهب يعيشون في الأديرة القائمة عند سفح الجبل. وكان معروفًا جدًا بنسكه وفضائله الكثيرة، إلى الدرجة التي جعلت الله يصنع على يده الكثير من العجائب والآيات، مضيفًا أن القديس "أبوللو" قد ترك العالم ورحل إلى الصحراء ليقضي أربعين عامًا يمارس حياة ديرية هادئة، وقد أسَّس ديره بناء على أمر إلهي.  

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق