بقلم: فيولا فهمي
في البلكونة الخشبية المطلة على مدخل شارع "الزنقة" الذي يحمل الاسم على مسمى، حيث تنحشر البيوت القصيرة والمحلات الضيقة لتعزف السيمفونية التقليدية للمساكن الشعبية، جلس عم "فهيم أبو الروس" صاحب أكبر عقلية تحليلية في المناطق العشوائية، علشان يشرب كوباية الشاي ساعة مغربية ويسمع نشرة الأخبار على القنوات الإذاعية..
وبعد الإعلان عن فوز مصر بجائزة أفضل الدول الإسلامية، لزيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بالرغم من كل البلاوي السياسية والإعتقالات الإدارية والأزمات الحزبية وتجميد النقابات المهنية وتهديد الجمعيات الأهلية، لكن يظهر أن المصالح الإستراتيجية غالبة على كل الإعتبارات الحقوقية، والزيارة الأمريكية هتكون عربون الصلح بين الإدارة الجديدة والدول الإسلامية..
عم "فهيم أبو الروس" شغّل الفهامة بعد ما شرب كوباية الشاي الخمسينة، وقال طيب خطوة عزيزة وزيارة هيحصلنا منها البركة اللذيذة، لكن أوعى يا عم "أوباما" الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية يخليك تنسى تعمل شوية ضغوط إصلاحية على مصر إللي الحراك فيها مات بالسكتة السياسية، والموارد المالية اتسرقت واتنهبت تحت سمع وبصر الأجهزة الرقابية، والحوادث كترت بسبب انعدام العدالة الإجتماعية، واليأس احتل القلوب نتيجة عدم تداول السلطة السياسية..
بالرغم أن الزيارة الأمريكية تعتبر طائفية وموجهة للدول والشعوب الإسلامية، لكن فاهمين إن السياسة متعرفش القواعد الأخلاقية، إنما بلاش الإستجابة للدعوات الدينية بإلقاء الخطاب المنتظر من جامع الأزهر، منعاً لإضفاء شرعية دينية على القضايا السياسية أو خلط الأوراق الدينية بالسياسية، وزيادة نفوذ رجال السلطة الدينية، وتحويل الدول المدنية إلى دينية يحكمها الشيوخ بكتب الأموات وتراث الأجداد.. |