CET 00:00:00 - 12/05/2009

المصري افندي

بقلم: عماد توماس
وتيرة الأحداث الجارية تتوالى وتتصاعد، وفي الأيام القليلة الماضية حدثت أحداث يندب لها الجبين، حتى إنني احترت عن ماذا أكتب؟ هل أكتب عن الجرائم الأسرية وتجرد الآباء من مشاعر الإنسانية الطبيعية، فهذا أب يلقي بطفليه الاثنين داخل بئر جوفية بوادي النطرون ولكي يخفي معالم جريمته النكراء يضع "شكاير" من الرمل على جثتهما، وقبله تابعنا حادثة قتل مهندس مصر الجديدة لأبنائه وزوجته!!
أم أكتب عن مقتل طفلي العمرانية في منزلهما في ظروف غامضة، وهل أصبح مكتوباً على المواطن المصري ألا يأمن على أطفاله حتى في منزله!!
أم أكتب عن عروس مدينة نصر التي صارحت عريسها بحملها في ليلة الدخلة من زوج شقيقتها فانهال عليها بالضرب وقام بتطليقها وتحرير محضر لها!
هل أكتب عن الجريمة الإرهابية الأخيرة، انفجار السيارة التي كانت واقفة أمام كنيسة العذراء بالزيتون في مساء يوم الأحد، وموقف الشرطة المبدئي في مثل هذه الحالات بأنه نتيجة "ماس كهربائي" أم كما قال أحد القراء الظرفاء لموقع "الأقباط متحدون" بأن السيارة كانت مختلة عقلياً!!
هل أكتب عن هذا التجاهل الإعلامي للحادث، فهل نسى الإعلاميين الحكوميين أو تناسوا أن العالم أصبح قرية صغيرة وأن هناك تليفونات محمولة مجهزة بكاميرات للتصوير العادي والفيديو تنقل الأحداث أينما حدثت في ربوع مصر المحروسة!!
هل أكتب عن دلالة هذا الحادث في هذا التوقيت عشية زيارة نتانياهو لمصر وقبل أيام من زيارة أوباما للقاهرة، وهل سيكون هذا الحادث بداية لعمليات إرهابية جديدة تستهدف أمن مصر؟
هل أكتب عن رحيل جوزيه مدرب الأهلي واتفاقه مع منتخب أنجولا لتدريب منتخبه الأول، وإعلان ذلك في وقت قاتل وقبل مباراتين فاصلتين في تحديد بطل الدوري العام المصري!
هل نعتبر جوزيه مدرباً عبقرياً أحرز أغلى وأكثر الألقاب في تاريخ الأهلي أم مدرباً محظوظاً توافرت له كل ظروف النجاح فنجح، هل دمر جوزيه الأهلى بسعيه نحو إبادة جيل من الناشئين بالنادي وتدمير الأندية الأخرى باقتناص أفضل لاعبيها!!
هل أكتب عن انتخابات الزمالك وهذا اللهث المتواصل لمنصب الرئاسة من مجموعة من مدّعى "التطوع" وحب النادي وهم أكثر حرصاً على مصالحهم وأهوائهم الشخصية!!
هل أعود وأكتب مرة أخرى عن أنفلونزا الخنازير وهذا الجدل المتصاعد حول قرار الذبح أو الإعدام هل هو قرار طائفي أم صحي، أم أن الموضوع قد قُتل بحثاً وتمحيصاً ولم يصل أحد فيه للإجابة النموذجية!!
هل أكتب عن دلالة اختيار البيت الأبيض للقاهرة لإلقاء الرئيس الأمريكي أوباما لخطابة الموجه للعالم العربي والإسلامي!
هل أكتب عن زيارة بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر للأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل و"تجنب" زيارة مصر!! ودعوته إلى مصالحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين تسمح لكل منهم "العيش بسلام في بلده ودعوة مسيحو الأردن ومسلميه للتسامح والتعايش المشترك"!
في النهاية اكتشفت أن هناك موضوعات كثيرة يمكن لأي كاتب أن يكتب فيها لكن تظل المعضلة الحقيقة هي لماذا نكتب أو جدوى الكتابة... وللحديث بقيه إن كان في العمر بقية!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق