الـتـفجـيرات

بقلم : نشأت عدلي
لقد جاءت هذه التفجيرات في غير ميعادها المناسب بالنسبة للدولة، ولكن فى ميعدها تماماً بالنسبة لمفجريها.. الدوله تحاول تحسين صورتها أمام الزيارة المرتقبة لأمريكا، ولكن تحسين الصوره شيء وتحسن الحاله الفعلية شيء آخر، فهذا هو حالنا.. حالنا الواقعي بدون رتوش أو ديكور.
ربما يصرح آبائنا أن هذه التفجيرات أشياء عادية تحدث في كل دول العالم، وهذا شيء حقيقي.. ولكن أمام كنيسة!! فهذا هو السؤال الذي يجب أن يجاوبوا عليه بمنتهى الصراحة، بل لقد آن الأوان أن يقفوا بوضوح وصراحة أمام هذه الإستهانة الحكومية بنا، وتهاونها معنا، وتفريط آبائنا وحكومتنا في كل حقوقنا.
هذه التفجيرات لن تكون أول أو آخر هذه التفجيرات، ربما تكون هذه التفجيرات واضحة وظاهرة للكل عياناً، ولكن هناك تفجيرات داخلية لا تظهر إلا أمام مجهر الضمير الإنساني وأمام عيون الحقيقة التي يحاول كل من الدولة ورجالنا أن يجملونها أمام الشعب الذي وضع كل ثقته فيهم بل وأمام العالم كله.

- العدالة قد حدث إنفجار بها وأصبحت عدالة لشق واحد من أبناء الأمة المصرية أما الشق الآخر فلا أمل له في أي قسط منها.

- الإعلام أيضاً قد حدثت به إنفجارات منذ زمن بعيد وأصبح إعلام موجه بل وأصبح محرض على الفتنة بكل صورها.. من تكفير الآخر.. وعدم جواز دخوله الجيش والدفاع عن البلد.. وأشياء كثيرة يعلمها الجميع.

- انفجرت مدارسنا ومقراراتها وأصبحت فجأة تدور في علم واحد لا ثاني له، وكأن كل العلوم والمعلومات تركزت فى هذا العلم، فأصبحنا بلا علم أو معرفة أو حتى ثقافة.

- انفجر تاريخنا ودخلة الزيف.. فاأصبح تاريخ مشوه ليس فيه من الصحة شيء، نعم لا يستطيع أحد أن يزيف التاريخ وإن حدث فالفترة وجيزة، ولكن أبنائنا الآن يقرأون تاريخ مزيف.. فيه أبطال مصنّعين.. من خيال كاتبي التاريخ أنفسهم.

- الإنفجار الإقتصادي والأسعار الملتهبة.. مما حدا بالبعض أن ينتحر والبعض أن يسرق ويسطو ويقتل.

- انفجار الضمائر التى انفجرت وماتت على مذبح الوطن.. وأصبحنا بلا ضمائر أو بضمائر ميته.

- الإنفجار الأخلاقي وانعدام المشاعر الراقية من حياتنا.. وكأننا شعب بلا قيم أو مبادئ أو أخلاق.

أشياء كثيرة فى حياتنا حدث لها إنفجاراً... وماتت، ولكننا لا ننتبه إلا إلى الإنفجارات ذات الصوت المسموع.