CET 00:00:00 - 12/12/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

* "عبد المعطي بيومي":
- من حق المرأة تولي رئاسة الجمهورية.
- "مصر" دولة مدنية وليست دينية، ونبي الإسلام أسَّس مدنية الدولة.
* الأنبا "يوحنا قلتة": روح الاستشهاد والوطنية ضعفت جدًا لدى الفلسطينين، والحل دولتين عاصمتهما "القدس".

كتب: هانى سمير
أكَّد "يوحنا قلتة"- المعاون البطريركي للأقباط الكاثوليك في "مصر"- أن هناك فكر متطرف يدعو لإفراغ الشرق الأوسط من المسيحيين، الأمر الذي يدعو لقلق رؤساء الكنائس على حد قوله. خاصةً وأن المسيحيين هم من صنعوا الحضاره العربية الإسلامية، حيث أنه وحتى القرن الرابع الهجري، لم يكن للمسلمين فلسفة أو حضارة فكرية، إلا بعدما بدأت حركة ترجمة الفلسفة والعلوم من الأقباط والبيزنطيين والفرس، وهو أمر طبيعي لأي حضارة أن تأخذ من سابقتها.

وأوضح "قلته"- خلال ندوة "سندوس الشرق الأوسط وموقفها من القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية وتهجير المسيحيين في الشرق الأوسط" مساء أمس بمدرسة "الجيزويت" بـ"رمسيس"، والتي عقدتها لجنة العدالة والحرية التابعة لـ"الفاتيكان" في "مصر"- أن العلمنة هي أخطر ما تواجهه الكنيسة. مشيرًا إلى أن المسيح لم يأت لإقامة مبانٍ ومشروعات إجتماعية، بل ليقدِّس النفوس، وقال: إن هذه هي وظيفة رجل الدين الآن أن يقدِّس نفسه والآخرين، لا أن تتحوَّل الكنيسة لمؤسسات وإدارات وأموال.

وعن القضية الفلسطينية، قال "قلتة" أن له صديق فلسطيني أكَّد له أن روح الاستشهاد والوطنية قلَّت جدًا عند الأجيال الصاعدة التي تريد الاستمتاع بالحياة. مشيرًا إلى أن هناك اتجاه بأفضلية أن يحصل الفلسطينون على السلام في مئة عام، من أن يحصلوا عليه في عشر أعوام بإراقة الدماء.

وأوضح "قلتة" أن قضية "فلسطين" هي قضية التواجد المسيحي في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن "إسرائيل" هي سبب كل العنف والقتل ضد المسلمين في المنطقة، الأمر الذي يزيد مخاوف المسلمين، ويجعلهم يفكِّرون في فكرة الانتقام.  مضيفًا أن رؤية الفاتيكان والكنيسة الكاثولكية لحل القضية الفلسطينية تتمثَّل في وجود دولتين فلسطينية وإسرائيلية عاصمتهما "القدس".

واختتم "قلتة" حديثه بتقسيم التيارات الدينية الإسلامية إلى تيار عنيف مثل "يوسف القرضاوي"، والذي قال مسبقًا "قاطعوا الأقباط"، وهو تيار متشدِّد يريد إفراغ المنطقة العربية من المسيحيين. وتيَّار معتدل يتمثل في الأزهر، وهو تيار يرحب بالحوار، ويطالب بحقوق الأقباط. مشيرًا إلى رفضه فكرة اضطهاد الأقباط.

وأرجع "قلتة" التمييز إلى التراث الديني الإسلامي في القرون من 11-16، حيث كانت الحروب ضارية بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي، وهو تراث الفقهاء في العصر الصليبي مثل "ابن تيمية"، وهو فقة الحروب.

وأكَّد "قلتة" أن سنودس الشرق الأوسط عٌقد لعدة أسباب، أولها تغيُّر المناخ الديني بعد نهاية فكرة الشرق العربي المسلم والغرب المسيحي، موضحًا أن هناك ملايين المسيحيين في الشرق وملايين المسلمين في الغرب، وانتهت فكرة "دارحرب" و"دار إسلام" التي كانت منتشرة أثناء الحروب الدينية والصليبية.

وتساءل "قلتة": كيف يُفرغ الشرق العربي من المسيحيين المواطنين الأصلاء؟ وكيف يهون علي المسلمين العقلاء التخلي عنهم؟ وكيف للمسيحين أن يثبتوا وجودهم في المنطقة بالاقناع والسلام؟ مشيرًا إلى أن المسيحيين يجب أن يسعوا إلى حقوقهم بالقانون، وأن يرفض المسلمون ذلك الفكر الذي ظهر منذ عشرين عامًا، وقتل "فرج فودة" والشيخ "الذهبي". مضيفًا: إن الديموغرافية الدينية تغيَّرت في العالم، ففي "مكة المكرمة" (20) ألف مسيحي من جنسيات مختلفة يعملون بها، وبجوار "الفاتيكان" يوجد جامع. ولم يعد أحد يستطيع القول بمدينة أو دولة إسلامية بنسبة 100% أو مسيحية بنسبة 100%.

وأشار "قلتة" إلى انحسار وضعف التأثير الديني بوجه عام. موضحًا أن رجل الدين لم تعد له الهيبة كالماضي سواء الكاهن أو الشيخ أو الحاخام، نظرًا للتطور الطبيعي للحضارة.

ومن جانبه، قال د. "عبد المعطي بيومي"- عضو مجمع البحوث الإسلامية: إنه لم تعد هناك دار إسلام ودار حرب؛ لأن فقه الحروب الذي كان في عهد الإمام "مالك" و"إبو حنيفة" و"الشافعي"، وما تحدَّثوا عنه، كان صالحًا لوقته، مشيرًا إلى أن الفقه شبيه بقانون الدولة، الذي يتغيَّر وفق تغيُّر الظروف. مؤكدًا أن هناك فرق بين الشريعة التي هي مبادئ ثابتة، والفقه الذي هو فهم للشريعة.

وطالب "بيومي" بتجديد الفقه الإسلامي. موضحًا أن الفقه القديم يرفض تولِّي المرأة الولاية العظمي. وتساءل: أين هي الولاية العظمي الآن حتي لا تتولاها المرأة، فالدولة أصبحت دولة مؤسسات، وبها سلطة تشريعة وقضائية وتنفيذية.

وأشار "بيومي" إلي زيادة الالتزام الديني الإسلامي الشكلي بالشعائر بعيدًا عن الجوهر والأخلاق، وألقى اللوم علي بعض رجال الدين الإسلامي في سعيهم للمناصب والإغراءات، والذي يمنعهم من قول الحقيقة التي يعرفونها في قاع نفوسهم. رافضًا علمنة الدولة ومطالبًا بمدنيتها، مؤكدًا أن نبي الإسلام كان حاكمًا مدنيًا، وأسس دولة مدنية وليست دينية.

وطالب عضو مجمع البحوث الإسلامية بتشكيل لجنة حكماء تضم رجال دين مسيحي وإسلامي وسياسيون وإقتصاديون مع باقي التيارات الفكرية وأساتذة الجامعات؛ لبحث مشكلة التعصب في "مصر"، والقضاء علي الفتن الطائفية.

يُذكر أن الندوة قد حضرها الكاردينال "أنطونيوس نجيب"- بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر- و"سليمان شفيق" مكرَّس بالكنيسة الكاثولكية.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق