بقلم: جورج رياض
تمثل زيارة بابا الفاتيكان "بنديكت السادس عشر" في الوقت الراهن أهمية خاصة، فالزيارة هي الأولى له للأراضي المقدسة منذ توليه المسئولية في وقت يشتد فيه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ومن المعروف أن البابا سوف يقابل شخصيات سياسية فلسطينية وإسرائيلية من أجل التأكيد على ضرورة تحقيق السلام بينهم في هذه الأوقات الصعبة.
والملاحظ في الإعلام العربي أنه لم يسلط الضوء بشكل كبير على تلك الزيارة على الرغم من أهميتها، فقد استهل البابا زيارته بزيارة أحد المساجد في الأردن ومقابلة شخصيات إسلامية هناك وهو ما يعني انفتاح البابا على أصحاب الديانات الأخرى ورغبته في بعث رسالة سلام لهم من خلال تلك الزيارة.
الغريب في الإعلام العربي أنه حينما ألقى البابا محاضرة لم تعجب الدول العربية والإسلامية في مضمونها -على الرغم أن المحاضرة انتزعت من سياقها- هلل الإعلام العربي بما قاله البابا وأخذ الإعلام ينتقد البابا ويتهمه بأنه سوف يساعد على زيادة الصراع بين الأديان!
وحينما يقوم البابا بمحاولات للتقرب للشعوب العربية والإسلامية من أجل تثبيت الاستقرار بين الأديان المختلفة وتأكيد أن السلام هو الطريق الوحيد الذي يجب أن تسير فيه كافة الشعوب، هنا نجد تجاهل تام من الإعلام العربي لتلك الزيارة وتغطيتها بالشكل المفترض أو حتى الإشادة بتلك الزيارة باعتبارها تمد أوصال المحبة والأخوّة بين أصحاب الديانات المختلفة.
هذه ليست المرة الأولى التي نشاهد الإعلام العربي فيها يفشل في تبني رسالة السلام التي تبعث له من العديد من المؤسسات والجهات الغربية، ولعل زيارة أوباما القادمة للدولة المصرية في الفترة القادمة هي رسالة سلام أخرى يبغي رئيس أكبر دولة في العالم أن يرسلها للعالم العربي والإسلامي، فهل تجيب الدول العربية والإسلامية لرسائل السلام التي تبث لهم حول العالم أم أن التجاهل سيكون مصير تلك الرسائل؟؟ على الرغم من أهميتها ثم نعاود التساؤل عن فشل الغرب في فهمنا!! |