CET 00:00:00 - 10/05/2009

مساحة رأي

بقلم: ماهر ميشيل
الحرية هي مطلب كل الناس (حرية الفكر، حرية العقيدة، حرية السلوك، حرية الرأي) هذا على المستوى الإنساني وعلى مستوى الشعوب والدول هناك حرية الأرض، فمعظم الحروب هي حروب استعمار أراضي وحرية واسترداد لهذه الأراضي من جانب آخر.
ومَن يصنع الحرية إلا أُناس أحرار، ففاقد الشيء لا يعطيه لذلك يقول سفر الأمثال "باطل تنصب الشبكة في عيني كل ذي جناح" أي أنه من الصعب أن تصطاد الشبكة أي طائر يملك جناحين فالأجنحة تساعده في الصعود فوق كل شباك وتسمو به فوق كل قيد، هذا هو الشخص الحر الذي يملك العلم والنور والفكر والعطاء وهو ضمن الذين يكتبون التاريخ ويغيرون مجراه.
كلمة "تاريخ" تحمل خمسة معاني في العربية:
‏* سير الزمن والأحداث، أي التطور التاريخي، كالتاريخ الإسلامي، وتاريخ اليونان.. إلخ .. The History of.
*‏ تاريخ الرجال أو السير الشخصية..The Biography.
*‏ عملية التدوين التاريخي، أو التاريخ، مع وصف لعملية التطور وتحليله وتقابل: Historiography.

 *علم التاريخ والمعرفة به، وكتب التاريخ، ويقابل :History.
* تحديد زمن الواقعة أو الحادثة، باليوم والشهر والسنة: Date.(عن "ويكييديا" الموسوعة الحرة).
أنا وأنت إن كنّا أحرار سنستطيع أن نحدد مجرى التاريخ ونساهم في بناء التاريخ ونقوم بدور في كتابة هذا التاريخ بجميع أنواعه، سواء كان سير الزمن والأحداث، أو الرجال والسير الشخصية، أو التدوين التاريخي، أو كتب التاريخ، أو تحديد الأزمنة باليوم والشهر والسنة.

•أنا حر إن كان صوتي يساهم في تحديد مجرى التاريخ.
مهما هذا الصوت مرتفعا أم منخفضاً، فأستطيع من خلال حريتي أن "أحرر" آخرين، الحرية من "التخلف" والتقاليد البالية والسلبية والتواكل أقوى من حرية الأرض من المستعمر فالمستعمر يستعمر أرضاً مادية لكن الأفكار السلبية تقيد الإنسان وتجعله لا يعيش "إنسانيته" فإن كنت حراً سأقول وسأكتب وسأفعل تغييراً في حياتي وحياة آخرين كثيرين مما يغير ويحدد شكل مجرى التاريخ.
وكمثال في التاريخ المعاصر نيلسون مانديلا الذي سـُجن ومن خلال سجنه كان يطلق النداء ليقاوم سياسة التمييز العنصري فقد تم نشر رسالة استطاع مانديلا إرسالها للمجلس الإفريقي القومي قال فيها: "اتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي ومطرقة المقاومة المسلحة سنسحق الفصل العنصري

•أنا حر ساعة أستطيع التلفـّظ بالكلام الذي استودعني إياه الله لأساهم بناء التاريخ:
من الممكن أن تكون محبوساً بالجسد، مثل الرسل الذين وضعوا في الحبس وأنقذهم الملاك ورغم التوصية من "رئيس الكهنة" أن لا ينادوا باسم المسيح مرة ثانية إلا أنهم استمروا بالمناداة برسالة المسيح وأحضروهم للمجمع ونصبوا لهم المحاكمة: "فلما أحضروهم أوقفوهم في المجمع. فسألهم رئيس الكهنة قائلاً: أما أوصيناكم وصية أن لا تعلموا بهذا الاسم؟ وها أنتم قد ملأتم أورشليم بتعليمكم وتريدون أن تجلبوا علينا دم هذا الإنسان، فأجاب بطرس والرسل وقالوا: ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس.
أي حرية هذه تمتع بها الرسول بطرس حتى يتلفظ بكلام الله حتى أمام الذين يحاكموه ويقول لهم بصريح العبارة إنني سأقول "لا" لأوامركم المخالفة لأوامر الله.
إن استطعنا أن نتملك هذه الحرية سنساهم بكل يقين في بناء التاريخ وفي "ولادة" أشياء جديدة لم تكن موجودة من قبل وهدم ما هو فاسد وغير صالح للبشرية.

•أنا حر إن كنت لا أومن بالقدر بل بمشيئة الخالق وبما أوكـَلـَتـْه إليَّ من دور أقوم به في التاريخ:
القدرية مرض أصاب فكر البشر في مجتمعاتنا العربية، وهي تبدوا أنها سمو الإيمان والتقوى وأن هناك قوى عُليا تتحكم في مصائر الناس والإنسان ليس له دور في حياته ولا في حياة أمته إلا إذا أذنت له هذه القوة "القدر" أن يعملها، وإن لم يكن مكتوباً له هذا الشيء فلن يحدث مهما حاول هذا الإنسان "قدّر الله وما شاء فعل".
إنه فكر يقلل من قيمة الإنسان ويجعله أي شيء آخر غير "إنسان" فمن لا يملك إرادته ولا حريته ولا قراره ولا مصيره، أصبح أقرب إلى صورة الحيوان منه عن الإنسان.
لكن ما يميز الإنسان هو "حرية الإرادة" التي اختار بها أن يطيع وأن يعصي الله فهو حر في أن يقول "نعم" أو "لا" للجميع بما فيهم الله نفسه ويحصد نتيجة اختياراته وقراراته.
لذلك إن رفضنا فكرة القدرية وآمنّا أننا نملك مصائرنا وتحديد مستقبلنا سنقوم بأشياء عظيمة يذكرها لنا التاريخ لأننا آمنّا بقدراتنا كبشر وبدورنا في بناء البشرية.
فإن ساهمت بصوتك وإن تلفظت بالأفكار التي استودعها الله فيك وإن رفضت القدرية وآمنت بقدراتك ومواهبك الإنسانية فبالتالي ستصير حراً وبما أنك حر فستؤثر بحريتك هذه في التاريخ لأن الأحرار يصنعون التاريخ.

- أنا حر إن كان صوتي يساهم في تحديد مجرى التاريخ.
- أنا حر ساعة أستطيع التلفـّظ بالكلام الذي استودعني إياه الله لأساهم بناء التاريخ.
- أنا حر إن كنت لا أومن بالقدر بل بمشيئة الخالق وبما أوكـَلـَتـْه إليَّ من دور أقوم به في التاريخ.
هذه العبارات الثلاث من كتاب "لا أومن بهذا الإله" من كتابات الأب الكاهن (خوان أرياس).

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق