بقلم: دميانة أقلاديوس
تفضّل تكون عاطل وشريف مجهول وللا حرامي نصاب مشهور؟ تفضّل تكون على باب الله موظف بتحب القيم وبتتشعبط في الأتوبيس مطحون ولا تاجر غشاش بتجمع الفلوس بالكوم؟ تفضّل تكون عالم ومثقف ومفكر ذو مبدأ بس متقيد ولا صاحب مركز وليك كلمة ظالم مفترى وحر وبتتصدق؟ تفضّل تكون إنسان عادي بتحب الناس وبتنادي للسلام وساعتها هنترّحم عليك ولا متطرف وبتطيح في الناس ومحدش قادر عليك؟ تفضّل تكون جبان واقف ورا الباب راضي على حالك بتبوس الأيدين ولا قوي البنيان رافع الراس ماشي ضد التيار حتى لو اندست تحت الرجلين؟
أنت في بلدك متخفش... أتكلم براحتك واختار اللي يناسبك....
بس اعرف إن في مَثل بيقول (اللي ميرضاش بالخوخ يرضى بشرابه) ومن اختيار لاختيار يا قلبي لا تحزن، أنا عارفة أنه صعب عليك أن تاخد أصعب قرار في حياتك... قراراً مهم يتوقف عليه مستقبلك ومستقبل اللي حواليك ولكن في ظل هذه الاختيارات تسألك حكومتك وتخليك تختار دي سايبة ليك مساحة كبيرة للتفكير والتمعين في اتخاذ أصعب قرار.
ما أنت عارف من طبيعتها ممارسة الحرية في الرأي والديمقراطية... ولا تظن السوء أنها بتجبرك على إحدى الاختيارين متعمدة الإجبار أوعى تتخيل أنها بتغصبك على الاختيار، ولا بتقولك البحر قدامك البحر والعدو وراك، ولا تفكر إن دة معناه أنك ميت ميت، ولا تعتقد لمجرد الاعتقاد إن كل اختيار منهم زي الصدمة الكهربائية اللي هتؤدي بيك للهلاك.
ولما تسألك وتجبرك -قصدي تخليك تختار يعني- بتخليك تمارس الحرية ما هي أم الأحرار، قل لي ما هو اللي يناسب قدراتك وإمكانياتك؟ وهل اختيارك سيحقق أهدافك التي تسعى إليها؟ مع العلم أنها بتشاور لك بيديها وتقول لك بدون خسائر وتهديد للأمن العام؟ مش بقولك ديمقراطية من يومها.
ديمقراطية ولكنها لم ولن تشعر بطبيعة وكينونة الإنسان ولا تعرفه حتى الآن، فهي تجهله ولا تستطيع التكيف والتأقلم معه فلولا الإنسان لما كانت وكان ولا تفهم أنه لابد من الإصغاء له جيداً وتحقيق رغباته وطموحه واستقراره الذي سيعود عليها بالنفع من تطور وتقدم ولكنها للأسف كل هذا ضدها، ودة في رأيها.
أنا عارفة أني كنت قاسية عليك.. هعمل إيه ما أنا بحاول أساعدك وجاوب على أسئلتك إن عارفة أنك ساعات كتيرة بتسأل نفسك هو أنا فين؟ أنا مين؟ وهويتي إيه؟ أنا بقى هقولك بس من غير زعل وهاديك حاجات تساعدك على الاختيار... لما تكون إنسان مشوّه مسلوب منك حقك الشرعي ولا يسمع أحد صوتك، مجهول، مهمش إلا إذا احتاج إليك في زفة الانتخابات لما تجلس وحيداً عاطلاً تكره أن يجي عليك يوم جديد لأنك مش عارف هتعمل إيه في اليوم دة وعيالك هيموتوا من الجوع ومش عارف تروح للبيت... مكسوف منهم.. قليل الحيلة... منفض اليدين..
لما تتخطف أختك وهي راجعة من الشغل ومتعرفش راحت فين ولا إيه اللي جرى لها ولا لما تخش عليك عصابة يضربوا فيك لغاية ما تصرخ من كثرة الألم وتقول بعلو الصوت آه ومتلاقيش اللي ينجدك ولا حتى قانون ينصفك ولا لما حد يدخلك السجن وياخدوك ظلم وزور وافتراء.
ولا تتقفل كنيسة بتصلي فيها ويتهدم مبنى لخدمتك ولصحتك ولا إيه وإيه وإيه حاجات تخلي الآهات تملا القلب والحزن يبكي العين ومفيش قدامك يا حبيبي غير إحدى الاختيارين.
عرفت أنت دلوقتي إيه وفين؟؟ تبقى أنت أكيد في مصر وبتقولك اختار يا بني ومتخافش بس واقفة التانية بعيد بتشاور لك بالأيدين بدون خسائر علشان أنت عارف يا حبيبي اللي هيحصل بعدين.... |