- الشباب يعلن الانسحاب من الحياة السياسية.
- لماذا يُضرَب بالبرنامج الانتخابي عرض الحائط بعد الفوز؟؟
- وعود المرشحين حبر على ورق وبرامجهم تعبير انشائي.
كتبت: تريزة سمير
من أكثر ما يؤلمنا كبشر غياب الأمل في الغد.. فالأمل في الحياة وفي التغيير، يساعدنا كثيرًا أن نفعل كل ما بوسعنا لهذا التغيير، ونبذل المستحيل لذلك. ولكن عندما يغيب الأمل في كل شيء من حولنا، نتراجع بالضرورة، وبدون مقدامات، وندَّمر أنفسنا، ومن ثم مجتمعنا.
من المؤسف أن نجد هذا اليأس يصل إلي شباب العشرين، الذين أصبحوا يفقدون الثقة فيما يحمله الغد!! من المؤلم أن نسمع أناة شباب المستقل الذين بيدهم التقدم والتغيير!! والانتخابات أكبر دليل علي هذا التشاؤم في حياة شبابنا.
ففي الوقت الذي يسمع الشباب الوعود من مرشحي مجلس الشعب يحملون لهم التغيير والأمل والفرصة في العمل والحياة أيضًا وتكوين أسرة، يرى الشباب أن هذه الوعود ما هى إلا حبر علي ورق، وأن البرنامج الانتخابي مجرد تعبير إنشائي وُضع بأجمل صورة ومنظر ليدهش الجميع وينال إعجابهم.
التقت صحيفة "الأقباط متحدون" ببعض هؤلاء الشباب في إحدي قري الصعيد، الذين أجمعوا علي أن المرشحين يضربون ببرنامجهم عرض الحائط بمجرد حصولهم علي مقعد في البرلمان.
فى البداية، قال "أنطون قديس"- الفرقة الرابعة بكلية الصيدلة: إنه لا يشارك ولا يعطي صوته لأحد، ولم يستخرج بطاقة انتخابية بعد؛ ايمانًا منه بعدم جدارة أي مرشَّح علي الساحة. مفسرًا ذلك بأن الدائرة الانتخابية "مضروبة" قبل الانتخابات لعدم وجود مرشحين معروفين من داخل البلد، حيث أنهم لا يعرف إلا مرشَّح واحد فقط، ولا يصلح لأنه لم يفعل أي شئ مفيد للبلد على حد قوله. وإنه نتيجة للمثل الشائع "اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش"، سيختار أهالي القرية المرشَّح الذي لم يقدِّم شيئًا فى الدورة البرلمانية السابقة؛ لأنهم يعرفونه!! موضحًا أن هذا المثل عائق كبير أمام التغيير، وعامل في نجاح المرشَّحين الذين لا يصلحون مطلقًا لهذا المنصب لأنهم غير أمناء في الاهتمام بمصالح الناس. وقال إنه ينظر إلي برنامج الحزب وليس المرشح، ولذلك لا يشارك في الحياة السياسية بـ"مصر"؛ لأنه غير راضٍ عن سياسة الأحزاب في "مصر"، ولا يأمل في التغيير أو التقدم.
تدمير حال الفلاحين في القرى
وباستياء، قال "أنطون": إن أهم ما قدَّمه النواب السابقون، الاهتمام بعمل مخابز، والتى كان وجودها سببًا فى إهمال الفلاح للزراعة وبيع أرضة للمستثمرين الذين حوَّلوا الأراضي الزراعية لمباني؛ سعيًا وراء الاستثمار، فتراجع دور الفلاح، وتقدَّم المستثمر علي حساب الغلابة. مؤكدًا أن النواب السابقين أهملوا كل الفئات الشعب، ولم يهتموا إلا بمصالحهم الشخصية.
وأشار "ميلاد اسحق"– آداب إنجليزي- إلى أنه يريد أن يشارك فى الانتخابات ولكنه لا يستطيع في ظل هذا الوضع السيئ المتراجع، على جد قوله. موضحًا أنه لا يملك بطاقة انتخابية "لأنها لا هاتودي ولا هاتجيب"، وبالتالى فلا قيمة لها. مضيفًا أن هناك أربعة مرشحين من الحزب الوطني، سوف يتم اختيار اثنين منهم بالضرورة، حيث لا يمكن اختيار من هم خارج الحزب الوطني؛ لأنهم خارج الحكومة، ولا يستطيعون تقديم الخدمات للمواطنين.
برامج المرشحين "حبر على ورق"
ووصف "اسحق" برامج المرشَّحين بأنها "حبر علي ورق"، مشيرًا إلى عدم تقديم أي خدمات من النواب السابقين، الذين عملوا وفقًا لمصالحهم، وألحقوا الضرر والتراجع بالبلد، على حد قوله، ولذا فإنه سوف يختار المرشَّح الذي لا يقدَّم شيئًا للبلد ولا يضرها "نختار اللي مينفعناش ومنختارش اللي يضرنا"!!
ورفض "مينا شنودة"- طالب بكلية سياحة وفنادق– المشاركة في الإدلاء بصوته كناخب، مفسرًا ذلك بأن أهداف المرشَّحين ومطامعهم الشخصية هي السبب الأول والأخير في ترشيحهم وليس حبًا للناس أو خدمتهم. فهم يسعون وراء الحصانة والقوة والنفوذ. مؤكدًا أنهم دائمًا يضعون علي برامجهم أولوية لتوفير فرص عمل للشباب، وبعد الفوز يتناسى النائب وعوده وكلامه وبرنامجه. مشيرًا إلى ما يقوم به الحزب الحاكم من تزوير فى الانتخابات عن طريق أصوات المتوفين.
وتمنى "شنودة" أن يجد عملاً بعد التخرُّج، وأن يقوم عضو مجلس الشعب بتقديم فرص عمل للشباب الذين يعانون بالفعل من الانهيار.
الاهتمام بالشباب
وأرجع "أبانوب جورجيوس" (20 سنة) فساد النواب السابقين والقادمين إلي فساد كبار البلد، الذين يعملون وفقًا لمصالحهم علي حساب المواطنين وأفراد القري، مؤكدًا أنه سيشارك ويعطي صوته لمن يري أنه مناسب في هذا المنصب، وسيظل يشارك إلى أن يحدث تطور أو تغيير، متمنيًا أن يكون هناك اهتمام بالشباب، وأن يحقق النواب القادمين أحلامهم فى إقامة مشروعات وتوفير فرص عمل مختلفة.
رأي فئات متنوعة من أهالي قرية "البرشا"
وأوضح "مكرم وليم"- سائق أتوبيس مخصص للطالبات- إنه لن يشارك في الانتخابات، حيث لم يساعده أي من النواب السابقين، ولم يقدّموا أي شيء مفيد. مشيرًا إلى أنه طالب البرلماني السابق بمساعدته لإيجاد موقف مناسب لأتوبيس المدرسة ولم أجد أي استجابة منه. مؤكدًا أنه قام بتشجيع السيدات والفتيات على المشاركة في الدورات السابقة، ولكنه- بعد عدم الاهتمام الذى يلقاه من النواب- لم يشجِّع أي منهم، ولن يشارك هو أيضًا.
وقال "وليم": إنه لا توجد طرق سليمة أو مواقف مخصصة للسيارات والأتوبيسات المدرسية وغيرها، ولا يوجد أدني اهتمام. وتساءل باستياء شديد: لماذا يطرق المرشحون كل أبواب أهالي القرية لاختيارهم ويقدمون الوعود الكثيرة للمواطنين، وبعد فوزهم لا نجدهم أمامنا؟!!
وفى النهاية، طالب "رجائي منير" النواب بأن يتقوا الله فى حق الغلابة، مشيرًا إلى افتقاد القرية لأدنى الخدمات والمرافق. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|