والد شاب جزائري: ابني عاش أسبوعا من الجحيم مع "القاعدة"
روى والد الشاب المختطف من طرف عناصر من تنظيم القاعدة بمنطقة القبائل الجزائرية لـ"العربية نت" أجواء الجحيم التي عاشها ابنه عمر ذو الخامسة والثلاثين ربيعا طيلة أسبوع كامل. وبسبب الحالة النفسية السيئة التي يوجد عليها الشاب عمر، فقد ناب الوالد عنه للحديث مع العربية نت.
وكان الوالد"علي سليمانة" يتحدث بنبرة حسرة كبيرة عن حادثة الاختطاف هذه التي طالت فلذة كبده وراح ضحيتها رفيق ابنه الذي قتل في عملية الاعتداء الإرهابي يوم 14 نوفمبر الماضي بمنطقة "بوهلال" على الطريق الرباط بين أغريب وعزازقة بولاية تيزي وزو.
أسبوع من العذاب
ويقول سليمانة أن "الجماعة الإرهابية عاملت ابنه معاملة سيئة لدرجة أنها تركته بدون أكل ولا شرب لمدة أسبوع وأكثر من ذلك فقد قيدته لجذع شجرة بشكل عمودي، دون أن تغفل إغماض عينيه".
ويواصل سرد بعض ما كشف عنه ابنه المختطف الذي يعالج حاليا عند طبيب نفسي، بسبب حالة الرعب التي تملكته وهو يقبع بين ايدي الجماعة الإرهابية طيلة اسبوع، فقد كان مهددا بالموت في اية لحظة، خصوصا وأن الإرهابيين أطلقوا الرصاص على السيارة التي كانت تقله هو ورفيقه المقاول السيد حند، الذي توفي قبل ايام متأثرا بجراحه.
نقلا عن الشاب المختطف، يقول عمي علي للعربية نت: كان الإرهابيون يتابعون عن قرب ما يدور في القرية وبلغهم على ما يبدو اعتزام السكان القيام بتحرك شعبي ضدهم، من قبيل اقتحام الغابة التي كاناو يرابطون فيها. خصوصا وأن سكان المنطقة سبق وان قاموا بعمليات مماثلة للمطالبة بالإفراج عن أشخاص اختطفتهم الجماعات الإرهابية.
ويواصل المتحدث سرد ما جرى لابنه المختطف: عندما قرروا الإفراج عن ابني تلقينا اتصالا هاتفيا منه على المكان الذي يوجد فيه، لكنه أخبرنا لاحقا أنه سار على قدميه مسافة 40 كلمترا.
60 عملية اختطاف
وتشير أرقام نشرتها الصحف الجزائرية إلى أن وتيرة الاختطاف ارتفعت خلال السنوات الخمسة الأخيرة، حيث سجلت منطقة القبائل وحدها 60 عملية اختطاف راح ضحيتها مقاولون ورجال أعمال، وذلك بغرض الحصول على الفدية من طرف الجماعات الإرهابية.
لكن السبب الأقوى في انتشار ظاهرة الاختطاف- برأي مراقبين- يرجع إلى انحسار تواجد قوات الدرك الوطني، وهي قوات عسكرية مهمتها ضمان الأمن في المدن والأرياف،.في منطقة القبائل. ومشكلة انسحاب الدرك الوطني من منطقة القبائل تعود إلى عام 2001 عندما اندلعت مواجهات شعبية كبيرة في منطقة القبائل أطلق عليها اسم "أحداث الربيع الأسود"، بسبب مقتل شاب في ثكنة للدرك الوطني.
وفي محيط معقل تنظيم القاعدة بجبال منطقة القبائل، تغيرت الأمور بشكل كبير في طبيعة العلاقة بين السكان وعناصر التنظيم الإرهابي، حيث لم يعد السكان يخافون منهم كما كان الوضع طيلة عقدين من الزمن.
ففي شهر أبريل/ نيسان الماضي، خرج المئات من السكان بقرية آيت كوفي إلى الجبال بمكبرات الصوت لدعوة الخاطفين إطلاق سراح رجل أعمال، كانوا قد اشترطوا فيه أكثر من 4 ملايين دولار كفدية للإفراج عنه.
وخلال شهر يوليو/ تموز المنصرم أيضا تمكن السكان المحليون من تحرير مقاول مختطف يسمى''إبارار الوناس'' الذي ينحدر من قرية أزرو بفريحة دون دفع فدية، ونجح سكان بلدية بوغني في تحرير الرهينة المدعو حساني علي، 83 سنة، دون دفع مقابل بعدما اقتحموا غابات آث كوفي وثنزا وخربوا ثلاث كازمات وحرروا الرهينة من قبضة الإرهابيين.
وفي حالة الشاب المختطف عمر سليمانة ، خرج مئات السكان في مدينة فريحة بولاية تيزي وزو يوم الأحد الماضي في مسيرة سلمية للتنديد بعمليات الاختطاف التي تطال ابناءهم، رافعين شعارات ''لا للعنف، لا للجريمة، لا للاختطاف، لا للسكوت والنسيان''. |