بقلم: فيولا فهمي
توقفت طويلاً أمام إحدى الملصقات التي انتشرت في متروالأنفاق بصورة سريعة بعد الإعلان عن اكتشاف فيروس أنفلونزا الخنازير في المكسيك والرحلة التي بدأ المرض في القيام بها إلى العديد من الدول حول العالم، فلقد كانت تلك الملصقات تحمل بنود لتوعية المواطنين من أعراض هذا الفيروس وسبل تناقله بين البشر، حيث حذرت –أهم تلك البنود- من التواجد داخل الأماكن المزدحمة والتجمعات البشرية التي قد تساهم في سرعة تناقل المرض بين البشر.
ولذلك اتخذت الحكومة النظيفة قراراً بـ "تنظيف" المناطق العشوائية من الخنازير، ومن قبلها "مسح" جيوب المواطنين و"تلميع" وجوه رجالها، و"كنس" المتظاهرين والمعارضين و"إلقائهم" في السجون، ولكنها عجزت عن "منع" ظاهرة الطوابير والزحام والتلاحم بين البشر في جميع الأماكن، كيف سوف تفعل الحكومة في طوابير العيش والمواصلات العامة ومكاتب المصالح الحكومية التي يتدافع عليها الطالبون للعون والغيث دون جدوى، وأمام مكاتب التنسيق حيث تدافع الطلاب والجمعيات التعاونية التي ما زالت منفذ الإنقاذ للموظفين أمام جشع التجار وسياسة احتكار الأسواق، والطوابير أمام مستودعات الأنابيب وغيرها.
فلقد حذرتنا وزارة الصحة والمنظمات العالمية من خطر التزاحم والتلاحم دون أن يعرفونا كيف نعمل ونتعامل في مصر دون زحام قد يؤدي بنا جميعاًٍ إلى الهلاك وخاصة مع زيادة عدد حالات الإشتباه في المرض بين المواطنين.
التحذير من الزحام هو في حقيقته تحذير من الحياة في مصر، ويبدو أن الأغنية الشعبية الشهيرة لمحمد عدوية "زحمة يا دنيا زحمة" يتنبأت مقدماً بمخاطر هذه الزحمة التي يحذر منها مسئولي وزارة الصحة الآن. |