CET 00:00:00 - 08/05/2009

مساحة رأي

بقلم: نبيل المقدس
واضح أن القانون الذي خرج من الحكومة بإعدام جميع الخنازير الموجودة لدى مُربي الخنازير واجهت مشاكل لرجال الأمن ولرجال المجازر لإتمام عملية المجزرة التي أمرت بها الحكومة الهُمامة, والتي هي كما تدعي أن كل همها مُنصبة على مصالح الشعب... هذه المشكلة تركزت أن أصحاب هذه الحيوانات لا يسمون الحيوانات المقصودة ذبحها قصراً بالخنازير... فهم تعودوا على إطلاق إسم "حلاليف" عليها كما توارثونها من مئات السنين من أجدادهم.

عندما أتت القوات لكي تحاصرهم ليتمموا سفك الدماء المُبرم بقانون من مجلس الشعب نادوا على الأهالي قائلين "كل من له خنزير يأتي بها لكي نعدمها"... اندهشت الجماهير عن ولمن هذا النداء من قبل القوات الأمنية!! فقالت لهم القوات العسكرية الأمنية قصدنا هذه الحيوانات الموجودة في وسط الزبالة... قالوا لهم أنها ليست خنازير... اندهش كل من رئيس القوات ورئيس اللجنة الطبية البيطارية... وقال لهم رئيس اللجنة البيطارية بعصبية: هم أنتم هتعلمونا الفرق بين الخنازير والحمير؟! رد عليه صاحب الحظيرة (فعلاً دي ليست خنازير بل حلاليف) وقدم له عقد شراء مكتوب فيه "تم شراء 100 حلوف من فلان الفلاني بقيمة مبلغ كذا وقد تم توثيق هذا العقد في الشهر العقاري وبتاريخ سابق.

رد عليه قائد المجموعة (أحنا معنا أمر موثوق بسفك جميع الخنازير الموجودة في حظيرتك) رد عليه صاحب الحظيرة بسرعة قائلاً: أديك قلتها بعظمة لسانك يا باشا أن الأمر خاص بذبح الخنازير والورق الرسمي اللي في إيد سيادتك بيقول خنازير مش حلاليف... فيصيح قائد المجموعة في صاحب الحظيرة... يعني إيه؟؟ الخنزير هو الحلوف! رد عليه صاحب الحظيرة بأدب وذوق: شوف يا سعادة الباشا... الورق اللي مع سيادتك بيقول خنازير لكن الورق اللي معايا من الشهر العقاري بيقول حلاليف... يعني القانون مافهوش حلوف.... وأخذ يهتف بصول عال (الحمد لله... الحمد لله... أخذنا البراءة.. القانون مافهوش حلوف!).

فعلاً هَم يبكي وهم يضحك!

تكلمت كثيراً عن تقاعسنا في ممارسة الحياة السياسية... وكتبت أكثر من مقالين في تحريض شعب الكنيسة على اقتحام العمل النيابي... وكل مقالة قـُوبلت بالاستياء... نعم نحن أخذنا على أن المؤسسات الدينية هي التي تحل مشاكلنا وتتكلم عننا ونريد منها أن تأتي بحقوقنا... وهذا هو الخطأ الكبير الذي نجتازه, والمصيبة الأكبر نحن ما زلنا نغوص في هذا التقاعس العجيب... متحججين بأننا سوف نواجه تزوير في الانتخابات!!
تصوروا يا إخوتي حوالي 60 % من مسيحيّ مصر غير مقيدين في سجلات الانتخابات... لماذا لا تشترك الجماعات المسيحية من جميع الطوائف والأعمار ونوعية الجنس في الأحزاب السياسية كل حسب ميوله؟؟ لماذا لا نبحث عن رجال أو سيدات لهن موهبة العمل السياسي والاجتماعي ونقدمهم للمجتمع ونقف من ورائهم نؤازرهم؟؟ لماذا لا نعطي الثقة لهؤلاء الأفراد لكي يكونوا نواة للأجيال الآتية في العمل السياسي؟؟ مشاكلنا لا تـُحل بأقباط المهجر إّن لم يكن هناك جنود أقوياء في داخل المعركة.. وأنا هنا لا أقصد معارك ميليشيات -لا سمح الله- لأن هذا الفكر ليس فكر مسيحنا وليس من تعاليمنا بل أقصد في داخل مصر الوطن.

كل ما في الأمر نحن نريد نواب لنا يمثلوننا في جميع المؤسسات الحكومية مثل المجالس المحلية والشورى ومجلس الشعب... أكيد سوف نفشل سنوات كثيرة ودورات عديدة وهذا ناتج عن ابتعادنا عن مسرح السياسة حوالي خمسين سنة لكن سيأتي الوقت وتتقوى شوكتنا وسوف يعملون لنا ألف حساب وحساب.

أنا أندهش كثيراً تجنب أقباط المهجر وأيضاً جميع الكـُتّاب ذِكر التحامنا بالعمل السياسي وكأنهم يفضلون أن ندخل معركة صويت وصراخ وشجب وألحقونا يا عالم. 

أنا لست وحدي أنادي بأن الحل الوحيد هو الاحتكاك المباشر بالعمل السياسي, فمعي الكثير من جميع الفئات والنوعيات... نحن فقط نريد مساعدات معنوية من أقباط المهجر... أنا لا أنكر أعمالهم السابقة والمثمرة لكن العمل الداخلي بمساعدتهم هو الأفضل.

هلموا بنا جميعاً نسجل أسمائنا في جداول الانتخابات... هلموا بنا نشترك في الأحزاب الموجودة على الساحة... هلموا بنا نصنع لنا نواب في جميع المؤسسات القومية... هلموا بنا نخرج المؤسسات الدينية بجميع طوائفها من حل مشكلاتنا... أتركوها لأعمالها الروحية وجمع شمل العائلات والشباب تحت رعاية روح القدس.

نحن حوالي 15 مليون، أليس كافياً أن نحتل على الأقل 40 مقعداً في مجلس الشعب؟ظ إخوتي الأعزاء إن كنتم كُتّاباً أو معلقين علينا أن نتوجه في هذا الطريق والمناداة بالعمل السياسي بدلاً من الصراخ والعويل.

علينا أن لا نخاف مادام الرب معنا......... وطالما القانون مافهوش حلوووووووووووووف.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ١٦ تعليق