CET 00:00:00 - 18/11/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

* الروائي "حمادة زيدان":
- الرواية صرخة اعتراض على ما يحدث فى مجتمعاتنا الشرقية التى لا تقبل الآخر.
- نحن نعيش حرية يجعل فيها كل مواطن من نفسه رقيبًا على المجتمع وأخلاقه.
- بعض دور النشر الخاصة تطمع فى أموال الكتاب الشباب, والعشوائية أصابت المجتمع المصري فى مقتل.
 
كتب: محمد بربر

بعد النجاح الكبير الذى حقَّقته الرواية، على الرغم من كونها العمل الروائي الأول لمؤلفها؛ نظَّمت مكتبة "حنين" ندوة لمناقشة رواية "ما بين الحياة والموت.. موت آخر" للروائي الشاب "حمادة زيدان"، الذى قدَّم روايته الجديدة فى تجربة أدبية جديدة عليه..
 
"زيدان" الذى يكتب القصة، والحائز على جائزة أفضل قصة قصيرة فى مهرجان دار "دون" للنشر الجماعي، استطاع فى روايته أن يجمع بين السرد المشوِّق واستخدام الرمزية، وأن يصل بالقارىء عبر فصول روايته إلى أهمية نشر ثقافة التسامح، حتى أنه اختتم روايته بالفصل الأكثر تشويقًا، وبسطور موجزة تستغفر فيها بطلة الرواية لوالدتها عمَّا فعلته بها.
 
وأعربت الكاتبة والناقدة "هويدا صالح" عن سعادتها بالرواية التي تحمل أفكارًا تبدو بسيطة لكنها عميقة؛ ففي الوقت الذى جعل فيه الروائي قاعة المحكمة مسرحًا لأحداث روايته، والشاهد على فصولها الواقعية المؤلمة بكل تفاصيلها, كانت القيم الإنسانية النبيلة هى التي توجِّه قلم "زيدان" على حد تعبيرها؛ حيث يبدأ الفصل الأول حين تترجى أم ربها ليرحم وحيدها بعد أن أجبرته ظروف مرضها للسرقة, وظلت تدعو الله أن يخرج وحيدها من أزمته, كذلك يجلس رجل آخر لم تكف عيناه من الدموع, وظل يبكي حتى ارتفع صوته وهو يردِّد بصوت اجتمع عليه الناس، قائلاً: "أنا من ضيَّعت ابنتي, أنا من تركتها تعمل ليلاً, لم أهتم بدموعها التى كانت تتساقط كل ليلة عند حضورها فجر كل يوم, لقد كانت الأموال فى ظني أقوى من الشرف وأقوى من الحياة نفسها".
 
وأشارت "هويدا صالح" إلى أسلوب الحوار فى الرواية، والذى اعتمد عليه الكاتب فى تقنين لحظات الحياة الأخرى داخل الرواية, واستخدمه فى رسم شخصية القاضي بحزم وإنسانية فى آن واحد, كالموقف الذى جمع بين القاضي وصوت المسجون المنطلق من خلف الأسوار قائلاً: "سيدي القاضي, أشهدكم وأشهد الله أن كل ما سينطقه لساني هو الحقيقة الكاملة, أنا الآن فى دنيا بعيدة عن دنياكم, دنيا لا تعرف الكذب والخيانة كدنياكم, فأرجو من سيادتكم أن تجعلوا لي قلوبكم قبل آذانكم "ثم سرعان ما يرد عليه القاضي": أكمل يا رجل ما بدأته, نحن أعلم بالعدالة منك, لا تستعطفنا فنحن لايروقنا ذلك".
 
ثم قرأ الروائي "حمادة زيدان" سطورًا من روايته، والتى جاء فيها: "جلس الناس كل في أماكنهم, ودخل القاضي ومستشاروه إلى غرفة المشورة, لتصبح القاعة كما لو كانت سوقًا, بعضهم يرمي البعض بالتهم, وبعضهم يحاول إرضاء البعض الآخر, وبعضهم منكمشًا فى مقعده منتظرًا ما سيناله من أحكام, حتى خرج القاضي وهيئته من غرفتهم, ونادى حاجب المحكمة بصوته الجهور: "محكمة".
 
وفي حديثه لصحيفة "الأقباط متحدون"، أكَّد الروائي "حمادة زيدان" أن روايته صرخة اعتراض على ما يحدث فى مجتمعاتنا الشرقية التى لا تقبل الآخر، ويحاول كل إنسان أن يلقي بالتهم على أخيه. موضحًا أن التناقض الموجود فى شخصيات الرواية هو نفسه التناقض الموجود فى الإنسان، فجميعنا يرغب فى أن يبرئ نفسه على حساب أى شيء.
 
وأضاف "زيدان": إننا نعيش عصر حرية من نوع خاص, فى الوقت الذى ينصِّب كل مواطن في المجتمع نفسه رقيبًا على المجتمع وعلى أخلاقه, وتحولنا إلى مجتمع يحمل كلاً منا "سكينة"، ويستعد لقتل كل ما هو مختلف عنه وعن أفكاره. حسبما يرى "زيدان".
 
وردًا على سؤالنا حول رأيه في المشهد الأدبي الآن، أوضح "زيدان" أن العشوائية تسيطر تمامًا على حال واقعنا فى "مصر". مؤكدًا أن هناك أقلام صادقة وحقيقية, وهناك أخرى مزيَّفة تتعجل فى الظهور, بالإضافة إلى طمع دور النشر فى تحصيل أكبر قدر من أموال الكتَّاب وخاصة الشباب منهم.
 
جدير بالذكر، أن الندوة قد حضرها الناقد "عبد الصبور بدر" وبعض أصدقائه وقرائه، والكاتبة "سهى رجب"، وتخللتها فقرة فنية قدَّم فيها الفنان الشاب "شيكو" بعض أغاني الراب والأغاني المصرية.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق