CET 00:00:00 - 06/05/2009

المصري افندي

بقلم: جرجس بشرى
لم نشهد من حكوماتنا الرشيدة وبرلمانها طيلة حياتنا مثل هذا الكم من الحماس الشديد والاهتمام الزائد عن الحد مثل ما شهدناه منهما مؤخراً في أزمة أنفلونزا الخنازير!!!
فلقد اتفق الجميع دون استثناء هذه المرة على ضرورة الإسراع في القضاء على الخنازير والتخلـص منها  تحسُباً لانتقال المرض من الخنازير إلى المواطن المصري، مع أن هناك مصادر طبية عالمية قد أكدت على أن الخنازير ليست هي المسئولة وحدها على انتقال هذا الفيروس إلى الإنسان! 

ومن المؤكد أن قرار الحكومة المصرية بذبح وإبادة الخنازير جريمة بكل المقاييس مهما كانت المُبررات التي تسوقها وتـُُسَوّقها الحكومة لأن الموضوع يتعلق بحيوان تمت إبادته من مصر إبادة تامة في وقت تتسابق فيه دول العالم على حفظ الحيوانات من الانقراض! وهو ما حدا بمُنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" بإدانة تعامُل الحكومة المصرية مع الأزمة.
كان يُمكن للحكومة أن تجد حلولاً بديلة وهي كثيرة للتعامُل الآمِن مع الأزمة مثلها مثل سائر الدول المتقدمة لكن أن تلجأ لأسلوب "الإدارة بالإبادة" فهذا أمر غير مقبول بل ومرفوض تماماً ويبرهن على تنامي حِدة ومستوى الفشل!

الغريب فعلاً والمُثير للدهشة أنه لأول مرة في التاريخ تتحرك الحكومة المصرية بهذه السرعة في إدارة  أزمة برغم أننا نسمع منها كثيراً من التصريحات البراقة في مشاكل حيوية أكثر خطورة من أنفلونزا الخنازير دون أن نلمس نتيجة ملموسة لهذه التصريحات على حياة المواطن!!
ولكن هل تعرفون السبب في تحرك الحكومة هذه المرة ؟! أنه "الخنزير".. ذلك الحيوان المُحرّم والمُجرّم في الإسلام وكذلك المسيحيون الكفرة الذي يربونه والذين لا يقلون عنه شبهاً ونجاسة بحسب بعض الفقهاء!! بدليل أن الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المُسلمين قالت أنها ترى في القضاء على الخنازير مُقدمة لتطبيق الشريعة الإسلامية في مصر! وقد جاء قرار الحكومة بإبادة الخنازير أيضاً تطبيقاً للشريعة ومغازلة للإخوان والمتشددين.

والسؤال الذي أريد أن أطرحة هنا هل تطبيق الشريعة يكون بالذبح والإبادة؟! إنني أطالب الحكومة المصرية أن تُقدم اعتذاراً عن هذا الأسلوب غير الإنساني في إدارة الأزمة، وأطالبها أن تُعوّض المسيحيين المُتضررين من هذه المذبحة، وأن تحاول تضع خنزيراً بحديقة الحيوان بالجيزة!! 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق