CET 00:00:00 - 06/05/2009

مساحة رأي

بقلم: منير بشاي
تواترت الأخبار الآتية من مصر تقول أن الأمن يحاول أن يتفاوض مع القيادة القبطية الكنسية لإطلاق سراح أبونا متاؤوس مقابل الاستقبال الحسن لأقباط المهجر للرئيس مبارك عند زيارته المرتقبة لواشنطن.
إن مبدأ المساومة (الفصال) مرفوض مرفوض مرفوض....

أولاً: مبدأ المساومة على الحقوق يتناقض مع العدالة ذاتها.. العدالة تمنح لذاتها وليس مقابل ثمن... أبونا متاؤوس لم يرتكب جرماً ولذلك فيجب أن يطلق سراحه دون قيد أو شرط... لو كان أبونا قد ارتكب جرماً  لكان من الخطأ الإعفاء عنه مقابل أي ثمن.
ثانياً: الكنيسة لا تنظم المظاهرات ولا تقودها أو تأمر بها وبالتالي ليس بيدها أن توقفها... الكنيسة دورها روحي والشعب القبطي يخضع للكنيسة في الأمور الروحية ولكن في الأمور السياسية فلكل قبطي قناعته الشخصية وحريته في التعبير عنها كما يشاء طالما كان ذلك بأسلوب لا يتناقض مع المسيحية.

ثالثاً: حسن استقبالنا للرئيس مبارك من عدمه يتوقف على سياسته العامة تجاه الأقباط.. الأقباط ليسوا كالأطفال يمكن أن يضحكوا على عقولهم بقطعة من الحلوى.... الإفراج عن أبونا متاؤوس هو إفراج عن مسجون كان يجب أن لا يسجن أصلاً، يجب على الدولة أن تعامل الأقباط كمواطنين من الدرجة الأولى متساوون مع إخوتهم المسلمين في جميع الحقوق والواجبات بغير هذا سيستمر أقباط المهجر في مسيرتهم الاحتجاجية.
رابعاً: مبدأ المساومة يصنع من الأقباط رهائن. وإذا قبلنا هذا المبدأ مرة فهذا سوف يفتح الباب إلى تداعيات خطيرة لا نهاية لها، معنى ذلك أنه في كل مرة يريدوا أن يفرضوا ظلماً على الأقباط يقوموا بأخذ رهينة ويحتفظوا بها لحين رضوخ الأقباط لإرادة الدولة في قبول الظلم!!
هذا نوع من الابتزاز لا يقبله أحد ويبدو أن هذا ما بدءوا يعملونه فعلاً في الآونة الأخيرة، فقد قيل أن قوات البوليس في محاولة لإجبار المسيحيين الرافضين تسليم الخنازير للذبح قد لجأوا إلى القبض على أبناءهم ثم عرضوا عليهم المساومة: إطلاق سراح الأبناء في مقابل تسليم الخنازير!

خامساً: أقباط المهجر ليسوا أعداء لمصر وليس غرضهم تشويه سمعة مصر، الذين يشوهوا سمعة مصر هم الذين يظلموا الأقباط وفي نفس الوقت يطالبوهم بالصمت!!
محاولة تصحيح الظلم ليس عملاً عدائياً ضد مصر بل الاحتجاج ضد نظام ظالم هو الوطنية بعينها، النظام ليس معناه مصر... أين حمرة الوجه؟! 

من فضلكم قبل أن تعظوا أقباط المهجر في الوطنية مارسوا شيئاً من الحياء ولكن يبدو أن الذين استحوا قد ماتوا.
مبدأ المساومة يفترض أن الحقوق لها ثمن يجب أن ندفعه بينما هي كما يوحي اسمها حق إنساني وهبه الخالق ضمن حقوق الميلاد.
نحن نرفض أن يكون الثمن لحقنا في العدالة هو التضحية بحقنا في الحرية... الأرخص لنا أن نقدم حياتنا.. ولقد صدق من قال: أعطني الحرية أو أعطني الموت.
Mounir.bishay@sbcglobal.net

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١٢ تعليق