CET 00:00:00 - 05/05/2009

مساحة رأي

بقلم: نشــأت عدلي

لقد انتابتنا غفوة عميقة.. ونمنا كنوم السكارى ونحن غافلون لا ندري شيء.. سكتنا سكوت الموتى.. تراجعنا كثيراً عن الكثير من الحقوق التي لنا وأصابتنا الغفلة.. غير عابئين.. تركنا مشاكلنا وأوكلنا غيرنا ليقوم هو نيابة عنّا بحلها... متوسمين الكمال.. مُعطين كل الثقة.. وكنّا نظن أن ثقل المنصب يستطيع  أن يحل كل مشاكلنا..

والآن أعتقد أن الأمور قد ظهرت وأنهم مثلنا يئنون تمزقاً على حالنا وليس في أيديهم شيء.. لذا يجب علينا أن نرفع الحرج عنهم.. ونسعى نحن بالتنسيق مع الأشقاء أقباط المهجر لنطالب بكل حقوقنا التي طال انتظارنا وبحت أصواتنا ولكن لا مجيب.. لا نطالب بحقوقنا منفصلة عن بعضها.. ولكن بها كلها.. أمام الرئيس في زيارته المرتقبة.. بل وأمام العالم كله.. ليشهدوا على ظلم بيّن قد وقع على كل أقباط مصر.

- لقد بح صوتنا على كنائسنا المهدمة التي تحتاج إلى إعادة ترميم أو بنيان... ونحن لا زلنا مقيدون بهذا الخط الهمايوني... وقرارات أمن الدولة... يصرح لنا السيد الرئيس بكنيسة.. ثم يتوقف هذا التصريح بناء على دواعي أمنية.... وأصبحت بناء كنائسنا كقلعة ندشن بها أسلحة فنُمنع حتى من التفكير في إقامتها.. يوافق كل العقلاء ويصرحون أن بناء كنيسة مثل بناء جامع.. ونكتشف الفرق عند التنفيذ.. لذا يجب أن نطالب أن تكون المعاملة بالمثل أو إلغاء هذا الهمايوني.

- نتعامل وكأننا لسنا مواطنين في هذه البلد... ولا درجة لنا... ليس لنا شيء  بل وأصبحنا كما لو كنّا بلا هوية.. وكل ما فعل الأقباط في سالف العصر وكأنه شيء منسِّ... ويجب أن نطالب بأن يكون لنا نفس الحقوق طالما علينا نفس الواجبات.

- الازدراء بنا في الوسائل الإعلامية المختلفة... ولا رادع أو حتى ليس من يعترض على كل ما يقال.. لذا يجب أن نطالب المسئولين بوقف هذه الحملات أو إعطائنا نفس المساحة لكي نرد على كل افتراء.

- سقط منّا حق الدفاع حتى عن أنفسنا مع حقوقنا المهدورة وسقطت معها هويتنا كأقباط وكأننا نبت بلا جذور.. وشابهنا المماليك.. فعند حلول كارثة ما يُطلب منا كمواطنين أن نقف بجانبهم لأننا نعيش على أرض واحدة.. تحت سماء واحدة.. وكأننا أشقاء ولكن في الضراء فقط.. نُطالب أن نكون متكاتفين.. متلاصقي الأكتاف.. وما أن تمر الكارثة بسلام وقد يكون لنا العامل الأكثر فاعلية.. فإذ بالحال ينقلب.. ونرجع إلى سابق عهدنا.. ويجب علينا أن تكون لنا وقفة قوية نسترجع لهم ماضينا الذي أسقطوه من الذاكرة في كل كُتب التاريخ.

- يسجنون كهنتنا.. رافعين عصا التأديب لهم ليمتنعوا من تزويج متنصرين.. وأصبح على كل طالب زواج أن يقدم لهم تاريخ حياته الشخصية.. لهذا يجب أن يكون لنا وقفة جادة لحماية رجال الدين من ظلم القضاء وضمان تحقيق عادل على أساس قانوني وليس عقيدي.. أنهم قد سجنوا العدل بل الأقباط جميعاً بقياداتهم في زنازينهم وأسقطوا المادة التي تقول (المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته.

- يعتدوا على بيعتنا ويقتلوا أبنائنا ويغيب العدل عن محاكمنا فيخرجوا منها زاهين بعدل البشر.. الذي أعطاهم صك البراءة.. وتحار يافطة (العدل أساس الحكم) من فوق رؤوس القضاة وتسخر من نفسها بل من الجالسين تحتها.. لهذا يجب أن يكون هناك قانون دولي نحتكم إليه عندما يغيب العدل عن محاكمنا.

- نجلس نستعطي الدولة بأن تعجل بالقانون الموحد لبناء دور العبادة.. الحبيس بمجلس الشعب الذي اتخذ قرار ذبح الخنازير في أقل من ساعة زمن.. لعلمهم أن هذا يضر بأقباط يتعايشون منها.. أما هذا الملف ليس وقته الآن.. صرخنا.. ولكن هيهات... مَن يسمع.. ومَن يصغي.. لقد خفتت أصواتنا.. وأصبحت همتنا واهنة.. ثقُلت أذانهم عن أن يسمعوا لنا.. ونحن وكأننا ابتلعنا أصواتنا ودخلت إلى داخل حلوقنا.. بل نزلت إلى أحشائنا تمزقها ألماً وحسرة.. وعلينا أن تكون لنا صرخة يسمعها الكل في الخارج والداخل حتى يخرج لنا هذا القانون من مخابئه.

إننا نحتاج في هذا الوقت أن نفيق من هذا النوم العميق ومن هذا التراخي الذي أصابنا.. نحتاج إلى نوبة صحيان..

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٢٤ تعليق