CET 00:00:00 - 01/11/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتبت: ميرفت عياد
 بهدف بحث سبل الحفاظ على المواقع الأثرية، وإنقاذها من أية تعديات، أو إهمال، والاهتمام بالبيئة الطبيعية التي تتميز بها محافظة "الفيوم"، يناقش المؤتمر الدولي الذي يرفع شعار: "المناظر الطبيعية والثقافية في الفيوم"، كيفية تحقيق هذا الهدف.

 حيث تشهد قاعة المؤتمرات التابعة لمحافظة "الفيوم" هذا المؤتمر، بمشاركة العديد من الجهات؛ منها "المجلس الأعلى للآثار"، و"محافظة الفيوم"، و"المفوضية الأوروبية في مصر"، و"المركز الإيطالي للآثار"، بالإضافة إلى عدد من علماء المصريات والآثار، وخبراء في المحميات الطبيعية، وخبراء في البيئة وعلم المتاحف، والسياحة البيئية والتنمية المستدامة.

"هرم هوارة" ومعبد "مدينة القاضي"
 فقد أسهمت مدينة "الفيوم" بدور كبير في تشييد صرح الحضارة المصرية، وذلك خلال العصور التاريخية المتعاقبة، خاصة أثناء فترة الدولة الوسطى من التاريخ الفرعوني، حيث اتخذها ملوك تلك الدولة كقاعدة أساسية لحكمهم، وشيدوا بها الكثير من المعابد والأهرامات، نذكر منها "هرم سيلا"، والذي يرجع تاريخه على الأرجح إلى عصر الأسرة الثالثة، و"هرم هوارة"، والذي شيده "أمنمحات الثالث؛ وهو مـُشيد من الطوب اللبن، أما جزاؤه الداخلية فهي من الأحجار الجيرية، و"هرم اللاهون"، والذي شيده الملك "سونسرت الثانيي"، هذا إلى جانب معبد "مدينة ماضي"، الواقع في الجنوب الغربي من المحافظة، ومدينة "كيمان فارس" القديمة، التي خـُصصت لعبادة الإله "التمساح".

جزء من "خشبة الصليب" المقدس
 وازدادت أهمية مدينة "الفيوم"، خلال العصر اليوناني الروماني، إذ كانت صحراؤها ملجأ للمسيحيين الأوائل، الذين فروا من الاضطهاد الروماني، ولذلك تعددت بها الأديرة والكنائس، مثل "دير الملاك غبريال"، والذي يـُعد الدير الوحيد في "مصر"، الذي يحمل اسم "الملاك غبريال"، ويرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الثالث الميلادي، على يد "الأنبا أور"، وقد تم الكشف فيه عن المغارات التي لجأ إليها المسيحيون الأوائل في فترة الاضطهاد الروماني، ويـُعرف هذا الدير باسم "دير أبو خشبة"، نسبة إلى أن جزء من "خشبة الصليب" المقدس، الذي صـُلب عليه "السيد المسيح"، مـُحتفظ بها في الدير، في مكان لا يعرفه أحد حتى الآن، ولهذا يحتل هذا الدير القيادة الرهبانية والروحية بين أديرة "الفيوم".

موقع جغرافي متميز
 ويعد "دير العزب"، أو "دير الأنبا ابرآم"، هو الدير الثاني من أديرة "الفيوم"، وهو يحتوي على كنيستين؛ إحداهما قديمة ومكرسة على اسم "السيدة العذراء"، والأخرى باسم القديس "أبو سيفين"، والتي شيدها مطران الفيوم "الأنبا ابرآم"، وقام ببناء سور حديث للدير، يضم الكنيستين ومقابر المسيحيين والمتحف.

 أما الدير الثالث والأخير في "الفيوم"، فهو "دير الحمام"، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الـ18، ولا يوجد به سوى "كنيسة العذراء" الأثرية، ويحتل الدير موقعـًا جغرافيـًا متميزً،ا ذلك لأنه مشيد فوق ربوة عالية من الرمال، ويحيط به سور يتميز عن بقية أسوار أديرة "مصر"، بأنه يتكون من ثلاثة أسوار من الحجر.

حفريات عـُمرها 40 مليون سنة
 ويوجد بـ"الفيوم" العديد من المحميات الطبيعية، التي يوجد بها كائنات حية نباتية وحيوانية وأسماك، ذات قيمة ثقافية وعلمية وسياحية كبيرة، وتستهدف المحميات الطبيعية -بصفة عامة- صون الموارد الطبيعية الحية، والحفاظ على التنوع البيولوجي، ولهذا صدر قانون عام 1983م، والذي ينص على حظر القيام بأي تصرف من شأنه تدمير أو إتلاف البيئة الطبيعية، أو الإضرار بالحياة البرية، أو البحرية، أو الحيوانية، أو النباتية، ومن هذا المنطلق؛ تم إدراك "بحيرة قارون"، ومنطقة "وادي الريان" كمحميات طبيعية، يجب الحفاظ عليها في المحافظة.

 وتتميز "بحيرة قارون" باحتوائها على حفريات حيوانية ونباتية قديمة، يرجع تاريخها إلى حوالي 40 مليون سنة، كما توجد حفريات لأقدم قرد في العالم، أما منطقة "وادي الريان"؛ فهي تتميز ببيئتها الصحراوية المتكاملة، بما فيها من كثبان رملية، وعيون طبيعية، ومسطحات مائية، وحياة نباتية متنوعة، بالإضافة إلى اكتشاف مئات الهياكل العظمية المتحجرة للحيتان.


المصادر:
1.كتاب ملامح من حضارة الفيوم
2.كتاب دليل آثار محافظة الفيوم
3.الكنائس القبطية القديمة في مصر
4.معالم تاريخ وآثار الفيوم

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق